حولت المنحدرات الخطرة في الطرق المؤدية إلى جبال آل يحيى في الداير بني مالك بجازان، رحلات الأهالي صعودا وهبوطا من المرتفعات، إلى كابوس في ظل غياب أي حواجز أسمنتية أو مصدات خرسانية. وعاب الأهالي الذين تنتشر مزارعهم حول الطرق ما اعتبروه سوء التنفيذ الذي ضاعف الانحدار في الطرق، فتحدث الانزلاقات خاصة مع هطول الأمطار، ما يهدد العابرين بالسقوط في الوادي العميق. وأوضح عدد من الأهالي أنهم يضعون أيديهم على قلوبهم خلال مرورهم بتلك الطرق، بل يزداد خوفهم كثيرا على الأبناء العابرين، في ظل ازدحام الطريق. وأشاروا إلى أن حلمهم في تنفيذ مشروع يربطهم بالمحافظة سرعان ما تبدد بالتنفيذ السيئ الذي يبدو -حسب وصفهم- أنه تم بلا دراسة أو تخطيط أو بنظام الكميات مما جعله -حسب قولهم- تحت استغلال بعض المقاولين، فلم تتم مراعاة ابسط معايير الطرق الدولية لسلامة مرتاديه ولا حتى في المحافظة على البيئة والمراعي والحياة الفطرية. وأبدى عدد من المعلمات والطالبات خوفهن المستمر في عبور الطريق، في ظل ما يشكله من تهديد لهن، في رحلاتهن من وإلى المدارس في القرى النائية أعلى جبال بني مالك. ويعتقد يحيى فرحان المالكي أن المقاولين يعملون فقط في أماكن محددة بحيث يستهلكون وقتهم وكمية الأسفلت في المناطق السهلة، والحفر والقص المبالغ فيه وغير المنطقي ويتركون المناطق الصعبة مثلما هي عليه، مما شكل خطرا على مرتاديه مستغلين بذلك نظام الكميات. وقال إبراهيم علي المالكي إن المشروع لم يراع في تنفيذه تصريف مياه السيول والأمطار مما يجعل هذا الطريق مع كل هطول مطر عرضة للانقطاع، وتنهار الصخور ما يؤدي إلى تدمير للطرق جراء مياه الأمطار، مما يكلف الدولة مبالغ طائلة عند صيانته وهذا ما لاحظناه في عقبة الشايف، مضيفا: التنفيذ السيئ لهذا المشروع أصبح مصدر قلق وخطرا على حياة مرتاديه وقد حصد العديد من الأرواح وآخرها حادث بسبب الانحدارات المرتفعة جدا بالطريق. وأشار جابر المالكي إلى أنه منذ بداية العمل في تنفيذ الطريق ابتداء من عقبة نيد، لوحظ تنفيذ سيئ ومنحدرات مرتفعة جدا به لا تتوافق مع ابسط معايير السلامة لمرتاديه، مضيفا أنه أصبح يحصد أرواح الأهالي الواحد تلو الآخر، لذا راجعنا الوزارة والتقينا وكيل الوزارة المهندس عبدالله المقبل، وشرحنا له معاناتنا بخطاب رسمي، وطالبناه بالتحقيق مع من رسم ونفذ وأشرف على هذا المشروع ووجه بتشكيل لجنة عاجلة وبالفعل حضرت لجنة ولا نعلم ماذا صار بعد ذلك. ويرى سلمان المالكي أن مثل هذه المشاريع يجب أن تكون داعمة للبيئة ومحافظه عليها، لا أن تقضى عليها مثل طريق العزة وآل علي وجبال آل يحيى، التي دمرت البيئة والمراعي، خاصة أن تلك الأماكن كانت تمتاز بغطاء نباتي ممتاز وحياة فطرية نادرة، متسائلا عن دور هيئة حماية الحياة الفطرية في ذلك. ويعتقد جابر المالكي أنه علاوة على سوء التنفيذ هناك تعثر في تنفيذ عقبة الشايف، ويدلل على ذلك، أن لوحة المشروع لا يدون عليها تاريخ تسليم المشروع، ولا مدة تنفيذه، فيما تاريخ التسليم المبدئي كان في 18/9/1434ه، والمشروع لم ينجز منه النصف حتى الآن. من جانبه أكد المهندس ناصر بن علي الحازمي مدير إدارة الطرق والنقل بمنطقة جازان أن هناك عدة مشاريع تنفذها وزارة النقل بالمنطقة ومنها مشاريع تشمل جبال آل يحيى وآل زيدان بمحافظة الداير بني مالك، منها ما تم تنفيذه ومنها ما زال تحت التنفيذ، ويشمل تنفيذ وصلة قرى بني مالك (آل علي/آل يحيى/آل زيدان) بطول (14.2 كم)، استكمال طريق قرى بني مالك (آل علي/آل يحيى /آل زيدان) ضمن طرق المجموعة السابعة بطول (7 كم)، استكمال طريق قرى بني مالك (آل علي/آل يحيى/آل زيدان) بوصلتين وبطول إجمالي (3 كم) ضمن مشروع استكمالات بعض الطرق في منطقة جازان المجموعة السادسة، مشروع استكمالات بعض الطرق المنطقة ضمن المجموعة العاشرة ومنها وصلة آل يحيى (المسبح) بطول إجمالي (6.4 كم). وأضاف أن المشاريع تنفذ حسب الاعتمادات المالية ونوع المشروع؛ استكمال أو مشروع جديد أو وصلة زراعية، كما أن المشروع لا ينفذ بنظام الكميات كما قيل عنه. ونفى الحازمي ما قيل عن أن المقاولين يعملون في المناطق السهلة ويتجنبون المناطق الصعبة، مؤكدا أن هذا الأمر غير صحيح، بل يعملون في المشاريع بحسب أولويات مقرة من مجلس المنطقة، مشيرا إلى أن مشاريع النقل تختلف من مكان إلى آخر، فكل مشروع يحتاج إلى عبارات أو كباري يتم أخذ ذلك بالاعتبار عند عملية التصميم لأي مشروع قبل البدء في التنفيذ وخصوصا في المناطق الجبلية. كما نفي أن تكون معظم مشاريع وزارة النقل في المنطقة وخاصة المناطق الجبلية منها لا توجد بها قنوات تصريف لمياه الأمطار. وحول المشروع القائم بجبال آل يحيى وآل زيدان التابعة لمحافظة بني مالك، وهل يؤثر على البيئة والغطاء النباتي أشار الحازمي إلى أن الطرق حاجة أساسية لحياة الإنسان، والوزارة لا تنفذ مشاريعها على حساب البيئة بل إن عرض الطريق لا يؤثر على الغطاء النباتي، بل يحفظها من التلف وذلك بجعل المسارات موحدة ليسير عليها الجميع، مضيفا أن الطرق العشوائية المتفرقة هي التي تدمر الغطاء النباتي بينما الطريق المعبد يحافظ على البيئة من حيث وجود قنوات التصريف التي تمد جانبي الطريق بالمياه للسقيا والزراعة، كما أن مقاول الصيانة ينفذ الصيانة الدورية لجميع طرق العقد بشكل دوري وكلما دعت الحاجة لذلك خصوصا في مواسم الأمطار والسيول.