أبدى عدد من المواطنين بمحافظة القنفذة تذمرهم من تأخر تنفيذ المشاريع الصحية بالمحافظة وإهمال المراكز الصحية القائمة وغياب التخصصات بها حيث أدت - حسب تعبيرهم - إلى زيادة معاناة المواطنين والمرضى وزيادة الضغط على مستشفى القنفذة الوحيد والذي يخدم أكثر من 300 ألف مواطن بسعة 100 سرير حيث يعاني من تهالك بنيته التحتية حسب أحد تقارير الدفاع المدني- تحتفظ "الوطن" بصورة منه- الذي أظهر افتقاد المستشفى للعديد من وسائل السلامة الأساسية والتي يمكن تأمينها من قبل الشؤون الصحية في محافظة القنفذة كأنظمة الرش وشبكات الإطفاء والإنذار. كما أن بنية المستشفى الأساسية تحتاج لمعالجة سريعة من قبل الوزارة خاصة فيما يتعلق بلوحات التوزيع الكهربائي والتمديدات الكهربائية وتمديدات المياه والتكييف الموجودة في قبو المستشفى والتي تعد متهالكة وتشكل خطورة بالغة. وأشار عدد من الأهالي إلى غياب المتابعة وقلة الاعتمادات وطول فترة التأخير، مستشهدين بمستشفيي نمرة وثريبان اللذين بدأ العمل فيهما قبل 8 سنوات، ويفترض استلامهما قبل خمس سنوات. إضافة إلى تهالك المراكز الصحية القائمة وغياب التخصصات، ولجوء الصحة إلى تحديد مراكز مرجعية لعدة مراكز صحية للتغلب على عجز الأطباء. من جانبه، أوضح الناطق الإعلامي لصحة القنفذة عبد الله محمد عبادي أن الشؤون الصحية في المحافظة تبذل جهودًا واضحة لتطوير الخدمات الصحية والتخفيف من معاناة المرضى والمواطنين، وخصصت مراكز صحية مرجعية تخدم كافة قطاعاتها الصحية، ومنها مركز سبت الجارة حيث يخدمه مع مراكز خميس حرب وأحد بني زيد مركز مرجعي يضم جميع التخصصات. ونفى عبادي أن تكون صحة القنفذة كلفت المواطنين بصيانة عيادة الأسنان على حسابهم الخاص حيث إن هناك شركة صيانة تستلم مستحقاتها من الوزارة. وفيما يتعلق بتعثر المشاريع الصحية في القنفذة خاصة المستشفيات الأربعة، أوضح عبادي أن مستشفى ثريبان على وشك التسليم من المقاول وأن أثاثه جاهز، وأن الموظفين يعملون بصحة القنفذة وسينتقلون إليه عند افتتاحه. أما مستشفى نمرة، فقد تمت مخاطبة الوزارة وفي انتظار ردها. وبخصوص مستشفى المظيلف فهو لا يعاني من مشاكل. وبالنسبة لمستشفى جنوب القنفذة، بيّن عبادي أن الشركة المنفذة قطعت مراحل متقدمة تجاوزت 80% مؤكدا أن الوزارة تعمل على طرح منافسات الإعاشة والصيانة، وهي منافسات تطرح عند قرب انتهاء المشروع لتشغيله. إلى ذلك، أشار المهندس علي السهيمي، ومحمد القرني من العرضيتين إلى وجود مستشفى واحد في القنفذة أنشئ قبل أكثر من 25 عاما لخدمة أكثر من 300 ألف نسمة بسعة 100 سرير، وبمعدل سرير واحد لكل 3000 مواطن، ولم يتم افتتاح أي مستشفى حتى الآن رغم تنامي عدد السكان. وأضح السهيمي والقرني أنه تم اعتماد مستشفيي نمرة وثريبان بسعة 50 سريرًا وبدأ العمل فيهما عام 1424، 1425 ولمدة ثلاث سنوات إلا أن الموعد المحدد انتهى منذ سنوات فيما لم تزل الأعمال تسير ببطء شديد. وقد وقف وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة العام المنصرم على المستشفى، ووجه بسرعة تسليمهما خلال 6 أشهر إلا أن المشروع لم يكتمل بعد رغم افتقار العرضيتين إلى مراكز الرعاية الصحية مع ارتفاع حوادث السير. وقالا إن بعض الأهالي يضطرون إلى مراجعة مستشفيات المحافظات المجاورة كالمخواة والمجاردة للعلاج. ويتطرق المحاضر بالكلية التقنية هادي الشيخي إلى معاناة النساء مع قسم الولادة بالمستشفى، مبينًا أن زوجته تراجع المستشفى حاليا إلا أن الطبيبة ترفض الكشف عليها بحجة انشغالها مما يضطرها للتوجه للمستشفيات الخاصة. وطالب الشيخي وزارة الصحة بالإسراع في تنفيذ مستشفى للنساء والولادة والذي أعلن عن اعتماده قبل 4 سنوات، ولم ينفذ حتى الآن لخدمة النساء والمواليد، عدا حالات كثيرة يضطر معها الأهالي، للتوجه إلى المحافظات المجاورة للحصول على رعاية طبية أفضل. وأوضح حسن ردة العيسى، وصالح لافي العيسى، وعبد الله أحمد العيسى أن المواطنين يعانون من سوء مبنى مركز رعاية سبت الجارة وغياب كافة التخصصات للمركز الوحيد الذي يخدم أكثر من 7 آلاف مواطن. وطالبوا الشؤون الصحية بتحسين مستوى خدمة الرعاية لديهم، مبينين أنها تكتفي بالوعود فالمركز صغير ومستأجر وغير مجهز، ويفتقر لأبسط الخدمات الصحية والعناية الطبية خاصة أن نسبة كبيرة من السكان فقراء ولا تتوفر لديهم المواصلات للتوجه للقنفذة أو المحافظات المجاورة. وأوضحوا أنه لا تتوفر لديهم تخصصات الأطفال والنساء والولادة وطبيب الأسنان والصيدلي، كما أن سيارة الإسعاف بدون فني مختبر، وكرسي الأسنان بدون طبيب، مؤكدين أن الصحة طلبت منهم ترميم المركز وتأمين بعض التجهيزات على حسابهم الخاص فجهزوا عيادة الأسنان قبل عدة أشهر على حسابهم الخاص إلا أن الصحة لم توفر طبيب أسنان حتى الآن.