رأى محللون سعوديون وخليجيون، أن روسيا لن تسمح لأوكرانيا بالارتماء في الحضن الغربي، وألقوا باللوم على تراخي الدور الأمريكي والأوروبي في العالم، خاصة في الأزمة السورية، معتبرين أن هذا التراخي الذي وصل إلى حد التخاذل شجع الروس على لعب دور القطب المنافس، والتدخل العسكري في كييف. واستبعد المحلل الاستراتيجي الدكتور على التواتي، أن يكون ما يجري في اوكرانيا مقدمة لعودة الحرب الباردة كما كانت في الماضي بين المعسكرين الشرقي والغربي، وقال ل(عكاظ)، إن أوكرانيا كانت جزءا من الاتحاد السوفيتي سابقا وهناك تداخل شعبي كبير بين روسياواوكرانيا، حيث تغلب العرقية الروسية على العرقية الأوكرانية بنسبة أكبر. وأضاف أن أوكرانيا حسب التنوع العرقي تنقسم إلى قسمين، شرقي يميل إلى روسيا وغربي يميل إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، مستبعدا السيطرة على الأزمة في وقت قريب لأنها ستؤدي إلى تقسيم أوكرانياشرقية وغربية. وأشار التواتي إلى أن اوكرانيا هي مجال حيوي مهم لروسيا وما تسعى إليه موسكو هي مناورات بهدف بث رسائل إلى الحكومة الجديدة في كييف مفادها أنها الشريك والحليف ويجب أن تخضع بشكل مباشر أو غير مباشر للكرملين. واعتبر أن ما شجع بوتين على التدخل القوي في الأزمة هو التراخي الأمريكي والأوروبي في العالم، إذ أن موسكو تدرك جيدا أنه من الصعب التدخل الأوروبي أو الأمريكي عسكريا في أزمة اوكرانيا وهو ما اختبرته خلال تعاملها مع المأساة السورية. من جانبه، أوضح المحلل السياسي الدكتور صدقة فاضل، أن النظام العالمي في الوقت الراهن بدأ يتحول من نظام القطب الواحد الذي كانت تسيطر عليه بقوة الولاياتالمتحدة إلى نظام متعدد الاقطاب، معتبرا أن تصاعد القوة الروسية، بجانب الصين والاتحاد الاوروبي سيزاحم أمريكا على النفوذ العالمي. وقال: نشاهد الآن مخاض هذا النظام المتعدد الأقطاب، لافتا إلى أن روسيا تعتبر أوكرانيا حديقتها الخلفية ولن تسمح بتحول كامل لأوكرانيا نحو الغرب. واعتبر الدكتور صدقة أن روسيا وجدت أن الوقت قد حان لتضع بصمتها في جزيرة القرم وتهدد بتدخل عسكري بشكل كامل، وهي لن تسمح بأي نفوذ غربي يهيمن على القرار في كييف. ورأى أن روسيا تحاول بسط وفرض سيطرتها على مناطق تابعة لنفوذها في السابق بعد أن فقدت بعضها، خاصة في الشرق الاوسط، ولذا نجد دعمها القوي واللامحدود لنظام الأسد في سوريا. بدوره، قال المحلل الاستراتيجي الكويتي الدكتور ظافر العجمي، إن ما يحدث في أوكرانيا يمثل «شوكة» في الخاصرة الروسية، معربا عن أمله أن تؤدي هذه التطورات إلى تراخي القبضة الروسية في الشأن السوري، ووقف الدعم الذي تقدمه موسكو لنظام الأسد. ولفت إلى أن سيناريو الأحداث من بدايته وعدم استجابة موسكو لنداء الرئيس الاوكراني والتخلي عن حليفهم بسهولة قد يؤدي إلى وضوح أكبر حول مدى فهم الحلف مع روسيا وخاصة فيما يتعلق بالأزمة السورية وحول وقوع النظام السوري في فخ الحلف غير الآمن مع موسكو. واشار إلى أن عملية الاستنفار في الجيش الروسي واحتلال عدد من القواعد في القرم محاولة من الكرملين للضغط وفرض شروط على الحكومة الجديدة حتى لا ترتمي أوكرانيا في أحضان الغرب.