انشغل الرأي العام المحلي أو أكثره بحيوانين وتتبعت الصحف أخبارهما، أما الحيون الأول فهو طائر أليف وجميل هو طائر الحبارى وهو في الغالب طائر عابر يمر ببلادنا قبل الشتاء وبعد الصيف الذي يقضيه هربا من شتاء موطنه الأصلي في شرق أوروبا، وهو يكاد ينقرض من بلادنا لشدة الملاحقة والصيد الجائر، وهذا سببان لانقراض عدد من الحيوانات المستوطنة أو العابرة مثل الغزلان بأنواعها والمها العربي والحبارى، وللحفاظ على جنسها من الانقراض تكونت الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية برعاية من الأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله، وخصصت لها الحكومة ميزانية مجزية لإنشاء محميات لكثير من تلك الحيوانات حفاظا عليها من الانقراض والإبادة. وعملت الهيئة بواسطة خبراء على تكاثرها في تلك المحميات، أما الحيوان الثاني الشرس والمهدد بالانقراض فهو النمر العربي الذي يعيش في مرتفعات السروات، وقد أزعج نمر نادر منها أحد الرعاة فقتل عددا من ماشيته فوضع له كمينا ببعض السم فقتله وعلق جثته حسب العادة على إحدى الأشجار تشفيا لإبله وعنزاته، وهنا هاجت الصحف وذرفت حبرا تنعى الحيوان النادر وتطالب بمعاقبة الراعي الذي لم يكن يعرف عن النمر إلا أنه قاتل إبله، الهيئة الوطنية لحماية البيئة هي الأخرى ناحت على النمر النادر، ولعل هذا يحضها لتوعية الرعاة بأهمية الحيوانات النادرة ولو كانت متوحشة وأن تدفع مكافآت مغرية لكل من يقبض عليها حية لترحيلها إلى إحدى المحميات، إن منح المكافأة المالية هي في أهمية المحميات وفي حماية المخلوقات النادرة والتي ستنقرض. لا بد من التوعية وبدونها لا يكون لنشاط الحماية أي صدى، ولما ضج أعضاء الشورى من تكلفة بيض وتفريخ الحبارى، وفي رأيي أن النمر والضبع وأمثالهما لم يعد منهما فائدة حين تركوا القرود تتكاثر وانقضوا على أنعام الرعاة.