أكدت عدد من الإعلاميات والإعلاميين أن المرأة قادرة على تولّي منصب رئاسة التحرير في الصحافة اليومية، ومشيرات إلى أن هذا المنصب ليس بالجديد عليها، إذ سبق وإن تولته خلال فترات سابقة، ولكن بعضهن ألمحن إلى أن المرأة السعودية بحاجة إلى الوصول لمناصب أبعد من رئاسة تحرير صحيفة. ارتيكاريا فكرية الكاتبة والإعلامية ومديرة تحرير جريدتي عكاظ والوطن سابقاً أمجاد محمود رضا، كان لها رأيها حول ما صرّح به وزير الثقافة والإعلام مؤخراً عن عدم ممانعته لأن تتبوأ المرأة السعودية منصب رئيسة تحرير في الصحافة السعودية، فقالت: لا أعلم سبب “الارتيكاريا الفكرية” التي تصيب بعض الأقلام عندما يُطرح أمر له علاقة بمستقبل المرأة السعودية الصحفي، ولا أرى سبباً لاستثناء الصحافية من أجندة التطوير والتحديث التي نراها تمنح المرأة فرصة أن تشغل مواقع ومناصب قيادية في قطاعات الدولة، بل وحتى فيما نراه يتحقق للإعلامية ذاتها، ولكن في دائرتي الاذاعة والتلفزيون، رغم أن دخول المرأة السعودية للمجال الإعلامي جاء في بداياته من بوابة الصحافة، ولذلك لا أجد أسباباً تمنع المرأة أن تكون رئيسة تحرير جريدة، خاصةً وإنها الآن تشغل أعلى المناصب، ففي مجال الإعلام السمعي عُيّنت مستشارة بوزارة الإعلام ومديرة لإذاعة البرنامج الثاني وهي قرارات تمثّلت في شخص الإذاعية القديرة دلال عزيز ضياء، وفي مجال الإعلام المرئي نراها تولّت باقتدار مسئولية إدارة قناة فضائية سعودية والمتمثّل في شخص سناء مؤمنة وهي مدير عام قناة “أجيال”، وهذا يعكس ثقة الوزارة في قدرات المرأة الإعلامية، رغم إن دخول المرأة مجال التلفزيون جاء متأخراً جداً، مقارنةً بدخول قلمها ساحة الصحافة. ولفتت رضا إلى أن المرأة تبوأت منصب رئيس تحرير عدة مرات ولمجلات عدة ك “الشرقية” و”الشقائق” و”زينة” وغيرها، فكثيرات تولين المسئولية وتميزن وتركن بصمة لا تنسى، مما يجعلنا نتساءل: ألا تؤهلها تلك الخبرات على مدى التاريخ لتكون رئيسة تحرير لجريدة ما؟!. واختتمت رضا حديثها قائلة: أتمنى أن نرى آلية يتحقق بها ما تأمل به الإعلامية لذاتها ولدورها ولمستقبلها المهني، فبدون تلك الآلية لن يتحقق الحلم، رغم أن الواقع يكشف وجود نساء سعوديات جديرات بالعمل القيادي. أطمح لتولي وزارة مديرة تحرير القسم النسائي في جريدة عكاظ منال الشريف، قالت: على المرأة قبل أن تصل إلى رئاسة التحرير، عليها الوصول أولاً إلى منصب وزيرة، ولذلك أطالب بإيجاد وزارة تعنى بشئون المرأة، وأطمح أن أتولاها. وتضيف: أما رئاسة تحرير صحيفة فليس بالجديد على المرأة السعودية، إذ سبق وأن تولت المرأة هذا المنصب منذ سنوات طويلة، والمهم على المجتمع الذكوري الذي نعيش بداخله ان يتقبّل المرأة وتولّيها مناصب عليا بالدولة، رغم أنه بالفعل تولت بعض المناصب، لكن هناك من يرى عدم أهلية المرأة لدخولها مجلس الشورى أو أن تتولى وزارة، إضافة إلى أن هناك من يرفض الحديث مع امرأة، ولذلك لابد من الاعتراف بعمل المرأة في الصحافة، فلازالت هناك تحفظات حتى داخل الصحف من طريقة نشر المواد النسائية وعرضها. الإعلاميات قليلات وعلى العكس، ترى الصحافية بجريدة الاقتصادية أمل حمدي أنه: لازال الوقت مبكراً على تولي المرأة منصب رئاسة تحرير جريدة، وتقول: لا بد من الانتظار فترة كي نهيئ أنفسنا، إضافة إلى أن الإعلاميات السعوديات المتواجدات على الساحة الإعلامية قليلات جداً ويحتجن إلى خبرة وحنكة أكثر. كفاءة الشخص ويشير الكاتب سعيد السريحي إلى أن للمرأة ما للرجل من اقتدار على إدارة ما يُوكل إليها، ولقد برهنت المرأة في دول كثيرة في العالم على مقدرتها أن تتولى إدارة حكومات ودول، فكيف لنا بعد ذلك ان نشكّك في مقدرتها على إدارة صحيفة! فالحديث عن مميزات ومساوئ تولي المرأة لرئاسة تحرير حديث منحرف عن مساره، إذ ليس هناك مميزات تخص المرأة، كما أنه ليس هناك مميزات تخص الرجل، فالمميزات والمساوئ بالنسبة للرجل هي هي بالنسبة للمرأة، إذن علينا أن نبحث عن كفاءة الشخص وليس كفاة الجنس. عندما نتهيأ سنعتاد الكاتب الدكتور عبدالعزيز النهاري قال: نحن بحاجة لوقت كي نتأقلم على وجود المرأة كرئيسة تحرير، كونه لا توجد جرائد صحفية نسوية مئة بالمئة، إضافة إلى أنه إلى الآن لم تتولى امرأة إدارة حكومية ويعمل تحت مظلتها العديد من الرجال، ومنصب رئاسة التحرير مجرد منصب لتأهيل فكرة معينة، وقد تكون المرأة في بعض الأمور أفضل بكثير من الرجل، والمشكلة التي نواجها كمشكلة قيادة المرأة للسيارة، ومواجهة الرجال على الطريق، فعندما نتهيأ لذلك سنعتاد على أن تتولى المرأة منصب رئاسة تحرير جريدة.