في الطريق إلى وادي مريخ والحرازات تصادفك حظائر الإبل والمواشي التي تقع بجوار الطريق العام مباشرة، إذ تشهد في أوقات الذروة قبل صلاة المغرب إقبالا من الزبائن على شراء حليب النياق وهو ما يسبب ازدحاما في الشارع، حيث يجلس عدد من الوافدين على طاولات في طريق أبرق الرغامة لتسويق لبن الإبل وجلب الزبائن، لكن عدد من السكان يبدون قلقهم من تطبيق الشروط الصحية التي تضمن سلامة المستهلكين، إذ يؤكد بعضهم أن الحليب يباع في أوعية صدئة وغير نظيفة. وفي هذا السياق أوضح سامي العمري أن المقلق في الأمر يتمثل في أن تعبئة لبن الإبل وتقديمه تتم في ظروف غير جيدة، إذ أن عوادم السيارات والهواء في المكان لا يبدو نظيفا خاصة أن الأطباق التي تستخدم في الحلب يتم تكرار هذه العملية عليها دون مراعاة للنظافة على الإطلاق. وأبان أن الأمانة مع البلديات الفرعية مطالبة بنقل هذه الحظائر من جانب الطريق إلى مواقع خاصة بها من خلالها تطبق جميع الظروف الملائمة وتحت إشراف ورقابة مستمرة. إلى ذلك، اعتبر عمران باوزير أن تواجد البائعين في المكان تشويه ومنظر لا يليق، خاصة مع ازدحام السيارات في المكان، وتابع بأن هذه الظاهرة تزداد في المواسم حيث يتسابق الناس إلى شراء الأضاحي والمواشي وهو الأمر الذي يجعلها تحتل مثل هذه الأماكن لتقدم فيها بضاعتها، وأفاد بأن السكان يطلقون على المكان بتندر «طريق الإبل» كناية إلى انتشار المواشي على جانبي الطريق. وطالب عدنان الثقفي الأمانة بإبعاد الحظائر من الأحياء السكنية وداخل نطاق العمران باعتباره أمرا مخالفا للأنظمة والتعليمات، مضيفا بأن هناك بالتأكيد انعدام للشروط الصحية، إذ أنه ليس هناك إشراف عليها باعتبارها غير نظامية على الإطلاق، مستغربا سكوت البلدية عنها حتى الآن، ولفت إلى أن هذه الحظائر تشكل خطرا على الصحة العامة لأن الأدوات المستخدمة فيها غير نظيفة ومعرضة للتلوث. فيما قال أحد باعة حليب الإبل بأنه بعد القيام بعملية الحلب تتم عملية التصفية والتنقية عن طريق صفاية مخصصة لذلك، ثم يوضع فيما يسمى المحقن وهو يشبه الإناء يتم فيه حفظ الحليب. وفي سؤال عن نظافة هذه الأدوات وصلاحيتها للاستهلاك قال: بعد فترة من الاستخدام أقوم بغسلها بشكل جيد حتى لا تكون ملوثة. ومن جانبه، قال المهندس محمد القرني رئيس بلدية أم السلم بأن الحظائر العشوائية يتم إخطار أصحابها بالإزالة ثلاث مرات، وإذا لم تستجب يتم إزالتها بالكامل عن طريق البلدية بمشاركة إدارة المسالخ في الأمانة وشرطة البلدية. وفي ذات الشأن، قال الدكتور خالد باواكد طبيب الأسرة والمجتمع في صحة جدة بأن أماكن الحظائر إذا كانت قريبة من المناطق السكنية فإنها تشكل تلوثا بيئيا، مضيفا بأن انبعاثات الروائح ومخلفات المواشي وتكاثر الحشرات كلها تعد من مصادر للتلوث.