التعشير هواية لا يتقنها إلا شخص لا يعرف الخوف وهذا ما يميز أبناء بادية وقرى وهجر الحجاز وما جاورها والتعشير من الألعاب والألوان الفلكلورية الحجازية التي تجمل الأفراح والمناسبات الاجتماعية مؤخرا. أما طرق استخدامها وتعبئتها فيستخدم البارود الفاسد أو بما يسمى بالذخيرة غير الحية وتعبأ بها «بندقية المقمعة» وبعد ذلك يقفز بها قفزتين إلى الأعلى لمسافة متر ويطلقها بين كعبيه. «عكاظ» التقت هواة ومصنعي الذخيرة الفاسدة للعبة «التعشير» في البداية كانت مع كبار معيش القارحي الذي أكد أنه يصنع بارود التعشير محليا ويتكون من عيدان العشر أو الراك والملح فيتم حرقها وخلطها مع البعض حتى تفحم ومن ثم يتم تبريدها وصبها في المقمعة وبعد ذلك تضاف لها الفشقة حتى تخرج شرارتها في البارود الفاسد لتخرج شيئا من الشرار أو النار ، مفيدا أن الشخص الذي يريد أن يتعلم هذه اللعبة يجب تتوفر فيه مواصفات خاصة منها التدرب الجيد والشجاعة واللياقة البدنية والحضور الذهني والافضل أن تتدرب منذ الصغر مؤكدا ان الشخص الذي لا يجيد هذه اللعبة قد تلحق به الضرر لا سمح الله وتسبب ربما في إعاقته. وحول وجود أندية لتعلم هذا اللون الشعبي الجميل فقال: لا يوجد ولكنها اجتهادات شخصية ونحن قد اكتسبناها من آبائنا وأجدادنا مطالبا المسؤولين عن المناسبات التاريخية والتراثية في المملكة وخصوصا الجنادرية التي تقام هذه الأيام دعوتهم للمشاركة كموروث ولون شعبي متداول. وعن الدعوات التي توجه لهم بين القارحي أن الدعوات تأتيهم أهالي وأعيان المجتمعات الحجازية والمناطق المجاورة لمنطقتهم للمشاركة في حفلات الزواج والمناسبات الاجتماعية ووقتها يكون من من العصر حتى وقت متأخر من الليل.. أما مدرب فرقة التعشير مرزوق القارحي فقال إن هوايته ممتده منذ كان صغيرا مؤكدا أن حب هذا اللون عامل أساسيا لنجاح الشخص وبما أنه من عشاق التعشير فقد أصبح الآن مدربا وقائدا لإحدى الفرق التي تشارك في المناسبات ويبلغ أعضاء فرقته 50 شخصا أو معشر، موضحا أن فترة التدريب للشخص الهاوي تستغرق مابين الشهر إلى الأسبوعين بواقع ساعتين يوميا، وحول المبالغ التي يتقاضونها للمشاركة في المناسبات قال نتسلم عن الليلة الواحدة من 10 آلاف ريال إلى 20 الف ريال معتبرا ذلك رسوم أتعاب المعشرين وقيمة شراء البارود. كما التقت «عكاظ» أصغر معشر في الفرقة معاذ القارحي الذي يبلغ من العمر ست سنوات قائلا : إنه تعلم التعشير من والده وأبناء عمومته وحضوره للمناسبات بشكل مستمر مؤكدا أنه يطمح أن يكون مدربا في المستقبل.