كثيرون من عشاق البحر ومرتادي القرى التراثية، لا تروق لهم المتعة ما لم يتذوقوا الشاي المغلي على الجمر، وهذه المتعة أغرت الكثيرات من فتيات جازان على تقديم الشاي للزوار كما يريدون، خصوصا بعد أن وجدن إقبالا كبيرا من الزوار على الشاي بالجمر الذي يقدمه الشباب في كثير من المناطق. فتيات جازان كسرن القاعدة وأقدمن على تقديم الشاي المغلي على الجمر للزوار بطريقة تمثل تحديا للشباب السعوديين، منطلقات من أنهن يحاربن البطالة، وخصصت مريم القاضي بعمل ركن خاص بقرية جازان التراثية لإعداد الشاي على الجمر بنكهة خاصة بأيدي الفتيات السعوديات اللاتي جعلن من الحبق والنعناع بأنواعه والزنجبيل والشاي العدني وسيلة تزيده تذوقا، بالإضافة إلى تقديم القهوة التي تعد أيضا على الجمر، وقالت بأن الفتيات يعتبرن هذا العمل خدمة تقدم للسائح من أجل الاستمتاع وتوفير جميع متطلباته.. وأشارت مريم القاضي إلى أن تلك الفكرة جاءت عندما ذهبت لأحد المنتزهات وشاهدت عددا كثيفا من الفتيات يقفن بجوار أحد الشباب الذي كان يعد شاي الجمر ففكرت في حينها بأن تقدم خدمة لفتيات المنطقة بعمل شاي الجمر واستثمرت ذلك من خلال مهرجان جازان الشتوي الذي نفذت في أحد أركانه الفكرة التي لاقت الاستحسان. وقالت سارة القاضي بأن شقيقتها تعمل معها رغم المشاق والمخاطر كالحروق نظرا لارتداء العباءة والنقاب، إلا أنها أشارت إلى أن إعجاب مرتادي المهرجان بالشاي والقهوة يخفف من هذا التعب الذي يعد وسيلة للعمل وإثباتا للنفس.