تناقل المتنزهون من محافظة المزاحمية والمراكز التابعة لها والعاصمة الرياض صورا مرعبة لتجاويف عميقة في بطن «وادي جمل» جنوبي المزاحمية ناتجة عن عبث وتجريف لتربة بطن الوادي من قبل بعض تجار البطحاء الطبيعية مما أدت إلى وجود حفر عميقة أدت إلى حبس مياه الأمطار عن الوصول لمنتزه المحلية الطبيعي والذي يعتبر مقصدا للمتنزهين لغرب الرياض وما حولها نظرا لما يحوي المنتزه من منظار خلابة سابقا تجذب سكان المحافظة والعاصمة للتنزه فيه في أيام الإجازات. وعزا المواطنون وعدد من المهتمين بالبيئية الطبيعية في تغريداتهم ورسائلهم التي تم تناقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هذا التعدي إلى إهمال كافة الجهات المختصة سواء وزارة الزراعة ووزارة البترول والثروة المعدنية وحماية الحياة الفطرية ولجنة التعديات بمحافظة المزاحمية. «عكاظ» من جانبها اتصلت بمدير إدارة الدفاع المدني بمحافظة المزاحمية المقدم سعود بن عبدالرحمن العريفي وبسؤاله عن ما تشكله هذا التجاويف العميقة من خطر على المتنزهين أوضح أن فرق السلامة بإدارة الدفاع المدني بالمحافظة نفذت جولات ميدانية على «وادي جمل» الواقع جنوب محافظة المزاحمية إثر بلاغات من المواطنين تفيد وجود مناطق تجمع مياه في الوادي خطيرة. وذكر المقدم العريفي أنه على الفور تم تحريك فرق السلامة للموقع واتضح أن هناك دراكيل في وسط الوادي وتجاويف في باطن الأرض، مبينا أن هذه الدراكيل تمنع وصول مياه الأمطار إلى روضة المحلية وتشكل خطورة على المواطنين. وشدد على المواطنين بأهمية الابتعاد عن مجاري السيول وبطون الأودية وتوخي الحذر. وبالتواصل مع رئيس المجلس البلدي بمحافظة المزاحمية عبدالكريم بن سعد الشمالي للتعرف على رأي ودور المجلس بصفته ممثلا لإيصال صوت المواطن جراء التعدي والعبث بحرم ووسط الوادي الرئيسي والذي يغذي أكبر متنفس طبيعي بمياه الأمطار، أكد أن مراقبة مثل هذه التجاوزات هي خارج اختصاصات ومهام المجلس البلدي والتي تنحصر في الخدمات البلدية، مبينا بأن ذلك من مسؤوليات لجان التعديات التابعة للمحافظات وعدد من الوزارات والهيئات المعنية وعلى رأسها الزراعة والبترول والثروة المعدنية وحماية الحياة الفطرية. لكنه طالب الجهات المعنية بأن تقوم بمسؤولياتها حيال حماية الأودية والشعاب التي تخلت عنها وأصبح حال أغلب شعاب المحافظة كما هو الحال في «وادي جمل» محط استغراب مواطني المحافظة وقراها وزوارها، وحذر الشمالي من المناظر المؤلمة والتي وصف ما يحدث في «وادي جمل» من اكبر الجرائم في حق البيئة والطبيعة ويجب محاسبة كل مقصر.