عدم المساس بالخيوف التاريخية والمحافظة عليها وصيانتها ودراسة وضعها في قادم الأيام، توجه عام تعمل محافظة ينبع على تحقيقه في أرض الواقع، كون هذه الخيوف تعود لحقبة زمنية سابقة لا أحد يعلم متى تم بناؤها أو من قام ببنائها. والخيف عبارة عن قناة تعبر من خلالها المياه لتغذية مزارع الجابرية، وللخيف مدخل ومخرج يطلق عليه «الشريعة»، فيما يقوم الأشخاص الذين لا يغذيهم الخيف، بشراء الماء منه، ويوظف العائد لأعمال الصيانة. رئيس مركز الجابرية سلامة بن عيد الرفاعي، اجتمع مع عدد من مسؤولي الإدارات المختصة في مركز الجابرية، البلدية، الدفاع المدني، لمناقشة وضع الخيوف التي تأثرت بالسيول في ينبع النخل وأحدثت حفرا في مخطط الجابرية، وأكد الاجتماع على عدم المساس بالخيوف التاريخية وضرورة المحافظة عليها وإنهاء أعمال الصيانة للحفر التي ظهرت بعد السيول، وإجراء دراسة علمية مستفيضة عن تاريخ الخيوف وعددها في الجابرية وينبع النخل، وصيانة خيف «عين علي» ومعرفة مدخله ومخرجه. وتوصل المجتمعون إلى قيام الجهة المختصة بصيانة الحفر ودرء أخطارها عن المواطنين بصفة عاجلة والرفع لمحافظ ينبع، لدراسة وضع الخيوف وصيانتها والمحافظة عليها كونها ثروة تاريخية كبيرة. وإلى ذلك، أكد رئيس مركز الجابرية التابع لمحافظة ينبع، أنه تمت السيطرة على المشكلة، مطمئنا أنها لا تدعو للقلق، حيث لم تدخل المياه إلا في خيف واحد فقط، وهو خيف «عين علي» الذي يبلغ طوله 5 كم، وذلك بعد أن تم فتح السد وسالت المياه بداخله ووصلت إلى السقف فانهارت أجزاء منه، علما أن ما يزيد على ثلاثة آلاف يستفيدون من هذا الخيف في السابق، مشيرا إلى الانتهاء من صيانة اكثر من 14 موقعا بجهود البلدية ووضع حواجز إسمنتية وأغطية معدنية في الشوارع الإسفلتية، فيما ستتم المحافظة علي هذه الخيوف كونها مواقع أثرية هامة، علما بأنه يوجد في الجابرية ما يزيد على 25 خيفا. من جانبه، أوضح مدير إدارة الدفاع المدني بينبع العقيد منصور الطيار، أن الدفاع المدني ضمن اللجنة التي تم تشكيلها لمتابعة وضع الحفر الناتجة عن انهيارات في الخيوف، وتم رصد عدد من المواقع ووضع حواجز أسمنتية وأغطية معدنية على المواقع في الشوارع الأسفلتية من قبل البلدية، ولم يتم التعامل معها كحفرة عادية بل تم التعامل معها بشكل هندسي معين من أجل المحافظة عليها كونها تاريخية وأثرية، مشيرا إلى أن اللجنة ضمت عددا من شيوخ القبائل وأصحاب الخبرة من الأهالي، فيما يقوم الدفاع المدني ضمن عدد من الإدارات الأخرى في ينبع، بعمليات مسح مستمرة للكشف عن المواقع الخطرة والتعامل معها.