تباينت الرؤى حول تأخر إعلان المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ترشحه للرئاسة، ففيما اعتبره البعض جراء حسم بعض الملفات المهمة في مصر، رأى آخرون أن تأخر الإعلان فكرة يطرحها الإخوان لزعزعة استقرار البلاد، مؤكدين أن الترشيح سيأتي بعد ترتيب الأوضاع داخل أروقة السلطة التنفيذية. يذكر أن هناك توقعات كبيرة بلغت حد اليقين بترشح المشير عبدالفتاح السيسي لمنصب رئيس الجمهورية، ودعم هذه التوقعات بيان سابق للمجلس العسكري فوض فيه "السيسي" لتلبية مطلب الشعب بالترشح وترك له القرار النهائي، وكذلك تصريحات حكومية بأن التعديل الوزاري مرهون بتحديد وزير الدفاع موقفه من الترشح لمنصب "الرئيس". من جانبه أكد باسل عادل القيادي بحزب الدستور ل(عكاظ) ان تأخير إعلان المشير السيسي عن ترشحه لرئاسة مصر يطرح الكثير من علامات الاستفهام. واضاف ردا على ما يؤكده البعض من ان التأخير سببه الإعداد للفريق المعاون والبرنامج الانتخابي قائلا: انه رغم ان مثل هذه الأمور لها حسابات وتوازنات سياسية خاصة، إلا أنه يمكن حسمها خلال أيام أو حتى ساعات على حد تعبيره. فيما رفضت مارجرت عازر عضو مجلس الشعب الأسبق استعجال المشير السيسي للترشح من قبل مؤيديه مؤكدة ان المشير السيسي لا يزال لديه حتى يوم 16 من الشهر الجاري عند موعد الاعلان عن فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية. وطالبت عازر بمنح الفرصة للسيسي حتى يتمكن من الإعداد للترشح وترتيب أموره سواء على المستوى الشخصي أو العام، مؤكدة أنه لم يعلن أحد حتى الآن عن ترشحه لشغل هذا المنصب الرفيع فلماذا نطالب المشير السيسي بالاعلان عن ترشحه قبل الجميع. فيما قال مصطفى الجندي عضو مجلس الشعب السابق، إن تأخير حسم قرار السيسي يرجع لأسباب قد تكون متعلقة بما تشهده البلاد من حرب على الإرهاب. واستبعد الجندي أن يكون وراء تأخير حسم القرار ضغوط دولية قائلا: "لو كان السيسى يخضع لضغوط خارجية لم يكن قام بمساندة الشعب في 30 يونيو وما بعدها". فيما قال المستشار أحمد الفضالي، مؤسس تيار الاستقلال، إن المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، أشار له خلال أحد الاجتماعات في الفترة الماضية بأنه لن يخذل الشعب المصري. وأضاف الفضالي أن تأخير إعلان السيسي الترشح للرئاسة، يأتي من رغبته في وضع برنامج سياسي يحتوي ما عليه من واجبات وما له من حقوق. وأرجع محمد عبدالعزيز، القيادي بحركة تمرد، تأخر المشير عبدالفتاح السيسي في إعلان موقفه من الترشح لانتخابات الرئاسة إلى كونه رجل مخابرات بالدرجة الأولى وحتى يأخذ قرارا بهذه الخطورة يلزمه دراسة الموقف بشكل دقيق من كافة جوانبه أولا. وقال عبدالعزيز: أتصور أن السيسي ينتظر حتى يجد الوقت المناسب والطريقة المناسبة التي سيعلن بها نبأ ترشحه لرئاسة الجمهورية". وقال محمد صلاح خليفة، عضو اللجنة الإعلامية لحزب النور "السلفي"، إن الفكرة في تأخر المشير عبدالفتاح السيسي لإعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية، ربما يكون لحسابات خاصة داخل أروقة السلطة التنفيذية. وتابع قائلا: إن الأمر طبيعي لأن مكانة الرجل ووضعه خطير؛ فهو وزير الدفاع وموقعه حساس، ويتأمل الشعب المصري فيه الكثير، لافتا إلى أن التأخير أمر وارد وطبيعي ومطلوب، لكي يتمكن من إعداد برنامج انتخابي يخرج به للشعب المصري.