يعقد العديد من المصريين آمالا عريضة على المشير عبد الفتاح السيسي في انتشال مصر من الهوة العميقة التي تهوي إليها، ورغم معارضة البعض لتولي السيسي مسؤولية الحكم في مصر لأنه قائد عسكري ما يكرس نظرية حكم الجيش، إلا أننا نجد تأييدا للسيسي غير مسبوق لأي مرشح رئاسي في الانتخابات الرئاسية الماضية.. حيث تدعم المشير عبد الفتاح السيسي فئات مختلفة ومتنوعة من قطاعات الشعب المصري إضافة إلى الدعم اللامتناهي من مؤسسات الدولة التي تعلن صراحة تأييدها له في مختلف المحافل وهو ما يجعله رجل المرحلة بامتياز في نظر الكثير من المصريين، ولكن يبقى التساؤل هو هل يؤيد شباب الثورة الذين قاموا بكل هذا الحراك المجتمعي المشير السيسي؟ أم سيصبحون عقبة في وجهه للوصول إلى عرش مصر؟ خاصة أن وقود كافة الأحداث التي شهدتها مصر في السنوات الثلاث الماضية هم الشباب. فى هذا السياق، أكد محمود بدر القيادي في حركة «تمرد»، أنه يؤيد السيسي رئيسا للجمهورية ويرفض ابتزاز «تجار الدين وتجار الثورة» على حسب تعبيره، موضحا أنه ليس هناك فرق بين الذي يرى رأيه «الحق» والباقي «كفر» والذي يري نفسه «ثوري» والباقي «خونة». وأعرب طارق الخولي، عضو المكتب السياسي لتكتل القوى الثورية عن تأييد التكتل للمشير عبد الفتاح السيسي باعتباره الشخص المناسب للمرحلة ولاسيما أنه الوحيد القادر على قيادة المصريين في هذا الوقت الحرج الذي تمر به البلاد. وقال محمد عطية، عضو المكتب السياسي أيضا لتكتل القوى الثورية إن تأييد السيسي يأتي بعد مساندته الشعب المصري في 30 يونيو لإسقاط حكم الإخوان، ودوره الكبير في محاربة الإرهاب، مشيرا إلى أنهم يجهزون في التكتل برنامجا سياسيا واقتصاديا مع عدد من الاقتصاديين والخبراء لتقديمه للسيسي في الفترة المقبلة. وقال ياسر دياب عضو الهيئة العليا لحزب المصريين الأحرار، إن أعضاء الحزب يؤيدون السيسي باعتباره الوحيد القادر على قيادة الوطن في المرحلة الراهنة. كما أعلن رئيس «تيار الاستقلال» المستشار أحمد الفضالي تأييد مختلف الفصائل والأحزاب والقوى السياسية المنتمية إلى ذلك التيار لترشيح عبد الفتاح السيسي لرئاسة مصر. وأكد عصام الشريف، المنسق العام للجبهة الحرة للتغيير السلمي، على عدم حسمهم لدعم أي مرشح للرئاسة حتى الآن، وأن الجبهة تربط مشاركتها في الانتخابات الرئاسية بالإفراج عن المعتقلين من ثوار 25 يناير، وفي مقدمتهم خالد السيد وناجي كامل، وأكد على احترامهم للإرادة الشعبية أولا وأخيرا، مطالبا المشير عبدالفتاح السيسي بإعلان برنامجه الانتخابي حتى يقيمه الناس ومطالبا أيضا القوى المدنية بالتكاتف وراء مرشح واحد يتوافق عليه الجميع. من جانب آخر، قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الشباب يشعر بإحباط شديد بسبب تجاهل كل الحكومات لهم منذ ثورة 25 يناير وإلى الآن. وأشار نافعة إلى أن نجاح السيسي في الانتخابات الرئاسية سيتوقف على البرنامج الذي يقدمه وكيفية تنفيذه وذلك لأن الشباب غير مستعد أن يعطي شيكا على بياض لأي مرشح، وفى نفس الوقت مستعد أن ينتخب أي مرشح سيحقق أهداف 25 يناير حتى لو كان السيسي، وإذا نجح فى تحقيق ذلك سيرحبون بترشيحه بغض النظر عن انتمائه للقوات المسلحة.