أقصد «المتقاعدين» الذين قال عنهم الأستاذ الدكتور محمد بن سعود البشر (أستاذ الإعلام في جامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض): «إن منهم من أمضى عشرات السنين في الأجهزة المختلفة في الدولة، وكان في يوم من الأيام وزيرا، أو وكيل وزارة، أو أستاذا في جامعة، أو ضابطا عسكريا كبيرا، أو مهندسا متمكنا، أو طبيبا ماهرا، أو مهنيا حاذقا، أو غير ذلك، ينتهي به المطاف يوم 1/7 من كل عام، وهو في أوج عطائه» فما بال الأجهزة التي خدموها تنساهم ؟ وهم ثروة بشرية، فكرية، إدارية، ذات تاريخ طويل، لكنّ بيوت الخبرة هذه أصبحت كما مهملا !! وظل ساكنوها يتحملون صنوفا من المعاناة !! بين معاش تقاعدي لا يسمن ولا يغني من جوع !! وأعرفُ كثيرا منهم لا يسألون الناس إلحافا، وعلى الرغم من أنهم أدوْا أدوارا أساسية في تطوير الوطن، وأسهموا بجهودهم في تنميته، وتوافرت عند معظمهم كل أسباب النزاهة، وكانت صورتهم ناصعة البياض، إلا أن النسيان لفّهَم بردائه !! وجعلهم عبئا على أنفسهم !! وعالة على مجتمعهم !! لم يبسط بعضهم أيديهم لرشوة، ولم يسئ بعضهم استغلال وظيفته، وتقاعدوا بأعداد كبيرة، وظلوا خلف الجدران، فماذا يحدث لو أن تشريعا، لا يخرجهم عن دائرة الاستفادة من جهودهم وخبراتهم ؟ ولماذا يظل التقاعد سيفا مسلطا على رقابهم ؟. إنّ العقبات أمام المتقاعدين السعوديين، ممن هم قادرون عن العمل، لا ينبغي أن تظل دون حل، وجمعية المتقاعدين بُحّ صوتها وهي تطالب بما يحفظ للمتقاعدين ماء وجوههم، وفي تفاصيل حياة كل منهم، أسرار، وأسرار، وأسرار، خسروا بسببها وجودهم في المجتمع أو كادوا، الأمر الذي يحتاج إلى نظام، يجعل إمكانية الاستفادة منهم أمرا واقعا، فهم يعانون من قلة الراتب التقاعدي، أصنافا من العذاب والحرمان، لم يكن من اللائق أو المقبول، تعريضهم له، في مجتمع لا توجد في نظامه التقاعدي أي متابعة لمتقاعد، ما زال قادرا على أن يوسع نطاق عطائه. بيوت الخبرة هذه لا ينبغي أن تكون كيفا مهملا.