مخجل ذلك المنظر الذي ظهر عليه رئيس نجران صالح آل مريح وأحد أعمدة الفريق النجراني المهاجم علي ضاوي عبر الفضائيات مساء الأربعاء الفائت للحديث وتوضيح حقيقة الأزمة المالية التي يمر بها نجران في الفترة الراهنة والتي تسببت في تأخر رواتب اللاعبين (المحترفين) وحين أضع كلمة المحترفين بين قوسين فهذا مرده إلى أنهم موظفون لم يستلموا رواتبهم ومستحقاتهم لأكثر من ستة أشهر، ما وضع الإدارة في مأزق خصوصاً وأن اللاعبين قد لوحوا بإمكانية تخلفهم عن المغادرة إلى جدة حيث النزال الذي ينتظر الفريق أمام الاتحاد مساء غد (الأحد) وهو ما قد يوقع اتحاد الكرة في أزمة غير مسبوقة وهو الذي يقاتل اثنان من مسؤوليه في كوالالمبور من أجل تحسين صورة الدوري السعودي واستعادة نصف المقعد المفقود. وعلى الرغم من أن صندوق النادي تلقى حقوق النقل التلفزيوني لهذا الموسم، إلا أن ذلك المبلغ عاد إلى حساب صندوق المنطقة الذي تجاوب مع أزمة النادي السابقة على طريقة (الفزعة) لإنقاذ النادي المحترف الذي يحتل المركز السابع في دوري "زين" للمحترفين. أشرت فيما سبق لوجود الشخصيتين اللتين تقاتلان لاستعادة نصف المقعد الذي خسرته كرتنا هذا الموسم في دوري أبطال آسيا، وهما بالمناسبة من يقود عملية نقل الأندية إلى عالم الاحتراف. نجران قدم مستويات مبهرة قياساً بضعف إمكاناته، وقاب قوسين أو أدنى من المشاركة بكأس الملك للأبطال، وهو الذي وصل في وقت سابق لنصف نهائي كأس ولي العهد وقد يكرر ذلك باعتبار أن يضم في صفوفه لاعبين قدموا أرقى وأنبل دروس الإخلاص والتفاني وهذا من الصعب جداً حدوثه وتكراره في هذه الفترة، وقد يفعل الفريق ما ليس بالحسبان كما طرح الزميل فياض الشمري عبر القناة الرياضية، إذ تساءل بحرقة عما سيفعل اتحاد كرة القدم فيما لو وصل نجران للمشاركة في بطولة قارية مثلاً، وماذا لو طلب مسؤولو الاتحاد الآسيوي زيارة النادي والاطلاع على أوضاعه المالية، وهو ما قد يصعّب العملية المعقدة أصلاً التي يقوم بها محمد النويصر وحافظ المدلج في ماليزيا. قلنا سابقاً إن معاناة الأندية الفقيرة في الدوري السعودي لايتحملها سوى اتحاد كرة القدم وهيئة دوري المحترفين، وأن الهيئة التي تقدم لنا الدوري وتسعى لتطويره نسيت أو تناست أهم مكونات هذا المنتج وهو الأندية، ومع ذلك لم يقبل بعض المسؤولين النقد، وفسروه كما يريدون هم لا كما يريد الشارع الرياضي، وعندما آتي بذكر الهيئة من جديد فهذا لأن حقوق نقل مباريات الموسم الماضي لم تصل بعد رغم صرف حقوق نقل مباريات الموسم الحالي، وهو ما يؤكد أن المبلغ الذي كان سيصرف للأندية توقف عند محطة اتحاد كرة القدم كما نسمع، وهو الذي لم يرضَ أن يُسأل عنه، ولم يوضح للشارع الرياضي أين ذهب، ولماذا لم يصرفه للأندية..!! ومع هذا لم نرَ أي تحرك إيجابي للهيئة من أجل تأمين المبلغ ومطالبة اتحاد الكرة بصرفه، وهذا ما طرحه الكثير من المتابعين غير مرة عن ضعف الهيئة وعدم قدرتها على المواجهة أمام اتحاد الكرة أو حتى الأندية.! قبل أقل من شهر، أضرب لاعبو الرائد عن التدريبات وقبله أضرب نجران ولاعبو فريق الرياض، ومع هذا هناك من يتساءل لماذا كرتنا تنهار؟ كان مؤسفاً فتح الزميل تركي العجمة باب التبرعات على الهواء مباشرة للاعبي نجران بكل انفعال، والأشد إيلاماً حديث مهاجم نجران علي ضاوي وتأكيده على أن زملاءه يجوبون بيوت زملائهم اللاعبين المستقرين في نجران بحثاً عن وجبة، وهو ما يطرح تساؤلاً بسيطاً مفاده من وأين المسؤول؟ ويضاف إلى ذلك تطرقه لعدم وجود داعمين مثلما في بعض الأندية الأخرى، وهو مايؤكد أن الاحتراف في أنديتنا أعرج كما وصفه رئيس الرائد فهد المطوع الذي أكد عبر حديث نقلته "دنيا الرياضة" أن الأمور في الكرة السعودية تدار على طريقة الهواة رغم أننا نصنف من ضمن الدول المحترفة. وسيأتي الدور على نادٍ ثالث ورابع طالما أن الأمور تدار بارتجالية وضعف شخصية أمام ضياع حقوق الأندية التي تقع تحت ضغط الإعلام والجماهير واتحاد كرة لا يرحم لإنتاج منتخبات تشرف الوطن..! الرائديون أول الممتنعين عن أداء التدريبات سلطان السيف