تمثل العطلة الأسبوعية عادة استراحة محارب للموظف والطالب والعامل، يلتقطون من خلالها أنفاسهم بعد عناء أسبوع كامل من العمل أو الدراسة والاستذكار، لذلك تخطط عشرات الأسر وحتى الأفراد لقضاء أوقات ممتعة سواء في داخل المدن أو في الرحلات بين أحضان الطبيعة الخلابة، ففي محافظة بيشة يعتبر البر متنفسا متاحا للترويح عن النفس بعيدا عن صخب المدينة وزخمها، فيما تجد بعص الأسر في الحدائق والمتنزهات العامة والاستراحات مقصدا للاستجمام وقضاء أوقات ممتعة لهم ولأطفالهم. راحة واستجمام «عكاظ الأسبوعية» التقت عددا من الشباب من محبي الطلعات البرية في بيشة واستطلعت آراءهم في كيفية قضاء إجازة نهاية الأسبوع وكيفية التخطيط لها، حيث أبدى كل من علي غانم الشمراني، وسعود هذال الأكلبي وعلي فراج الشهراني، أنهم ينتظرون الإجازة الأسبوعية للتخلص وكسر روتين العمل المتواصل على مدى أسبوع، وأضافوا «نعمل معلمين في إحدى مدارس بيشة ولا نجد راحتنا إلا في البر، وهنا نحن في البر نستمتع بالأجواء الربيعية الرائعة والمناظر الطبيعية ونسمات الهواء العليل، ولا تتم هذه المتعة إلا بشبة النار وإعداد الوجبات الشعبية والصيد». حب متأصل من جانبه، ذكر عبدالله الشهراني بأن حب البر متأصل في قلبه وقلوب أفراد أسرته وأبنائه منذ زمن طويل وقال: «حتى مع هذا التطور الهائل الذي نعيشه بفضل الله إلا أن الكثير من أهالي بيشة لا يزالون يقصدون البر لاسترجاع ذكريات الحياة البسيطة والقديمة جدا والتي عاشها الآباء والأجداد كما هي فرصة لكي نعيشها ونتعايش معها ولو لساعات قليلة». وزاد «يتعلم الإنسان من الرحلات البرية درسا في الحياة وهو الاعتماد على النفس واسترجاع للذكريات وسرد القصص القديمة والألعاب الشعبية التي اندثرت وطوى صفحتها الزمن». بدوره، ذكر منيس الرمثي بأن أغلب الأسر في بيشة تخرج إلى البرية في الإجازة عادة في الصباح الباكر وتعود مساء، بعد قضاء يوم جميل في البرية والاستمتاع بالأجواء الجميلة والطبيعية بعيدا عن مؤثرات المدن وضجيجها، ويرى أن المتنزهات البرية كثيرة جدا ومع ذلك تجدها ممتلئة بالزوار والأهالي فلا بد عليك من التواجد منذ وقت مبكر كي تجد لك ولعائلتك مكانا مناسبا. توزيع الأدوار من جانبه، أشار بداح الجمعان إلى أنه وقبل أن ينوي هو وعائلته وأقاربه الخروج للبر يقومون بتوزيع الأدوار الرئيسية والمهمة في «الكشتة» بين الرجال فحسب وقال «نترك النساء يرتاحون من عناء الطبخ ونجعلهن يقمن بعملية الترتيب والتجهيز، أما مهمة الطبخ فيضطلع بها الرجال لأن للطبخ في البرية نكهة خاصة وللطعام مذاق لا تجده في أي مكان آخر»، أما محمد فهيد الحسيني فيفضل قضاء جزء من يومي الجمعة والسبت في الحدائق العامة داخل المحافظة مع أسرته لما فيها من خضرة وجمال وملاعب للأطفال، وجلسات وممرات وأماكن ترفيه، وقال «تتسابق العائلات في الحضور مبكرا إلى حدائق المحافظة لاغتنام فرصة اختيار أفضل أماكن للجلوس، خاصة مع الأجواء الربيعية التي تشهدها بيشة هذه الأيام». ويؤكد محمد مشرع الهاجري أن الحديقة هي المكان المحبب له ولأسرته لقضاء أجمل الأوقات، خاصة لما تشهده المحافظة هذه الأيام من فعاليات وبرامج متنوعة ومناشط مميزة نظرا لبدء «ربيع بيشة» وأغلب فعالياته تكون في الحديقة، وأيضا لوجود المسطحات الخضراء والجلسات العائلية المظللة، فيما يرى علي الواهبي بأن إرضاء أطفاله هو الهدف الأسمى الذي يحرص عليه وذلك لتعويضهم عن الجد والاجتهاد الذي بذلوه خلال أسبوع دراسي كامل، لذلك أحرص كثيرا على الذهاب بهم إلى الحدائق العامة بوسط بيشة رغبة مني في قضاء يوم ممتع وأيضا لكسر الروتين الأسبوعي وتجديد نشاطهم. أجواء معتدلة أما عبدالرحمن محمد الغامدي فيرى في الاستراحات أفضل المواقع لقضاء الإجازة الأسبوعية وقال «أجد وأسرتي في الاستراحات المنتشرة داخل وخارج المحافظة مكانا ملائما وبعيدا عن الازدحام والإزعاج، وشخصيا أفضل قضاء الإجازة مع أبنائي وأقاربي في مكان يسوده الهدوء، كما أن جلسات الاستراحات فرصة للاجتماع مع الأهل والأقارب» ويضيف «تتميز الاستراحات بالمسطحات الخضراء والمسابح العائلية الخاصة والملاعب العشبية الحديثة وملاعب الأطفال»، فيما يؤكد مشاري الشهراني بأن عددا من الآباء يفضلون اصطحاب أسرهم يومي الإجازة الأسبوعية إلى الاستراحات بعيدا عن صخب المدينة، خاصة في هذا الوقت من العام حيث الأجواء المعتدلة الرائعة والهواء النقي بعيدا عن الروتين اليومي في المنزل والعمل عبر ممارسة بعض الألعاب الشبابية «البلوت» أو «البلايستيشن» وممارسة المشي ولعب كرة القدم وأيضا القيام بالطبخ والشوي.