استفاقت شوراع جدة على سيناريوهات جديدة تمثلت في غياب العداد الرقمي بعد تركيب كاميرات الرصد الإلكتروني «ساهر» في بعض المحاور، فضلا عن تحرير الكثير من تقاطعات الشوارع من الإشارات المرورية. وفي الوقت الذي أكدت فيه إدارة مرور جدة أن إلغاء العدادات الرقمية بمثابة مشكلة فنية سيتم احتواؤها فإن مستخدمي الطرق يرون أن غياب العدادات الرقمية يضاعف من الحوادث في التقاطعات، وأن اتباع طريق «الدوران» يساهم في الاختناقات في أوقات الذروة. وفي هذا السياق، أوضح حنش القرني أن شوارع العروس تعاني من حزمة مشكلات منها أن الشاحنات تزاحم المركبات الصغيرة خاصة في أوقات الذروة والدوام الدراسي وبعد الانتهاء منه ويحدث ذلك رغم أن الشوارع بالكاد تحتمل. وأضاف أن الشاحنات القادمة من الطريق الدولي «خط الساحل» تشكل قلقا كبيرا لدى الأهالي، لأن قائديها يسهرون طوال الليل، ويقودون مركباتهم الكبيرة منذ وقت طويل، فيصلون إلى جدة عند الصباح الباكر ويشكلون قلقا لدى الأهالي، وتكون نفسياتهم غير مرنة ويكونون غاضبين نتيجة السهر المتواصل في الطريق الموصلة إلى جدة، ولذلك لا نستطيع التعامل معهم، ويزاحموننا ويتسببون في اختناق الشوارع والطرق الرئيسية. وتساءل القرني عن سبب إزالة العداد الرقمي من إشارات المرور بعد وضع كاميرات ساهر فيها، زاعما أن إزالة العدادات وسيلة خفية لاصياد أصحاب المركبات وتحميلهم مخالفات مرورية لأن العداد يوضح المدة المتبقية لاشتعال اللون الأحمر، وإزالته سبب مباشر في الوقع في المخالفات. وأضاف أن إزالة العداد تسببت في حوادث سير متعددة أمام الإشارات بسبب السرعة للحاق بالإشارة خوفا من الوقوع في المخالفة، وفور اشتعال اللون الأصفر يقف سائق المركبة سريعا ليتفاجأ باصطدام من خلفه به بسبب التوقف المفاجئ. من جهته، أوضح سعيد الغامدي أن إشارات مرور طريق الملك المزالة تعد حلا منطقيا انعكس على الطريق الكبير الذي أصبح سلسا والسير فيه بلا زحام. واستطرد الغامدي في البداية واجهنا صعوبة في السير عبر «الدورانات»، ولكن بعد فهمنا لها وإحصائنا لعددها بات السير فيها سلسا وغير مقلق، بل بالعكس ساهمت كثيرا في فك الاختناقات التي كانت موجودة سابقا في طريق الملك. وأوضح الناطق الإعلامي بإدارة مرور جدة العقيد زيد آل هاشم أن مثل تلك التقاطعات لها أكثر من برنامج يوائم حركة السير، ويتغير تلقائيا حسب أوقات الذروة وغيرها لافتا إلى أن برنامج العداد يغلق حين يتغير من برنامج لبرنامج في الأوقات المختلفة، وهذه مشكلة فنية نعمل على معالجتها حاليا، وسننتهي منها قريبا. واستطرد الناطق الإعلامي بإدارة المرور بقوله إن على قائدي المركبات التنبه حين قيادة المركبات للإشارة المرورية والسير بتمهل، وعدم الاتكال على العدادات التي تسبب حوادث سير بسبب التركيز معها متجاهلين المركبات الأمامية التي تقف فجأة ما يتسبب في حوادث يومية متشابهة. وكشف العقيد آل هاشم، أن إدارة المرور انتهجت آلية جديدة في الشوارع الرئيسية والمحورية، وبدأت بتوحيد الاتجاهات على طريق الملك من خلال إغلاق أربعة تقاطعات واستبدالها بالدورانات الثابتة على امتداد 15 كيلومترا، كما يجري تكثيف التواجد المروري في تلك المواقع لمنع حدوث أي مشكلة والتدخل لفك الاختناقات خلال أوقات الذروة. وأضاف أنه لا نية لإدارة المرور بالتراجع عن تطبيق هذا التنظيم، مبينا أن التوجه المستقبلي هو إلغاء كافة التقاطعات والإشارات الضوئية في الشوارع الرئيسية والمحورية واعتماد نهج المسارات الموحدة. وأشار إلى أن إدارة المرور لم تبدأ تطبيق الخطة إلا بعد إخضاعها للدراسة ووضع هذه المحاور التي تطبق عليها الآن تحت المراقبة الدائمة واتضح جليا أن أسباب عرقلة حركة السير تقف وراءها التقاطعات والإشارات الضوئية التي تساهم في إحداث تجمعات دائمة للمركبات في الشوارع والميادين فكان لا بد من إنهاء هذه الكثافة المرورية وتمت دراسة عدة خيارات وجدنا أن أفضلها توحيد المسارات وبالفعل رغم المدة الزمنية التي عقبت التطبيق رصدنا تحولا جذريا في الحركة المرورية التي أصبحت أكثر انسيابية ومرونة من ذي قبل. وأبان الناطق الإعلامي بإدارة مرور جدة أن الشاحنات الكبيرة غير مسموح لها السير في شوارع جدة إلا في أوقات محددة بعيدا عن أوقات الذروة، وأضاف: تقف المركبات الكبيرة عن الحركة في الأوقات غير المسموح لها في أماكن مخصصة لها على الطريق السريع، ثم تعاود الحركة فترة خلو الشوارع من الزحام. من جانبه، اعتبر رئيس شعبة السير في مرور جدة العقيد باسم الحربي، أن تذمر مستخدمي طريق الملك من التنظيم الجديد وتسجيل اختناقات مرورية في بعض الدورانات جاء نتيجة لعدم معرفة الناس بالخطة المرورية الجديدة التي نهدف من خلالها إلى توحيد المسارات وإلغاء التقاطعات المرورية والإشارات الضوئية، إضافة إلى عدم تقبل البعض لهذه الفكرة التي ساهمت في تحقيق انسيابية في الحركة المرورية مقارنة بالوضع الكائن ما قبل تطبيق الخطة. وأشار مدير مرور جدة اللواء وصل الله الحربي إلى أن الخطة المقبلة، ستجعل الشوارع الكبيرة في جدة كطريق الملك حرا انسيابيا لا توجد فيه إشارات مرورية. واستطرد أن من ضمن الخطط التي تنوي تنفيذها إدارته الاستغناء تدريجيا عن إشارات المرور حتى تصبح جدة بلا إشارات للحد من الزحام ومنعه تماما. وأضاف: من طريق الملك عبدالعزيز إلى طريق مكةالمكرمةجدة القديم لا توجد أي إشارة في الوقت الحالي، ما أحدث تغييرا ملحوظا في الطريق وسرعة السير فيه، وكذلك طريق الأمير ماجد الذي أصبح حرا أيضا بلا إشارات مرورية.