ما إن تهم بنقل أحد والديك أو أطفالك المرضى إلا وتتذكر معاناتك في الزيارة السابقة لطوارئ مستشفى حراء العام وتحديدا مواقف السيارات ، والتي لا تتسع للمراجعين حتى وإن كانت الحالة حرجة، فضلا عن أن «معبر» الدخول الضيق لبوابة الطوارئ، يقف عليها حراس لا يعرفون الأتيكيت، على حد وصف الكثير من المراجعين. واجمع عدد من مراجعي المستشفى أن الحراس يمنعون وقوف أي سيارة مهما كانت ظروف المريض ومرافقه، مؤكدين أن الشخص ما يكاد ينزل مريضه، حتى ترتفع عقيرة صوت جهوري بضرورة اخراج السيارة ، في الوقت الذي ينتظر فيه المريض على عتبة الطوارئ. وأضافوا أن كل هذا يحدث رغم وجود مواقف على جانبي المدخل، وهي مخصصة ل «الحبايب»، على حد وصف المراجعين. وفي هذا السياق أوضح محمد المجرشي أن هذا المشهد لا ينتهي حتى يصعق المراجع بخبر مفاده أن الطبيب المناوب غير موجود فقد غادر لتوه إلى القسم المجاور ليتابع حالات مرضى على الأسرة البيضاء، وأثناء ذلك تشاهد عشرات الأطفال مع ذويهم ينتظرون الطبيب «الوحيد» في قسم الطوارئ ويكتمل المشهد بصوت صراخ الأطفال الذي يقطع نياط القلوب. من جهته أوضح ممدوح أحمد، 42 سنة، موظف قطاع خاص وهو يهم بالخروج من المستشفى «جئت بطفلي فيصل بعد صلاة العصر مباشرة لمعالجته من ارتفاع حرارة جسمه والتهاب حاد بالحلق وكنت متوقعا أن لا أجد أحدا هنا ولكن بعد طباعة ورقة الكشف لمحت أعدادا كبيرة من الأطفال عند غرفة الطبيب ولما استفسرت الأمر قيل لي إن الطبيب توجه إلى قسم الطوارئ ولديه حالات يتابعها هناك، عندها تبادر إلى ذهني سؤال لم أجد له إجابة هل من المعقول لا يوجد إلا طبيب واحد يكشف على الأطفال في العيادة ومن ثم يستدعى لقسم الطوارئ المجاور تاركا خلفه عشرات الأطفال». وأضاف بقوله «سأذهب الآن لمستشفى خاص لعلي أنقذ صغيري من حالة ارتفاع حرارة جسده». وقال بخيتان الحربي، 65 سنة، «بدون مقدمات فوجئت بعدم تواجد الطبيب وأنا هنا مع حفيدي عبدالرحمن حيث إن والده مناوب في العمل وارتفعت درجة حرارته بسبب التهاب في الحلق وانتظر قدوم الطبيب من قسم الطوارئ المجاور لغرفة الكشف الطبي حيث قارب انتظاري 3 ساعات متواصلة وقائمة الأسماء تزداد ولا خبر عن عودة الطبيب للعيادة»، وأضاف وهو يقلب مسبحته بين يديه «حسبي الله ونعم الوكيل». من جانبه أوضح أيمن الحجيلي، 43 سنة، موظف حكومي أن عدم تواجد الطبيب المناوب في عيادة كشف الأطفال أصبح من المشاهد المألوفة في طوارئ مستشفى حراء ويمكن أن تطبع ورقة الكشف ولا تجد الطبيب وتنتظر مجيئه من القسم المجاور لساعات طوال حيث لا يوجد إلا طبيب واحد يجوب قسم الطوارئ بمفرده ولا يستطيع أن يغطي القسم بأكمله ، وأنا أستغرب من إدارة المستشفى التي ترى هذه المعاناة وتلزم الصمت عند شكوى كل مواطن وكأن الأمر لا يعنيها لا من قريب أو بعيد. وأضاف بقوله «هل عجزت الشؤون الصحية في العاصمة المقدسة عن توفير طبيب آخر يباشر الحالات في طوارئ الأطفال». وأضاف الحربي أن مواقف السيارات على الرغم من توفرها إلا أنها محجوزة للحبايب، على حد وصفه، ولا يمكن للمواطن الاستفادة منها في الحالات الحرجة لإسعاف أي مريض، وختم الحربي قوله «نتمنى من القائمين على صحة العاصمة المقدسة التجاوب لنداءات المواطنين المتكررة لتحسين خدمات الطوارئ بالمستشفى». وفي موازاة ذلك بادرت «عكاظ» بالاتصال على الناطق الرسمي للشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة بسام مغربي، ولكن ظل هاتفه من الجانب الآخر صامتا رغم تكرار الاتصال لتقديم شكوى المواطنين حول قسم الطوارئ في مستشفى حراء العام.