كشف رئيس المجلس البلدي لبلدية محافظة المزاحمية عبدالكريم بن سعد الشمالي، ل"الوطن" بمناسبة إجازة منتصف العام، أن المتنزهات البرية باتت في الآونة الأخيرة أشبه بمن يخوض غبة البحر في يوم عاصف، فلا يعلم ماذا سيواجه ويخشى على نفسه وأطفاله من الآبار الارتوازية المهجورة، والوقوع في مصائد الموت محملا المسؤولية في ذلك لكل من وزارتي المياه والزراعة بعدم الرقابة، ووكالة الثروة المعدنية التي تمنح تراخيص تعدين مخالفة. وأكد الشمالي ل"الوطن"، أن المتنزهين باتوا يخشون الآبار الارتوازية المهجورة أثناء توجههم للأراضي المنبسطة والأودية والشعاب، ويخافون الوقوع في الحفر الناتجة عن الكسارات والمحاجر، التي تبلغ مستويات أعماقها مناسيب مخيفة تمتلئ بالمياه طوال العام، وانقطع بفعلها مرور المياه إلى الفياض والمتنزهات البرية، مرجعا ذلك إلى الفوضى التي أسهمت في زيادتها كل من وزارتي المياه والزراعة بعدم الرقابة على حفر الآبار، وكذلك وزارة البترول ممثلة في وكالة الثروة المعدنية المعنية بمنح التراخيص التعدينية المخالفة وعدم مراقبتها أيضا. واتهم رئيس المجلس البلدي بمحافظة المزاحمية الجهات الرقابية والمعنية بمنح التراخيص الخاصة بالتساهل في متابعة المحاجر والكسارات ورصد تأثيراتها البيئية على الإنسان والحيوان والنبات بموجب الاستراتيجية الخاصة بذلك، واستشهد بما يحدث حاليا في وادي جمل والفريشة بالمحافظة، وما نتج عنهما من حالات غرق سابقة، إضافة إلى منع وصول المياه إلى روضتي المحلية والخرارة، مما أدى إلى شبه اختفاء للغطاء النباتي بهما نتيجة قلة تدفق المياه المنقولة إليهما بفعل جرف التربة وفوضى الحفر والكسارات والمحاجر. وقدم الشمالي في ختام حديثه شكره لأمير الرياض ونائبه على حرصهما على حل هذا الملف بالمنطقة بصورة كاملة، مثمنا للأول إشراك المجلس البلدي كممثل للمواطن في اللجنة العليا التي شكلت قبل أسبوعين لهذا الغرض. من جانبه، أوضح ل"الوطن" التربوي والناشط في المحافظة على البيئة مساعد بن حمد الكثيري، أن أهالي مركز نساح يعانون من تجربة حفر تجمعات المياه الناتجة من المحاجر والكسارات التي تعمل في بطون الأودية ومجاري السيول في مخالفة صريحة وواضحة لجميع الأنظمة، وتابع "المصيبة أن المحاجر والكسارات تحدث حفرا عميقة في وسط الوادي "مجرى السيل"، وتجتمع مياه السيول فيها مما يخدع المتنزهين ويعتقدون أن هذا التجمع ناتج عن انخفاض طبيعي تضاريسي في بطن الوادي.. فيقتربون منه.. وهنا تحدث الكارثة"، وقد غرق في نساح والجفير الكثير في هذه الحفر. وأضاف الكثيري، أن الحفر الأخرى تنتج من شركات تنفيذ الطرق، رغم أن النظام يحدد أماكن معينة تأخذ منها شركات تنفيذ الطرق تربة الردم، ويشترط تأهيلها بعد تنفيذ الطريق، لافتا إلى أن الفوضى والمحسوبيات والفساد وراء إهمال المراقبين لشركات تنفيذ الطرق ويجعلها تأخذ من التربة التي تليها، وأردف: يحدث أن يكون جانبي الطريق قد حفرت يمينا ويسارا وتمتلئ عند السيول.. لأن الناس غالبا تتنزه بالقرب من الطرق البرية وتفرح بتجمعات المياه ظنا منهم أنها انخفاضات طبيعية متدرجة.. ولكن عند الاقتراب منها تحدث المصيبة.