فيما أبدى عدد من أهالي منطقة جازان مخاوفهم من تأثير الهزات الأرضية المتتالية على سد وادي بيش، أوضحت وزارة المياه والكهرباء أن سد بيش بجازان لم يتأثر إطلاقا من الهزتين الأرضيتين اللتين وقعتا خلال الأيام الماضية. وطمأنت الوزارة في بيان أمس عموم المواطنين والمقيمين في منطقة جازان خاصة المجاورين للسد بمحافظة بيش أن السد لم يتأثر بفعل الهزتين. وقالت إنه بعد تلقي المديرية العامة للمياه بمنطقة جازان من إدارة الدفاع المدني بالمنطقة ما ورد لهم من المركز الوطني للزلازل والبراكين بشأن حدوث هزتين أرضيتين بتاريخ 22 و 23 /3/1435ه، قام عدد من المتخصصين بالوزارة والمديرية بالوقوف على سد وادي بيش، واطلعوا على أجهزة القياس في السد التي يمكن أن تظهر أي انحراف في محور السد وأساساته قد ينتج عن هزة أرضية أو غيرها مهما كان حجمها، ولم يتبين بفضل الله أي تأثير. وأشار البيان إلى أن من أهم عوامل الحماية التي تؤخذ في الحسبان عند تصميم السد بعد حماية الله هي الحماية من أثر الزلازل والبراكين. الحذر من الشائعات من جهة أخرى أوضحت مديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان أنها تلقت مساء أمس بلاغا من المركز الوطني للزلازل والبراكين عن تسجيل هزة أرضية شمال شرق جازان عند الساعة (3.26)، بقوة ( 3.5) درجة بمقياس ريختر. وأوضح الناطق الإعلامي للمديرية بالإنابة النقيب محمد بن حسن آل صمغان أنه لم يرد حتى هذا البيان أي بلاغ بأضرار ناتجة عن الهزة، مهيبا بالجميع زيارة موقع المديرية العامة للدفاع المدني لمعرفة الإرشادات الخاصة بمثل هذه الحالات على الرابط التالي: (http://www.998.gov.sa). ودعا في ختام تصريحه المواطنين والمقيمين للتأكد من مصادر المعلومات والأخبار التي تردهم والاعتماد على المواقع الرسمية في الحصول على المعلومة وعدم تصديق أي شائعات تصدر من مواقع غير رسمية، مؤكدا أنه سيتم تحديث البيانات على موقع المديرية في وقتها بكل شفافية ومصداقية راجيا السلامة للجميع. من جانبه، أوضح مدير عام المركز الوطني للزلازل والبراكين المهندس هاني زهران أن الهزة الأرضية وقعت على بعد (7) كيلو مترات شمال غرب محافظة صبيا، و(20) كيلو مترا شرق محافظة بيش، على خط الطول (42.6) وخط العرض (17.2) وبعمق (10) كيلو مترات. كما أكد عدد من سكان المنطقة شعورهم بهزة أرضية عصر أمس، استمرت لمدة ثوان، مبتهلين لله عز وجل أن يحفظ بلادنا ويجنبها كل مكروه. وكان عدد من أهالي محافظتي صبيا وبيش بمنطقة جازان شعروا بهزة أرضية عقب صلاة عصر أمس استمرت لعدة ثوان، الأمر الذي أدى إلى خروج بعض الأسر من المنازل والشقق السكنية والفنادق. وقال يحيى قاسم وحيدر النعمي أنهما شعرا بهزة أثناء صلاة العصر، فيما أفاد أحمد الصنعاني أن ستائر منزله سقطت من قوة الهزة. 3 هزات ارتدادية بقوة 2 ريختر في بيش كشف ل «عكاظ» المهندس هاني محمود زهران عن انخفاض مستوى النشاط الزلزالي في منطقة بيش، حيث لم تسجل منذ صباح يوم أمس الأول إلى يوم أمس سوى 3 هزات ارتدادية بقوة أقل من 2 ريختر، مبينا أن هذه القوة ضعيفة ولا يشعر بها الأهالي، وهذا مؤشر إيجابي لاستقرار المنطقة. ودحض ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي والواتس آب عن أن منطقة جازان ستشهد خلال الأيام المقبلة زلزالا قويا، مبينا أن الخبر غير صحيح ولا يستند إلى أي معلومات علمية دقيقة، حيث لا يمكن التنبؤ بحدوث الزلازل. وأشار إلى أن الهيئة تراقب النشاط الزلزالي على مدار الساعة، وتقوم بالتبليغ الفوري إلى الجهات ذات العلاقة حال حدوث أي هزات أرضية لاتخاذ الإجراءات الاحترازية من أجل السلامة، داعيا المواطنين والمقيمين إلى عدم الاستماع لأي شائعات يتم تداولها. ولفت المهندس زهران إلى أن محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي المكونة من 150 محطة ترصد عشرات من الهزات غير المحسوسة يوميا في المملكة وخارجها وهي ولله الحمد ذات قوى ضعيفة ولا يشعر بها المواطنون ولكن تسجلها محطات الرصد الزلزالي. وخلص إلى القول إن هيئة المساحة الجيولوجية السعودية أصدرت عبر موقعها في مواقع التواصل الاجتماعي تعليمات عن كيفية التصرف أثناء الزلازل «لا قدر الله»، بإمكان الجميع متابعتها والاستفادة منها. 200 قرية في جازان تجاور الخطر ولم يخف متحدثون ل «عكاظ» أيضا مخاوفهم من تأثر المنازل المجاورة والمباني المدرسية خاصة المستأجرة منها بهذه الهزات، مطالبين الجهات المعنية باتخاذ التدابير اللازمة بما يطمئنهم في حال حدوث أي طارئ «لا قدر الله». لا يختلف اثنان على أهمية الماء كعنصر أساسي في الحياة، وعلى أنه نعمة كبيرة قد تتحول إلى نقمة عندما يصبح سيولا تجرف كل ما في طريقها، وتكبد السكان خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، ومع أن السيول ليست حديثة العهد، إلا أن أخطارها والنتائج المترتبة عليها لازالت نسبة منها تشكل خطرا، فالسيناريو يتكرر كل موسم وبتفاصيله نفسها «الكارثية» ولاسيما في منطقة جازان، التي لازالت تبحث عن وضع حد لأخطارها أو تقليصها في أضيق الحدود، ولمحافظة بيش ذكريات مع السيول التي داهمتها قبل 20 عاما تقريبا، وتسببت في انهيار جسور ومصدات صناعية وترابية مما ضاعف معاناة الأهالي. ويتحفظ مصعب شماخي ومحمد عواجي من أهالي صبيا على قرار البلدية بنقل سوق الثلاثاء إلى مجرى الوادي وموافقتها على البناء بالقرب من مجرى الوادي، مشيرين إلى أن الأراضي الواقعة ما بين صبيا إلى العروج جنوبا تعتبر مجرى للسيول وأن المحلات التجارية والورش خاصة تلك المحاذية لكوبري وادي صبيا تقع في المجرى مما أدى إلى سد منافذ مياه السيول وقد يترتب على ذلك ارتدادها إلى جهة المدينة من الناحية الشرقية الشمالية ما قد يؤدي لوقوع كارثة. وتشير تقارير الدفاع المدني بمنطقة جازان إلى أن عدد الأودية بالمنطقة تصل إلى 12 واديا رئيسيا و37 واديا فرعيا ويعتبر وادي بيش من أكبرها، أما تقارير هيئة المساحة الجيولوجية ومديرية الدفاع المدني بجازان فتشير إلى خمسة أسباب أساسية في انحراف السيول عن المجرى الطبيعي بالإضافة إلى ثلاثة عوامل أخرى ساعدت على مضاعفة حجم الأضرار، على الرغم من تضمين التقارير لقصور بعض الجهات والإشارة إلى توصيات هامة وضرورية لما كتب بتنفيذها للحفاظ على سلامة أرواح الأبرياء وممتلكاتهم إلا أن هذه التوصيات لم تنفذ على أرض الواقع رغم مضي سنوات على بعضها لتبقى 200 قرية في المنطقة على ضفاف الخطر والموت. تهاون وعدم اكتراث وقال عبدالرحيم جباري إن عوامل كثيرة تحول دون درء أخطار السيول عن منطقة جازان منها عدم تنفيذ بعض الجهات المختصة للقرارات الوزارية وتوصيات الدراسات المتخصصة والتقارير الميدانية ومحاضر الاجتماعات والتي تقر من قبل متخصصين «على حد قوله». أما حسن جابر عكفي وعلي يحيى عطية ومحمد عقيبي وحسن سباعي فأكدوا أن انعدام الصيانة الدورية والإصلاح الفني لعبارات الطرق من قبل الجهات المختصة وعمل المصدات اللازمة لحماية الطريق الرئيسي سبب رئيسي في ذلك، مطالبين الجهات المختصة بالتأكد من استيعاب تلك العبارات لكمية المياه المتدفقة عبر الأودية والعمل على تنظيفها بشكل دائم وإزالة التجمعات الرملية التي تجلبها مياه السيول وتتجمع في مدخل هذه العبارات ما يقلل كفاءتها الاستيعابية لكميات المياه المتدفقة. وأفاد عبدالرحمن شماخي أن من أسباب خروج مياه الأودية عن مسارها الطبيعي ومداهمتها للقرى هو تدخل الإنسان في تغيير معالم الطبيعة ومن ثم زيادة نسبة الأخطار كإنشاء العشرات من الحواجز الترابية (العقوم الترابية) من قبل المزارعين بشكل خاطئ وقد ساهم هذا التدخل في تكبيد أبناء المنطقة خسائر كبيرة في الأرواح البشرية والمادية لأن بعض المزارعين بالمنطقة يقومون بتحويل مياه السيول ببناء عقوم ترابية بغرض تحويل المياه إلى مزارعهم مما تسبب في إغراق الأبرياء وتدمير ممتلكاتهم ومحاصرتهم. وأبدى الشيخ جابر عكفي شيخ شمل قبائل محافظة بيش وأهالي المحافظة وقراها تخوفهم من تأثر السد بأي هزات أرضية محتملة.