رأى عدد من الأدباء والمثقفين أن الأدباء أنفسهم يتحملون جانبا كبيرا من المسؤولية حيال تراجع الأداء الذي تعاني منهم بعض الأندية الأدبية في الفترة الأخيرة، وأوضحوا ل«عكاظ» أن أسباب التراجع تتوزع على عدة أسباب، منها الإدارة غير الجيدة للأندية، والصراعات التي تفجرت بين الأدباء بسبب الانتخابات، وطغيان الطابع الثقافي على الأندية مقابل الأدبي، وخضوع العمل في الأندية للاجتهاد لعدم وجود هيكلة للعمل، حول ذلك: اعتبر العضو السابق بمجلس إدارة نادي الشرقية الأدبي الروائي حسن الشيخ أن الأدباء لم يستغلوا الأندية الأدبية استغلالا إيجابيا، وفي ذلك يكمن السبب في تراجع أدائها، وقال: «ليس هناك خوف من الأندية الأدبية، إنما الخوف منا نحن الأدباء، لأننا ندير تلك المؤسسات الثقافية، لذا أطالب وزارة الثقافة والإعلام بتعيين المسؤولين في الأندية، ولكن بطريقة أكثر تقنينا وتنظيما، بحيث إبعاد الأندية عن حمى تجربة الانتخابات التي فشلت في إفراز إدارات جيدة»، وأضاف: «الأندية عاشت مرحلة تعيين الإدارات لعقود من الزمن، ورغم سلبياتها إلا أنها كانت أكثر استقرارا من المرحلة الحالية، فمع الدخول إلى مرحلة الانتخابات برزت الصراعات بين الأدباء بشكل لافت، وأصبح الأدباء غير راضين عن طريقة التعيين القديمة أو عن الانتخابات الجديدة». بدورها، وصفت القاصة السعودية منيرة الأزيمع ما يحدث في الأندية الأدبية، خصوصا «أدبي» الشرقية ب«اللعبة»، وذكرت أن الأندية تعاني من مشاكل كبيرة سببها المثقفون أنفسهم، وقالت: «لست ضد العمل الثقافي، ولكنني ضد العمل مع من يسمون بالمثقفين والمثقفات». وحول النتائج التي أحرزتها الأندية في الفترة الأخيرة، اعتبرت أن النتائج هزيلة، وقالت: «نحن في نادي الشرقية الأدبي مثلا ماذا كان لدينا لنفقده، لا شيء مجرد الخمول الثقافي الذي أصاب النادي إلى جانب نوعية النشاط الثقافي»، معتبرة أن العمل داخل الأندية الأدبية يمثل تجارب اجتهادية لعدم وجود هيكلة للعمل، ورأت أن التركيز يجب أن يكون على الأهداف وليس على التفاصيل التي تنفذ بها الأهداف. وفي سياق متواصل، ذكر القاص فاضل عمران أن نادي الشرقية الأدبي يعيش اليوم حالة سبات، وعلى المسؤولين أن يتنبهوا إلى حيوية وحجم المنطقة التي يسكنها ما يقارب مليوني نسمة، لافتا إلى أن عدم نجاح النادي يشير إلى وجود خلل يجب دراسته، ودعا عمران إلى جلسة تقييم ودراسة للأخطاء السابقة لمعرفة أسباب الفشل بشفافية. ومن جانبه، عزا نائب رئيس النادي الأدبي بحائل القاص رشيد الصقري تراجع الإنتاج الأدبي للأندية الأدبية إلى تحولها من أندية ذات طابع أدبي إلى أندية ثقافية على حساب الاهتمام بالجانب الإبداعي لدى الشباب والمؤلفين، بالإضافة إلى البيروقراطية ودخول من ليس لهم علاقة بالأدب إلى الأندية، واعتبر أنه من المفترض أن تكرس الأندية اهتمامها بالأدب وتبتعد عن المهرجانات والأنشطة التي ليس لها علاقة بالأدب مثل الدوارات التدريبية والفن التشكيلي والضوئي والمحاضرات الثقافية التي تمس حياة المجتمع أو تهتم بالإعلام وتطوير الذات، وقال: «الأندية الأدبية أسست للاهتمام بالأدب فقط، وهنالك مؤسسات من الممكن أن تهتم بالشأن الإعلامي والفنون البصرية». وحول الحلول التي يراها للتغلب على تراجع أداء الأندية، قال: «في جانب الحلول أقترح قصر الانضمام للأندية على الأدباء والمثقفين الحقيقيين، وتمتعها بالاستقلالية التامة عن الوزارة وإمارة المناطق ورفع ميزانياتها».