وصفت الكاتبة والصحفية الدكتورة بدرية البشر تهديد المرأة وتخويفها من التحرش حتى تقبع في البيت بالتصرف غير الصحيح، إذ على الأمة أن تتلقى تعليمها وتتطور. ولفتت الضيفة البارحة أثناء تكريمها في اثنينية خوجة إلى أن العقلية العربية تعيش مفاهيم مزيفة لا ما عليه الواقع الغربي الذي يعيش تجاربه الحقيقية، كما تحدثت عن تجربتها في المجال الصحفي وبدايات دخول النساء إلى هذا المجال، قائلة تجربتي في الثمانينيات إنما هي تلخيص لملامح جيل النساء الواعيات لذلك العهد الذي كان الكتاب هو المصدر الوحيد للمعرفة، وكيف يحصلن على بعض الكتب من خارج البلاد بطريقة التهريب. وذكرت أنه في حقبة الثمانينيات كانت الصحف والتلفزيون السعودي ساكنة، لافتة إلى أن تلك الفترة كانت ترى أن من التغيير أن تتمكن المرأة من الالتحاق بالجامعة، وكيف فوجئت في تلك الفترة من دخول المرأة إلى عالم الصحافة، وكن آنذاك يكتبن تقاريرهن وقوالبهن الصحفية بطريقة التقليد، وكن يبعدن في موطن عملهن عن صحيفتهن مسافة كبيرة، ولا يشاركن في تلك الفترة في الاجتماعات الصحفية ولا يعرفن طريقة الطباعة للصحف، لافتة إلى أنهن حينما اطلعن والعاملات في الصحافة على طريقة الطباعة أخليت المطابع من الرجال تماما خشية الاختلاط، وهذه الصورة التي كانت منتشرة في تلك الحقبة، قائلة: أما الفترة الحالية فتعيش الصحف حالة من رفع سقف التعبير، وتتحدث عما لم تكن تتطرق له سابقا. وذكرت قصة منعها من إلقاء محاضرة في جامعة قطر، قائلة ربما ترجع لأسباب سياسية إخوانية لعشرين طالبا في الجامعة، وكيف أيضا منعت من دخول الكويت بسبب إحدى رواياتها. وأشارت إلى أنها تحدثت قبل دخول الفضائيات إلى أنه لا يمكن منع ذلك إلا بتعزيز التربية، كما أوضحت أن المسألة ليست معركة بين الرجال والنساء، وإنما المسألة أن يعطى الأقدر الفرصة بدلا من الهيمنة الذكورية، كما بينت أن الحفظ لا ينتج المبدعين، والتلقين لا ينتج المفكرين. ولفتت إلى التوجس في حقبة ماضية من الإنترنت والتقنية والفضائيات قائلة إلا أننا مع ذلك استهلكناها بكثرة. واشارت إلى تجربتها في التسعينيات وكيف تركت الصحافة متجهة إلى الأدب والقصة، قائلة تلك الفترة كانت حربا على الحداثة إذ يعتبر كل من يتكلم خارج الحدود الضيقة إنما يرمز إلى الحداثة، وما صحب تلك الفترة من تقليص للصفحات الثقافية في الصحف، مشبهة تلك الأقسام بالحديقة التي أخليت من العصافير. وذكرت أن أحداث 11 سبتمبر إنما هي فترة إسقاط الحصانة عن الرأي المتشدد، وهي مرحلة حركت السكون خصوصا بعد دخول الفضائيات والإنترنت. من جانبه، قال مؤسس الاثنينية عبدالمقصود خوجة إن الضيفة كتبت المقالة بمهارة، وقد بدأت في كتابة القصة قبل بلوغها العاشرة، وأدت ببراعة مشاهد تمثيلية في المرحلة الجامعية، كما نالت رواياتها استحسان الكثيرين. وذكر أنها مفعمة بالعطاء، مبينا أن العبور من بوابة علوم الاجتماع عبر شهادتها الأكاديمية إلى الكتابة لا يتطلب بطاقة مرور نظرا للعلاقة الوثيقة بين المجالين. ولفت إلى أن مقالاتها متنوعة في موضوعاتها، إذ تكتب بما يتناسب مع كل مقال، إذ يمثل المقال لها مجالا واسعا فلا تهاب ما تطرحه من أفكار جريئة، كما أعطت قضايا المرأة اهتماما في مختلف المجالات.