يواجه مرور محافظة جدة تحديات كبيرة على مدار السنة خلال مواسم الإجازات والاعياد، حيث تكتظ عروس البحر الأحمر بمئات الآلاف من الزوار من الداخل والخارج، وخلال الفترة الحالية تعمل إدارة مرور جدة بطريقة مدروسة من أجل الاستعداد لبداية الدراسة، وبعد ذلك إجازة موسم الحج والعيد. وقد أثبت مرور محافظة جدة قدرته على التعامل مع الظروف الصعبة والزحام الخانق في جدة، نظرا لإقبال الزوار عليها من جميع الاتجاهات، من داخل المملكة وخارجها، ولموقعها الجغرافي ولحب الناس لها لما تتمتع به من مزايا عديدة وجماليات. ورغم جهود مرور جدة في دعم انسيابية السير، فقد أوضح عمر الغامدي بأن الشاحنات لا ينبغي أن تزاحم المركبات الصغيرة خاصة في أوقات الذروة والدوام الدراسي وبعد الانتهاء منه، وأوقات الدوام الرسمي، لأن الشوارع بالكاد تحتمل المركبات الصغيرة. وأضاف بأن الشاحنات القادمة من الطريق الدولي خط الساحل تشكل قلقا كبيرا لدى الأهالي، لأن قائديها يسهرون طوال الليل، ويقودون مركباتهم الكبيرة منذ وقت طويل، فيصلون إلى جدة عند الصباح الباكر ويشكلون قلقا لدى الأهالي، وتكون نفسياتهم غير مرنة، بل يملأ أغلبهم الغضب لأنهم يريدون النوم نتيجة السهر المتواصل في الطريق الموصلة إلى جدة، لذلك لا نستطيع التعامل معهم، بل إنهم يزاحموننا ويتسببون في اختناق الشوارع والطرق الرئيسية.. بين أنه في الفترة الأخيرة أصبحت الشاحنات لا تدخل إلا في أوقات محددة، إلا أن بعضها لا يتوقف سيرها في شوارع جدة كشاحنات الغاز وغيرها من الشاحنات التي تنقل الخدمات للأهالي داخل جدة.. من جهته، أوضح عبدالقادر بانافع أن إشارات مرور طريق الملك المزالة تعد حلا جميلا جدا انعكس إيجابا على الطريق الكبير الذي أصبح سلسا جدا، والسير فيه ممتع وبلا زحام. وأضاف «في البداية، واجهنا صعوبة في السير عبر الدورانات، ولكن بعد فهمنا لها وإحصائنا لعددها بات السير فيها سلسا وغير مقلق على الأطفال، بل بالعكس ساهمت كثيرا في فك الاختناقات التي كانت موجودة سابقا في طريق الملك. وفي نفس السياق، أوضح العميد وصل الله الحربي (مدير مرور جدة) أن الشاحنات الكبيرة غير مسموح لها السير في شوارع جدة في أوقات الذروة، لافتا إلى أن إدارته انتهجت آلية جديدة في الشوارع الرئيسية والمحورية، وبدأت بتوحيد الاتجاهات في طريق الملك من خلال إغلاق أربعة تقاطعات واستبدالها بالدورانات الثابتة على امتداد 15 كيلومترا، وكثفت من التواجد المروري في تلك المواقع لمنع حدوث أية مشكلة مرورية والتدخل لفك الاختناقات المرورية التي قد تحدث خلال أوقات الذروة، وأضاف العميد الحربي أنه لا نية لإدارته في التراجع عن تطبيق هذا التنظيم، مبينا أن التوجه المستقبلي هو إلغاء كافة التقاطعات والإشارات الضوئية في الشوارع الرئيسية والمحورية واعتماد نهج المسارات الموحدة». استثناء «التحلية» وأضاف العميد الحربي أنه يستثنى من المركبات الكبيرة صهاريج مياه التحلية حيث يسمح بسيرها في شوارع جدة على مدى 24 ساعة، وكذلك مركبات نظافة الأمانة، أما بالنسبة لشاحنات الغاز والوقود فهي مستثنية بشروط وتحديد أوقات متفق عليها، ومن يخالف ذلك يحاسب. وأوضح العميد الحربي أن إدارته لم تبدأ بتطبيق الخطة إلا بعد إخضاعها للدراسة ووضع هذه المحاور التي تطبق عليها الآن تحت المراقبة الدائمة واتضح جليا أن أسباب عرقلة حركة السير تقف وراءها التقاطعات والإشارات الضوئية التي تساهم في إحداث تجمعات دائمة للمركبات في الشوارع والميادين، فكان لا بد من إنهاء هذه الكثافة المرورية، وتمت دراسة عدة خيارات وجدنا أن أفضلها توحيد المسارات وبالفعل رغم المدة الزمنية التي عقبت التطبيق رصدنا تحولا جذريا في الحركة المرورية التي أصبحت أكثر انسيابية ومرونة من ذي قبل. وأشار مدير مرور جدة إلى أن الخطة القادمة ستجعل الشوارع الكبيرة في جدة كطريق الملك حرا انسيابيا لا توجد فيه إشارات مرورية. وتابع مدير المرور أن نجاح خططهم في فترة شهر رمضان المبارك وعيد الفطر شجعهم على وضع خطط جريئة للتعامل مع موسم الدراسة المقبل خاصة في التعامل مع الشاحنات والمركبات الكبيرة ودخولها إلى شوارع جدة وغير ذلك من القرارات التي ستنفذ عند بدء الموسم الدراسي الجديد. واستطرد مدير المرور أن من ضمن الخطط التي تنوي تنفيذها إدارته الاستغناء تدريجيا عن إشارات المرور حتى تصبح جدة بلا إشارات للحد من الزحام ومنعه تماما. وأضاف: من طريق الملك عبدالعزيز إلى طريق مكةجدة القديم لا توجد أية إشارة في الوقت الحالي، ما أحدث تغييرا ملحوظا في الطريق وسرعة السير فيه، وكذلك طريق الأمير ماجد الذي أصبح حرا أيضا بلا إشارات مرورية. وأفاد العميد الحربي أن بإمكان المركبات المتصادمة في شوارع محافظة جدة التحرك من مكانها وعدم التسبب في تعطل السير وشل الحركة والزحام الخانق الذي تحدثه نتيجة ذلك، وأفاد بأن ذلك لا يعطل سير التأمين ونسبة الخطأ على المركبات، بل بإمكانها التحرك والوقوف جانبا حتى يأتي جندي المرور على الفور لمعاينة الحادث ومن ثم توجيهه للإدارة بشأن تقدير الخطأ للتأمين. من جهته، اعتبر رئيس شعبة السير في مرور جدة العقيد باسم الحربي، أن تذمر مستخدمي طريق الملك من التنظيم الجديد وتسجيل اختناقات مرورية في بعض الدورانات جاء نتيجة لعدم معرفة الناس بالخطة المرورية الجديدة التي نهدف من خلالها إلى توحيد المسارات وإلغاء التقاطعات المرورية والإشارات الضوئية، إضافة إلى عدم تقبل البعض لهذه الفكرة التي ساهمت في تحقيق انسيابية في الحركة المرورية مقارنة بالوضع الكائن ما قبل تطبيق الخطة. اغلاق المنافذ أثناء جولة «عكاظ» ميدانيا اتضح أن رجال المرور والضباط يتمركزون في شوارع جدة جميعها وبكثرة في الشوارع الحيوية كشارع التحلية وأمام الميادين والمراكز التجارية منذ وقت مبكر، وفي طريق المدينة حيث تغلق بعض المنافذ حتى تمنع تسرب بعض المركبات من داخل الأحياء للدخول للشوارع الرئيسية فتزيد نسبة الزحام.