وهو أقل ما توصف به، وهيهات للغة أن تسعفني بأكثر من ذلك، وهو ما حدث للطالبة آمنة باوزير التي تعرضت لأزمة قلبية حادة، ومنعت إدارة جامعة الملك سعود دخول عربة الإسعاف لمبنى كلية الدراسات الاجتماعية بقسم البنات، لإنقاذ حياتها، وظلّت عربة الإسعاف منتظرة من الساعة الحادية عشرة حتى الساعة الواحدة ظهرا حين سمح لها بالدخول، ولكن بعد أن توفيت الفتاة، وسبق السيف العذل، وكان طبيعيا أن تتعرض الطالبات اللاتي شهدن الحادثة إلى صدمة نفسية وينهار البعض منهن في مشهد مهيب، وقيل إنّ المنع كان لأنّ الفتاة المغدورة كانت بغير غطاء، وهو سبب لا يبرر أن تترك الفتاة فريسة للموت، ثمّ أما كان بإمكان إحدى زميلاتها أن تعيرها غطاءها، كما قيل إنّ المنع كان لأنّ رجال الإسعاف رجال، وهل لا تعرف الجامعة ذلك؟ وهل كانت تتوقع أن يرسل لها الإسعاف فريقاً من الفتيات؟ وقالت بعض الفتيات وهو تحصيل حاصل: "إنّ الدين يسر والقاعدة الفقهية تقول الضرورات تبيح المحظورات ولا نرى ضرورة ألحّ من تعرض حياة إنسانة لخطر الوفاة" وهذا منطق لم تفهمه إدارة الجامعة التي بادرت (هل نقول مشكورة ؟) بتقديم واجب العزاء لأسرة الطالبة، كما قام عميد كلية الآداب (هل نقول مشكورا؟) بخالص التعازي والمواساة في وفاة الطالبة، وهل ينتهي الأمر عند ذلك، أم أننا إزاء جريرة جنائية انتهت بالوفاة، ويجب التحقيق فيها وعقاب المسؤولين عنها؟