تظل مشاريع محافظة القنفذة والمراكز التابعة لها حبرا على ورق، وتصاريح ووعود أحلام تراود مواطنيها المتطلعون دوما للمشاريع الصحية لإنهاء معاناتهم مع الركض على الطرقات ذهابا وإيابا للمدن الكبيرة في رحلة بحث لا تنتهي عن علاج يكلفهم السفر إلى مكةالمكرمة والباحة وجدة، فيما ما زالت مستشفيات النساء والولادة والصحة النفسية ومستشفى شمال القنفذة وجنوبها تبحث عن فرصة للتشغيل. وينقل عدد من أهالي القنفذة معاناتهم مع تعثر المشاريع الصحية حيث إن مستشفى المظيلف -على سبيل المثال- شمال القنفذة 45 كم سعة 50 سريرا، تم التعاقد على تنفيذه بمبلغ 35 مليون ريال ونسبة الإنجاز به شارفت على 99 % وتاريخ انتهاء المشروع بعد تمديد مدة التنفيذ هو 28/9/1431ه، ومع ذلك يوجد أعمال لم يتم الانتهاء منها من قبل المقاول أو تجهيزه، فيما ينتظر الأهالي افتتاح مستشفى جنوب القنفذة 40كم لخدمة مركزي القوز والحلي سعة 100 سرير الذي تم التعاقد على تنفيذه بمبلغ مقداره 80 مليون ريال فيما بلغت نسبة الإنجاز به 99 % وكان تاريخ انتهاء المشروع هو 26-3-1429ه ومع ذلك لم يتم إنجازه وتجهيزه، علما بأن عددا كبيرا من الكوادر الطبية والعاملين المخصصين له يعملون بمستشفى القنفذة العام. بالإضافة إلى عدم البدء في تنفيذ مشروع مستشفى النساء والولادة مع السكن والذي تبلغ سعته 200 سرير وتم اعتماد مبلغ 190 مليون ريال إذ تبين أنه لم يتم إنهاء إجراءات طرح المشروع في منافسة وذلك وفقاً لما ورد في تقرير إدارة المشاريع بالمديرية العامة للشؤون الصحية بمحافظة القنفذة، كذلك عدم البدء في تنفيذ مستشفى الصحة النفسية والذي طال انتظاره، كذلك المستشفى المرجعي سعة 500 سرير بقيمة إجمالية أكثر من نصف مليار ريال مع السكن والمدينة الطبية. ويتحدث المواطن عبده يعقوب قائلا: إن أكثر من نصف مليون نسمة في محافظة القنفذة وما يجاورها من مراكز إدارية ينتظرون قيام وزارة الصحة بطرح مشروع مستشفى الولادة والأطفال وبدء العمل فيه بعد موافقة وزارة المالية على اعتماده بقيمة 190 مليونًا وبسعة 200 سرير، مضيفا أن الكثير من الحالات الحرجة وعمليات الولادة القيصرية يتم نقلها إلى مستشفيات جدةومكةالمكرمة على بعد 800 كم ذهابا ويابا في ظل تواضع إمكانات مستشفى القنفذة العام الوحيد في المحافظة والذي انتهى عمره الافتراضي. ويناشد كل من عيدروس باوهاب وحسن الحازمي ومحمد بامهدي ونافع الزيلعي الجهات ذات العلاقة بسرعة تنفيذ مستشفى مرجعي بسعة 500 سرير والذي تم اعتماده مؤخرا بقيمة أكثر من نصف مليار ريال مع السكن، والذي سوف يحل الكثير من المشاكل الصحية التي يعاني منها المواطنون في حالة إنشائه. يوافقه الرأي إبراهيم الجدعاني مطالبا بتنفيذ مستشفى الصحة النفسية، مشيرا إلى أن المواطنين من الليث شمالا الى البرك جنوبا يراجعون عيادة النفسية بالقنفذة والذي لا يتوفر فيها معظم الأدوية الذي يحتاجها المريض مما يجعل الكثير من النفسيين يتجهون إلى المستشفيات الخاصة بجدة. وتتصاعد شكاوى أهالي مركزي المظيلف ودوقة شمال المحافظة من تعثر مشروع مستشفى المظيلف وتأخر تسليمه منذ أربع سنوات، كما طالبوا برفع سعة مستشفاهم إلى مئة سرير بدلاً من خمسين سريرًا حيث إنه في حالة افتتاحة سوف يخدم اكثر من 160 ألف نسمة و111 قرية. ويؤكد محمد أحمد الحرازي وأحمد الشيخ وعلي الزبيدي أن هذا المشروع يعاني بطء الإنجاز في ظل غياب الرقابة والمتابعة من الوزارة وصحة القنفذة وتلاعب المقاولين وعدم التزامهم بالعقود المبرمة والمدة الزمنية المحددة. ويشير عبدالعزيز مرزوق شيخ قبيلة زبيد بمركز المظيلف أن الأهالي تقدموا بمطالبات لوزارة الصحة بشأن زيادة سعة المستشفى الذي لم يرَ النور بعد إلى 100 سرير واعتماد الكوادر الطبية اللازمة وتجهيزه بأحدث الأجهزة. ويشاركهم الرأي أحمد الشيخي ومحمد الخيري وأحمد الشريف لافتين إلى أن الكثافة السكانية قي مركزي دوقة والمظيلف أكبر من سعة المستشفى المعتمدة من قبل الوزارة وهناك تزايد في عدد السكان في كل عام حسب آخر إحصائية للتعداد السكاني. وينتظر الأهالي في مركز دوقة بمحافظة القنفذة موافقة وزارة الصحة لاعتماد مبنى نموذجي لمركز الرعاية الصحية الأولية بدوقة، حيث تبرع الأهالي بشراء قطعة أرض وسلموها لصحة القنفذة بصك شرعي لإنشاء مبنى حكومي لمركزهم الصحي منذ خمسة أعوام ومازالت الوعود تتوالى من صحة القنفذة رغم تأكيدات مصدر في صحة القنفذة أنه تم رفع كامل الأوراق الخاصة بمركز الرعاية الصحية الأولية بدوقة الأولى إلى الوزارة للاعتماد. كما يطالب الأهالي في مركزي القوز وحلي (جنوب القنفذة) والتي يربو عدد سكانها على 120 ألف نسمة بمحاسبة المقاولين المقصرين في كل من وزارة الصحة والشؤون الصحية بمنطقة مكةالمكرمة ومحافظة القنفذة وذلك أبان تعثر افتتاح مستشفى جنوب القنفذة (50كم جنوب القنفذة ) في الموعد المحدد والذي أعلنته صحة القنفذة سابقا مع بداية شهر ربيع الأول الحالي وتأجيل الافتتاح إلى أجل غير مسمى. من جانبه أوضح ل«عكاظ» المتحدث الإعلامي بصحة القنفذة إبراهيم محمد المتحمي أن الصحة تعكف الآن على دراسة التربة والأرض الممنوحة للوزارة بخصوص المستشفى المرجعي 500 سرير، حيث لم يتم تطبيق النموذج عليها حسب إفادة وكالة الوزارة للمشاريع الهندسية، لافتا إلى أن الإعداد لتشغيل مستشفى جنوب القنفذة ومستشفى المظيلف جار، وسيتم تشغيلهما فور تجهيز الوزارة، مبينا أن مستشفى النساء والولادة تم طرحه في مناقصة، وسوف يتم فتح المظاريف الشهر المقبل، أما بخصوص مستشفى الصحة النفسية فأكد المتحمي أنه ضمن المشاريع التي رفعت إلى الوزارة لاستحداثها.