سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ووزير الداخلية بدولة الكويت يصل إلى الرياض    مدرب الأخضر يستبعد فراس البريكان من قائمة خليجي 26 .. ويستدعي "الصحفي"    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    أمير حائل يشهد حفل ملتقى هيئات تطوير المناطق والمدن 2024    شرطة العاصمة المقدسة تقبض على 8 وافدين لمخالفتهم نظام مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص    39955 طالبًا وطالبة يؤدون اختبار مسابقة "بيبراس موهبة 2024"    الأمير فيصل بن سلمان يوجه بإطلاق اسم «عبد الله النعيم» على القاعة الثقافية بمكتبة الملك فهد    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    اتفاقية لتوفير بيئة آمنة للاستثمار الرياضي    السعودية تستضيف غداً الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب    جمعية المودة تُطلق استراتيجية 2030 وخطة تنفيذية تُبرز تجربة الأسرة السعودية    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    السعودية واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    ولادة المها العربي الخامس عشر بمحمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    ولادة المها العربي ال15 في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    نجاح عملية جراحية دقيقة لطفل يعاني من ورم عظمي    شركة آل عثمان للمحاماة تحصد 10 جوائز عالمية في عام 2024    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    "الوعلان للتجارة" تفتتح في الرياض مركز "رينو" المتكامل لخدمات الصيانة العصرية    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    إمارة جازان تستعرض معالمها السياحية وتراثها في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل 9    القبض على ثلاثة مقيمين لترويجهم مادتي الامفيتامين والميثامفيتامين المخدرتين بتبوك    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    تنفيذ حكم القتل بحق مواطنيْن بتهم الخيانة والانضمام لكيانات إرهابية    أسمنت المنطقة الجنوبية توقع شراكة مع الهيئة الملكية وصلب ستيل لتعزيز التكامل الصناعي في جازان    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    استشهاد أربعة فلسطينيين في غارة إسرائيلية على منزل وسط قطاع غزة    "مجدٍ مباري" احتفاءً بمرور 200 عام على تأسيس الدولة السعودية الثانية    ضبط 20,159 وافداً مخالفاً وترحيل 9,461    رينارد: مواجهة البحرين صعبة.. وهدفنا الكأس الخليجية    «العالم الإسلامي»: ندين عملية الدهس في ألمانيا.. ونتضامن مع ذوي الضحايا    إصابة 14 شخصاً في تل أبيب جراء صاروخ أطلق من اليمن    «كنوز السعودية».. رحلة ثقافية تعيد تعريف الهوية الإعلامية للمملكة    وفد «هارفارد» يستكشف «جدة التاريخية»    «عكاظ» تنشر توصيات اجتماع النواب العموم العرب في نيوم    200 فرصة في استثمر بالمدينة    التعادل يسيطر على مباريات الجولة الأولى في «خليجي 26»    كاساس: استعدادات العراق مطمئنة    فتيات الشباب يتربعن على قمة التايكوندو    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    رحلة إبداعية    «موسم الدرعية».. احتفاء بالتاريخ والثقافة والفنون    مدرب الكويت: عانينا من سوء الحظ    سمو ولي العهد يطمئن على صحة ملك المغرب    لمحات من حروب الإسلام    «يوتيوب» تكافح العناوين المضللة لمقاطع الفيديو    السعودية أيقونة العطاء والتضامن الإنساني في العالم    الحربان العالميتان.. !    معرض وزارة الداخلية (واحة الأمن).. مسيرة أمن وازدهار وجودة حياة لكل الوطن    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المعرض التوعوي "ولاء" بالكلية التقنية    الأمير محمد بن ناصر يفتتح شاطئ الهيئة الملكية بمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يدعو الحكام المسلمين لنبذ الخلاف وحقن الدماء .. المفتي في خطبة عرفة داعياً الحجاج إلى تجتنب الشرك بالله ويحذر من زعزعة أمن الشعوب وإثارة الطائفية البغيضة
نشر في أزد يوم 25 - 10 - 2012

أزد - واس - قال سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ إن عالمنا الإسلامي يشهد فتنا ومصائبا ومآسيا وتسفك الدماء وتخرب الممتلكات ، وهذا يدعو للأسف الشديد والحزن ، لأن الوقع شديد ، مطالباً حكام الشعوب الإسلامية أن يعملوا من أجل الحوار والتفاهم وحل الخلاف وأرجاء المختلف إلى أحكام الشريعة ونبذ الخلاف وحقن الدماء وعدم استعمال السلاح ، وأن نحذرهم من مكائد أعدائهم الذين يحاولون زعزعة أمن الشعوب وحكامها لإثارة الطائفية البغيضة ولزعزعة الأمة وسلب أمانها واستقرارها ، فالحذر الحذر من مكائد أعدائها ".
توافدت جموع من حجاج بيت الله الحرام منذ وقت مبكر اليوم إلى مسجد نمرة لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً؛ اقتداء بسنة النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم والاستماع إلى خطبة عرفة.
وامتلأت جنبات المسجد الذي تبلغ مساحته (110) آلاف متر مربع والساحات المحيطة به التي تبلغ مساحتها ثمانية آلاف متر مربع بضيوف الرحمن.
وتقدم المصلين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، حيث ألقى سماحة مفتى عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبد الله آل الشيخ خطبة عرفة- قبل الصلاة- استهلها بحمد الله والثناء عليه على ما أفاء به من نعم ومنها الاجتماع العظيم على صعيد عرفات الطاهر .
ودعا سماحته في خطبته المسلمين إلى تقوى الله عز وجل حق التقوى .
وقال سماحته: "تقوى الله تهديكم إلى سبيل الهدى والرشاد وتجنبكم العذاب يوم الحساب، أمة الإسلام إن رأس تقوى الله توحيده فوحدوا الله في أقوالكم وأعمالكم واخلصوا له الدين لتنالوا الفلاح في الدنيا وجنة النعيم في الدار الآخرة، أمة الإسلام بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق والتوحيد الخالص لله فدعا قومه المشركين من العرب إلى لا إله إلا الله، دعاهم لأن يقولوها بألسنتهم ويعتقدوا معناها بقلوبهم ويطبقونها على أرض الواقع فيستلهموا الأصنام والأوثان والتعلق بالأشخاص والذوات ولكنهم استكبروا عن قولها لعلمهم أنها تنافي ما كانوا يعبدون من دون الله فقالوا كما قال الله عنهم (إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ), (وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُون).
وبين أن التوحيد يعد جوهرة الدين الإسلامي ولبه والأساس الذي بني عليه وأول أركانه وأفضلها ولأجله خلق الله الخليقة كلها, قال تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وأن هذا التوحيد هو مبدأ الرسل كلهم من أولهم نوح إلى آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم, يدعون إلى توحيد الله وإخلاص الدين لله، وقد أخبرنا الله بذلك في قوله (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ).
وقال سماحة مفتي عام المملكة "وأخبرنا جل وعلا أنه بعث الرسل بهذا الدين, قال الله عز وجل: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ), وهذا الدين الذي بعث الله به الرسل مبني على أن الله واحد في ربوبيته وملكه لا شريك له وواحد في أسمائه وصفاته لا نظير له وواحد في ألوهيته فلا ند له ولا معبود سواه".
وأضاف: أيها المسلمون، يجب على المسلم أن يسبغ حياته كلها بتوحيد الله بأقواله وأفعاله وتصرفاته وكل أحواله قال الله جل وعلا (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شريك له)، فيوحد الله في ركوعه وسجوده وفي ذبحه ونذره وفي رجائه وخوفه وفي دعائه ورغبته ورهبته وفي استغاثته واستعانته, كما يوحد الله في طلب النفع ودفع الضر لعلمه أن القادر عليه رب العالمين قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ, إِن تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُم).
وأكد سماحة مفتى عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء أن المؤمن الحق يحافظ على التوحيد ويحافظ عليه من أن يطرأ عليه ما ينقضه أو يبطله أو ينقض ثوابه، داعياً المؤمن إلى تجتنب الشرك بالله بجميع صوره لأن الشرك بالله مآله إلى النار مستدلاً بقوله تعالى "إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ" وأن يجتنب الوسطاء والشفعاء لعلم المؤمن أن الله جل وعلا ليس بينه وبين خلقه واسطة في جلب النفع ودفع الضر, وإنما الدعاء له وحده كما قال ذلك الله عز وجل في كتابه "وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ ، وإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ".
وقال سماحته "إن المسلم أيضا يجتنب القبور وسكانها بالدعاء والرجاء لعلمه أن هؤلاء لا يسمعون دعاء من دعاهم، قال سبحانه "وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ" وقال "وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ"، مؤكدا أن المؤمن الحق يزين توحيده بالأعمال الصالحة .
وبين سماحته أنه يجب على المسلم تزيين أعماله بالصلاة والزكاة والصوم والحج والبر والصلة والدعاء وقراءة القرآن والتخلق بالأخلاق الفاضلة من الصدق والأمانة والوفاء بالعقود والبعد عن الجرائم والأخلاق الرذيلة , مؤكدا أن حياة المسلم الذي زين توحيده بالأعمال الصالحة تتميز بالعديد من الخصائص مثل إتزان فكره وعقيدته ونظره السليم إلى ما حوله, ونفسه مطمئنة وصدره منشرح وإرادته متينه يتقبل أحداث الدنيا صابراً على البلاء شاكرا في الرخاء ، ومن خصائصه إلى جانب أنه لا يخشى عقبة في سيره إلى الله وحمل رسالة الإسلام والدعوة إلى الله ، فهو يستعين بالله ويصبر على ما قدره الله وقضاه عليه بالدعوة إلى الله, ومن خصائصه أنه يمد يد العون مع أخوانه المسلمين ويتعاون معهم على البر والتقوى وكل ما يعود على الأمة بالخير والصلاح, مستشهدا بقول الله تعالى "وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ".
وتابع سماحته بقوله "ومن خصائصه أيضا أنه ذو عدل وإنصاف ومسامحة ولو مع أعدائه , يقول الله عز وجل "وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى"، ومن خصائصه أنه ينظر إلى الحياة نظرة تفاؤل ويعلم أنها دار عمل يزرع فيها ويتزود لأخرته , قال تعالى " وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى".
وتابع سماحته يقول " ويعلم المؤمن أنه بموته تنقطع أعماله وان عمله مستمر إلى أن يلقى الله ، قال الله تعالى " وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ " ، ومن خصائصه أنه يؤمن بنصر الله وتأييده لأولياء الله وتمكينهم في الأرض وان هذا النصر سواء بالظهور على الأعداء أو بموته على عقيدة الإسلام ليلقى الله مسلما، قال الله تعالى "إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ" ومن خصائصه أنه يوالي إخوانه المسلمين ويسعى في جمع كلمتهم وتوحيد صفوفهم ، ومن خصائصه تحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بالقليل والكثير وأنه لا يقدم رأيا من الآراء على ما نزل بالكتاب والسنة ، قال الله تعالى "فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا " ومن خصائصه أنه على يقين أن كل داعيا إلى الله لابد أن يجري التعب في نفسه وماله وولده ، صابر على كل البلايا لعلمه أنها تمحص الذنوب وترقى بالعبد إلى درجة العلى قال تعالى " أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ " ومن خصائصه أنه صالح في نفسه مصلح لمجتمعه فنفعه عام وليس قائم على ذاته فحسب .
وأضاف سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ يقول : أيها المسلمون : إن عقيدة التوحيد إذا رسخت في أفراد الجماعات المسلمة فلا بد أن تترك أثرا إيجابيا على هذا المجتمع فيتحول المجتمع المسلم إلى مجتمع طاهر عفيف قوي نقي ملتحم يحافظ على هويته الإسلامية ولهذا كان لزاما على الأمة الإسلامية أن تنهض جميعا في المحافظة على هذه العقيدة , فالمؤسسة التعليمية تحافظ على هذه العقيدة من خلال مناهجها التي تربي عليها البنين والبنات تربية إسلامية لتقوي صلتهم بربهم وبدينهم وبنبيهم فينشأ نشأة صالحة مفيدة ، كذلك في وسائل الأعلام بما تنشره من فضائل وأخلاق وبما تتصدى له من محاربة الأفكار المنحرفة والدعوات المشبوهة وهكذا كل مؤسسات المجتمع المسلم يحافظ على هذه العقيدة لأنها صمام أمان للأمة يحميها من الانحلال الخلقي والانحراف العقدي ويساعد في جمع الكلمة والبعد عن الخلاف كله .
وأكد سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ حاجة البشرية لتوحيد الله ، وقال " ما أحوج البشرية إلى توحيد الله وما أحوجهم إلى عبادة الرب المعبود لا شريك له في الوقت الذي فقدنا فيه الرقي في أنواع العلوم المادية ، إلا أن فئة من هؤلاء لا يزالون غارقين في أهوائهم وجهلهم وظلالهم وقلوبهم خاوية لا إيمان فيها ونفوسهم شقية لا سعادة فيها لان الحياة الطيبة والسعادة إنما هي في عبودية الله وإخلاصهم لله ، "
وأضاف " ومن شقائهم أن بعضهم سعى في إنجاب فكر مادي مناف للدين والأخلاق والقيم ومبادئ ، ما أنزل الله بها من سلطان ، يجعلها نظاما عالميا ، والحق الذي لاشك فيه أن الدين الذي تدين به البشرية هو الدين الذي بعث الله به عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ليكون دستورا للعالم أجمعين " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ " وهو الحق الذي لا حق سواه " وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ " .
وزاد سماحته يقول " لهذا ، الدين محفوظ بحفظ الله من التحريف والتبديل ، خصائص تميزه عن الأديان المحرفة المغيرة ، فمن خصائص المؤمن تصديقه برسالات جميع الأنبياء والمحافظة على أصول عقيدتهم وثوابت شريعتهم ، قال الله تعالى "
قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ " ، ومن خصائصه أيضا إلغاء العنصرية ، لا في اللون ولا في اللغة ولا في الجنس ولا في القبيلة بل أنهم سواء أكرمهم عند الله أتقاهم كما قال الله تعالى " إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ "
وأكد سماحته أن الدين الإسلامي جمع بين عمار الدنيا وصلاح الآخرة ، مبينا أنه يرفع صاحبه إلى المستوى الأعلى بالتهذيب الخلقي والروحي .
وقال " الدين الإسلامي دين رحمة وإحسان ومسامحة ، فنبينا نبي الرحمة قال تعالى "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" ، كما أن الدين الإسلامي دين العدل فيرفض الظلم بجميع صوره ، قال تعالى " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ " وهذا الدين الحق هو الدين الذي يجب على الشعوب أن تخضع له ولسلطانه وتنطوي تحت عدله وإحسانه ورحمته إذ يتمتع بحقوق الإنسانية التي ضمن لها الشرع الكريم ".
ومضى سماحة مفتي عام المملكة يقول " أيها المسلمون إن من الأيمان بالله تعظيم أنبياء الله عليهم السلام والإيمان بهم وأن الله أرسلهم حجة للعالمين قال تعالى " رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا " وعلى رأسهم سيدهم وأكملهم وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم ، فإن إجلاله وتوقيره ونصرته من شعبة من شعب الإيمان , وقال تعالى " لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلا " ، كما قال سبحانه وتعالى " فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " بعكس ذلك المستهزئون به من أناس انتكست حياتهم وخبئت أولويتهم يعيشون حياة بهيمية ، وعقول مختلة وأفكار منحرفة زعموا العلم والتقدم .
واستطرد سماحة مفتي عام المملكة يقول : أيها المسلمون ، إن من الإيمان بالله أن تكون شريعة الإسلام مصدر لأنظمة الأمة الإسلامية في سياستها الداخلية والخارجية والاقتصادية والتعليمية وأن الشريعة حاكمة على جميع شؤون الحياة صالحة لكل زمان ومكان ولا يجوز معارضتها بأي تشريع مهما كان مصدره ولا أن تكون أحكامها القطعية مجالا للنقد وأخذ رأي الناس حولها بل كلها إلى شرع الله ، وبطل ما سواه " وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ " .
وقال سماحته " إن يكن شرذمة من البشر تحاول الطعن في هذا الدين بحجج واهية وشعارات زائفة وقالوا وطعنوا في مسلماته وثوابته بدعوى الحرية زعموا أن الدين لا يصلح لهذه الحالات لاختلاف الأحوال واعترضوا على القصاص والحدود لأنها تنافي حقوق الإنسان واعترضوا على المرأة ورفع منزلتها وحمايتها لأنها ليست من التساوي من شيء ، وزعموا أن الأمة الإسلامية إذا طبقت الشريعة انطوت عن الأمم الراقية وتقوقعت في نفسها هكذا " .
وأضاف " زعموا وسمحوا لأنفسهم بالطعن في الدين وتغيير نصوصه وزعموا أن هذا هو الرقي ، ولاشك أن هذه التهم باطلة والدعاوى اليائسة أنما هي جزء من الحملات التي يشنها أعداء الإسلام ضد هذه الأمة لتغييرها وأبعادها عن دينها وطمس هويتها وتغريب مجتمعاتها " .
واستطرد سماحته قائلا " أمة الإسلام أنه لن يصلح أخر هذه الأمة إلا ما أصلح به أولها ، وأن أول هذه الأمة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، امنوا بهذا الدين وامنوا بنبيه الكريم وبدأوا بأنفسهم وأموالهم وبذلوا كل غالي ونفيس من أجل الإسلام وكانوا خير الأمم وأفضلهم ، أبو بكر وعثمان وعمر وعلي ، وبعد موت النبي صلى الله عليه وسلم حملوا هم هذه الدعوة وهم هذا الدين وهم الرعية فنشروا عدل الله ونصروا المظلومين ونصروا المظلومين ونشروا دين رب العالمين حتى عاش الناس في آمن وأمان واستقرار وطمأنينة ، فواجب علينا محبتهم والترضي عليهم وموالاتهم ونشر فضائلهم وأن نجتنب الإساءة إليهم .
وأكد سماحته أن أصحاب محمد خير الناس بل خير الأمم ويجب الإقتداء في صفاء عقيدتهم وسلامة منهجهم وفهمهم الصحيح لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
وأردف سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ يقول " إن هذا المنهج الذي هم عليه هو منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وربوا عليه تربية عملية ، وفهموا فصول الإسلام وفروعه وأخلاقه وقيمه ، وهذا السلف الصالح كما عرفه العلماء ، ونبينا صلى الله عليه وسلم أرشدنا عند اختلاف المناهج والفتن والاضطرابات أن نلزم سنته وسنة الخلفاء الراشدين , وقال صلى الله عليه وسلم : ( فمن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء من بعدي تمسكوا بها وعظوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فأن كل بدعة ضلاله ) ، فالسلفية ليست دين جديد ولا منهج مبتدعه ولكنها امتدادا لفهم الصحابة لكتاب الله وسنة رسوله وتفسير الوحيين والعمل بهما ، رضي الله عن الجميع " .
وتحدث فضيلته في خطبته عما يشهده العالم الإسلامي من أحداث فقال " أمة الإسلام إن عالمنا الإسلامي يشهد فتنا ومصائبا ومآسيا وتسفك الدماء وتخرب الممتلكات ، وهذا يدعو للأسف الشديد والحزن ، لأن الوقع شديد ، فواجب على حكام الشعوب الإسلامية أن يعملوا من أجل الحوار والتفاهم وحل الخلاف وأرجاء المختلف إلى أحكام الشريعة ونبذ الخلاف وحقن الدماء وعدم استعمال السلاح ، وأن نحذرهم من مكائد أعدائهم الذين يحاولون زعزعة أمن الشعوب وحكامها لإثارة الطائفية البغيضة ولزعزعة الأمة وسلب أمانها واستقرارها ، فالحذر الحذر من مكائد أعدائها ".
وأكد أن ما ينجي الأمة من هذه المصائب أن تحيي التضامن والتعاون بين المجتمعات المسلمة ، مشيرا إلى أن شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمد رسول الله , جمعت قلوب المسلمين ووحدة شملهم داعيا إياهم إلى البناء عليها من المحبة والمودة ووضع اللبنات فوق اللبنات لتتكاثر الوحدة بين المسلمين , وإلى تبادل الخبرات بين بعضهم البعض في سبيل البناء الاقتصادي والتجارة والسياسة والعلوم العامة وكل ما يحتاجون إليه ليكن التفاهم على المسائل المصيرية والهموم المشتركة والجهود تبذل في سبيل ذلك .
وقال فضيلته " أيها المسلمون ، يحقق هذا المسلك أمرين عظيمين أمرا سياسيا لحكام المسلمين وشعوبها على أن يديروا بلادهم بمحض إرادتهم من غير أملاءات خارجية ، واقتصاديا بأن يزيد الإنتاج ويزيد الخير والخيرات , والخير في بلاد الإسلام وتشغيل الأيدي العاملة والاستعانة بالعقول النيرة تنفع الأمة وأن لا تهاجر إلى غير بلاد الإسلام .
وتحدث سماحة مفتي عام المملكة فضيلة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ عن عدد من الأمور التي تجنب الأمة الاعتلال والانحراف الأخلاقي فقال " أيها المسلمون إن ما يجنب الأمة من الاعتلال والانحراف الأخلاقي والسلوكي تربية النشء والأبناء تربية إسلامية على الأخلاق الفاضلة وإبعاد المنكرات عنهم وقطع كل وسيلة تؤدي لانحراف أخلاقهم من سفور وتبرج واختلاط الجنسين والسماح للقنوات الفضائية بنشر العري والتفسخ والانحلال الأخلاقي من كتب ومجلات وإبعاد شبابنا عن هذه المنكرات " .
وسأل الله عز وجل أن يمن على الشباب بالثبات على الحق ، مبرزا أهمية التوعية الصادقة وتحذير الأمة من هذه الوسائل المدمرة .
ووصف سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ المال بعصب الحياة وتقدمها وحل مشاكلها ، مطالبا أرباب الثروات وصناع القرار أن يرشدوا الأمة الإسلامية إلى أين تصرف هذه الأموال ، وأن تكون في مشروعات داخلية لتقوية اقتصادها واقتصاد شبابها .
وقال سماحته " إن هناك أموالا مودعة لبعض أبناء المسلمين في غير الدول الإسلامية مما ساعد على نمو اقتصاده وتقدم هذه الدول ، فلو كانت تلك الأموال في بلاد الإسلام لأدت لنمو اقتصادها وإقامة مشروعات علمية واقتصادية تفيد الأمة ، وهذا الأمر الذي نستطيع بواسطته أن نعالج الفقر والتخلف والبطالة ".
وأكد أن البشرية بحاجة إلى رحمة الإسلام وعدله ، وأن البشرية في هذا الزمن رغم التقدم العلمي والمادي إلا أن هناك تخلفا في الجانب الروحي والأخلاقي وفقدوا العدل والإنصاف والرحمة وأزدادت حاجتهم إلى رحمة الإسلام التي عمت الإنسان والحيوان وحاجتهم إلى عدل الإسلام الذي لا يسمح للقوي بالظلم والعدوان ولا يعطي حق النقد فيما يجري بها ميزان العدل ليضرب به حق الضعفاء عرض الحائط ، ويتحدون العالم من أجل مصالحهم الخاصة ، فلو كان ميزان العدل فيه بين الناس لما وقعت البشرية في هذه الفوضى والتخاذل وتصفية الحسابات " .
ودعا المسلمين والشعوب الإسلامية إلى شكر الله جل وعلا أن أكرمهم بالإسلام وهداهم إلى ه ودعا سماحته المسلمين إلى شكر الله سبحانه وتعالى على هذه العقيدة وأن يتعاونوا مع قادتهم فيما يصلح لهم ويقوي الاقتصاد ويجنبهم الزلل ، محذرا إياهم من الدسائس التي أحاطت بهم وتظهر لهم في الظلمات بأمور يعرفونها".
وقال "هناك شعار في هذا الزمن بين المسلمين يدعو إلى دولة مدنية ديموقراطية غير مرتبطة بالشريعة الإسلامية وتقر الكثير من المنكرات وهذا بلا شك بدعوى الحرية الشخصية , وهذا بلا شك ينافي تعاليم الإسلام ويخالف الكتاب والسنة وأصول الشريعة ".
وأردف سماحة مفتي عام المملكة يقول " شريعة الإسلام قادرة على التوفيق بين الشعوب وبين الأفراد والحكام ، ولا يخرج شيء من تعاليم الشريعة عن نطاق الإسلام ، وأنه يجب علينا أن نحافظ على ديننا وألا نتنازل عن أي حق من حقوق الإسلام مهما كانت الأحوال ، قال الله جل وعلا "ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ، إِنَّهُمْ لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ".
و


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.