في ظاهرة تشكل خطراً على صحة المواطنين لجأ عدد من ملاك الإبل وباعة حليب "النوق" بمنطقة عسير إلى استخدام نوع من الحقن الهرمونية بهدف مساعدة الإبل على إدرار الحليب بشكل يومي دون انقطاع، مما قد يسبب أمراضا للإبل والإنسان مستخدم الحليب. ويضاف ذلك الخطر إلى خطر عدم توفر الشروط الصحية في إنتاج الحليب باستخدام أوانٍ غير نظيفة تختلط معها مخلفات الحظائر، وهو ما حول حليب الإبل من غذاء كثير الفائدة يلجأ إليه الكثيرون للتقوية والحفاظ على الصحة العامة للإنسان إلى مادة قد تتسبب في أمراض وأضرار بالغة لمستخدميها. وفي اتصال هاتفي ل"الوطن" بمدير عام الإدارة العامة للزراعة بمنطقة عسير المهندس فهد بن سعيد الفرطيش أكد أن إدارته تتابع الأمر باهتمام وتم تشكيل لجنة للبحث والتأكد من ذلك الأمر بالتعاون مع جهات الاختصاص والجهات الأمنية. وأضاف أن دور اللجنة هو الفحص والتقصي إضافة إلى عملية وضع الشروط والمواصفات لبائعي حليب الإبل. وأشار إلى أنه لم يتم التأكد حتى الآن مما يقوم به ملاك الإبل من حقنها بتلك الإبر الهرمونية, ولم يثبت معمليا عندنا ذلك ولكن يقال عن هذا الأمر، ومازال الفحص والتقصي جاريا، واللجنة ما زالت في عملها يوميا، والزيارات لهم ستكون مفاجئة. وقال الفرطيش إن الإبل التي تحلب لابد أن تكون حاصلة على شهادات صحية من وزارة الزراعة، وكذلك الموقع والعمالة أيضاً تأخذ شهادات صحية من قبل الأمانة، وهذا يتم من خلال عمل المراقبين الذين اختيروا لهذا العمل وكذلك اللجنة. وسوف تصدر قريبا تراخيص لملاك الإبل وشهادات للمواشي والإبل وتراخيص عمل للعاملين وشهادات صحية للعمالة ومواصفات للأواني والأدوات المستخدمة والحظائر وغيرها. وأوصى الفرطيش المواطنين جميعهم ومستهلكي حليب الإبل بأن يأخذوا الحذر وعدم استخدام الحليب من قبل البائعين وحليب المتجولين، لأنه يكون محملا بأمراض وجراثيم، وكذلك عدم استخدام أبوال الإبل بالطريقة العشوائية،" والمفروض على المواطن ألا يأخذ شيئا من هؤلاء، لأنه قد تكون الإبل نفسها أو العمال مرضى وكذلك قد يستخدمون هرمونات الإدرار وهذا مضر للإنسان". وبين أن اللجنة في عملها ومرحلتها الأخيرة وسوف تظهر النتائج قريبا ويتم إطلاع أمير المنطقة عليها ومن ثم تطبق اللوائح والأنظمة على الجميع. وبين الطبيب البيطري الدكتور عمر محمد أن استخدام الهرمونات بشكل عام له مضار أكبر من الفوائد، لأن استخدام الهرمون الصناعي يبطل مفعول الهرمون الطبيعي، حيث إن الإبر الهرمونية تجعل الغدة الصماء خاملة في الإنتاج فلا تعمل بعد ذلك وتؤدي إلى الإضرار بصحة الإبل. وبين أنه يتم استخدام الهرمونات في حال الضرورة، وهي عندما يكون هناك عجز في إنتاج الهرمون الأساسي، مثل هرمون الأنسولين، وهرمون الحليب، ولكنني لا أفضل استخدامه أبدا، لأنه يوجد هناك أعلاف طبيعية تساعد على إدرار الحليب بشكل طبيعي أفضل من الإبر. وأشار إلى أن قلة إدرار الحليب تشير إلى عدم سلامة الإبل صحياً وتسمى " بمتلازمة إدرار الحليب " ، وهو نوع من الأمراض التي تسبب ضعف وقلة وجود الحليب بالإبل، فالبحث عن السبب أولاً قبل استخدام الإبر الهرمونية ضروري. ولابد من عمل تحليل للإبل للتعرف على سبب عدم إدرارها للحليب. وقال إن استخدام الإبر الهرمونية يسبب أمراضا للحيوان، والهرمون له آثار سلبية أكثر منها إيجابية وهذا يتسبب في حدوث أمراض للإنسان أيضاً. ويقول المواطن جابر المرسي: يقوم باعة حلييب الإبل وعمالهم في عسير و أماكن أخرى بحقن الإبل بإبر، وقد رأيت هذا بعيني، وعند سؤالي عن الأمر تبين لي أن الإبل إدرارها للحليب قليل وهذه الإبر تساعد في كثرة الحليب لديها حتى يمكنهم بيع كميات كبيرة من الحليب يوميا. وتمنى مشاري عسيري أن تقوم وزارة الزراعة بعسير بمتابعة ملاك الإبل ومنعهم من استخدام الإبر، وكذلك متابعة العمالة التي تقوم بحلب الإبل والتأكد من نظافتهم وخلوهم من الأمراض. ويقول المواطن سعيد القحطاني إن باعة الحليب يستأجرون الناقة من صاحبها بمبلغ شهري، ويستثمرونها في بيع الحليب، وفي حال لم تدر الناقة حليبا يحقنونها بالإبر الهرمونية، وهذا يتسبب في العديد من الأمراض للناقة ولشارب حليبها، مضيفا أن هناك من يستخدم بعض الأدوية لمكافحة الجرب أو الأدوية المضادة للالتهابات للإبل، ورغم أن استخدام هذه الأدوية يتطلب عزل الناقة عن بقية الإبل والتوقف عن حلبها لمدة 15 يوما، إلا أن هؤلاء الباعة يحلبون النياق وهي ملقحة بالأدوية. ولا يكتفي رعاة الإبل بالترويج للحليب، فهم يبيعون بول الإبل ويؤكدون أنه يقي ويشفي من العديد من الأمراض وخاصة الأمراض الجلدية التي يعجز عنها الطب الحديث، ويبيعون كذلك روث الإبل الذي يستخدم في تسميد الأراضي الزراعية وغير ذلك من الاستخدامات الأخرى.