ليس أبلغ ولا أجمل من أن يعرف الإنسان لنفسه قدرها وعظيم شأنها. ومتى عرف ذلك أنزلها منزلها اللائق بها وأرتعها مراتع الذكر وخطمها بخطام التقوى. وبهذا تنشأ نشأة حسنة. وتثمر هدى وصلاحا وفلاحا. مطمئنة تسمو بصاحبها مراتب القناعة والرضا وتلبسه فضائل الأخلاق. وتهديه سبل الرشاد. فتراه هانئ البال منشرح الصدر قرير العين. طابت فطاب المسلك. عرف حق نفسه. فمنحها كل شيء من شأنه رفعتها وتزكيتها وهداها. عرف قدر نفسه فأجلها ونزهها وصانها فألزمها صحبة الصالحين الخاشعين الذاكرين. وصدق الله تعالى (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه). علي بن سالم القرني