تحول مبنى مسلخ الأمانة بحي الفهد الشمالي أحد أحدث أحياء مدينة نجران، إلى بؤرة لتجمع العمالة الآسيوية التابعة لإحدى شركات النظافة، ورغم أن هذه العمالة مكلفة بنظافة الشوارع والأحياء إلا أنها حولت المرفق العام إلى مستودع لتفريغ ما يتم جمعه من خردوات وإلى «صوالين» حلاقة ومطابخ غير صحية، ما جعل منه مدينة مصغرة تعج بالفوضى والإهمال، في ظل غياب الجهات المعنية وفي مقدمتها الأمانة والتي عجزت عن نقل مبنى المسلخ إلى خارج النطاق العمراني وتوفر الخدمات الضرورية لسكان الحي. «عكاظ» تجولت في الحي الذي يشهد كثافة سكانية متزايدة، وحركة عمرانية سريعة في مختلف أرجائه، ومنازل حديثة على أحدث طراز، إلا أن كل هذا التطور لم يشفع لهذا الحي بالتفاتة تضعه ضمن الأحياء الراقية رغم حداثته، وعبر عدد من سكان الحي عن معاناتهم مع نقص الخدمات البلدية، وفي مقدمتها تواضع مستوى النظافة، والروائح الكريهة التي تنبعث من مسلخ الأمانة الذي تحول إلى سكن للعمالة الآسيوية التي حولته إلى مدينة مصغرة تشكو الفوضى والعشوائية. تراكم النفايات يقول المواطن ناجي اليامي من سكان الحي، بأن النظافة في الحي شبه معدومة بالرغم من المطالبات المتكررة بضرورة زيادة عدد الحاويات، ومرور سيارات البلدية لتفريغ الحاويات الحالية والقليلة جدا، وأبدى مخاوفه من أن تتسبب بقايا الأكل والمخلفات والتي تمكث في هذه الحاويات فترة طويلة في انتشار الحشرات، خاصة مع مخاوف السكان من مرض حمى الضنك الذي سجل بعض الحالات في الأيام القليلة الماضية، وقال اليامي بأن السكان سبق أن طلبوا من بلدية حي الفهد بمراقبة الوضع في الحي وسد النقص الواضح في بعض الخدمات الضرورية والتي تعتبر من أبسط حقوق السكان. قنبلة المسلخ من جانبه، قال محمد الناجي بأن أكبر المخاوف التي تؤرق سكان الحي هو الوضع الذي يعيشه مبنى المسلخ الذي تحول إلى مقر للعمالة الآسيوية التي تتبع إحدى شركات النظافة، وأوضح بأن من يدلف إلى داخل هذا المبنى يقف متعجبا كيف تقبل الأمانة بمثل هذا الوضع المأساوي الذي ينذر بكارثة بيئية وصحية، وأشار إلى أن ساحات وغرف مبنى المسلخ تحولت إلى «صوالين» حلاقة بدائية ومطابخ تفتقر لأبسط الاشتراطات الصحية، إضافة إلى عملية تصريف القاذورات المتناثرة على الأرض، وطالب بتحرك الأمانة والقيام بمسؤولياتها، والوقوف على الفوضى التي تضرب بأطنابها بعيدا عن الرقابة، مذكرا بأن مجرى السيل قريب من المنازل ويشكل خطرا أيضا على حياة السكان. استثمار المساحة من جهته، قال علي القحطاني إن أطفال الحي يسببون إزعاجا للسكان خلال لهوهم بالقرب من المنازل، لافتقار الحي للملاعب الرياضة أسوة بالأحياء الأخرى في بعض المدن والمحافظات، واقترح على الأمانة إزالة مبنى المسلخ الذي تحول إلى بؤرة من القاذورات، وإنشاء ملاعب للشباب في موقعه، وأبدى القحطاني استغرابه من بقاء الوضع المزري لمقر المسلخ، لأنه على حد قوله ينذر بالخطر خاصة أنه بعيد عن الرقابة، وطالب في نفس الوقت بأن تباشر الجوازات عملها وأن تزور الموقع الذي يكتظ بالعمالة الآسيوية. تدني الخدمات وذكر محمد الناجي، بأن الحي يتوسع بشكل سريع سكانيا وعمرانيا، إلا أن الخدمات البلدية المقدمة لا تسير في خط مواز لهذا التطور، بل لا توفر الحد الأدنى من المتطلبات الضرورية للسكان، وهي من صلب عمل الأمانة ممثلة في بلدية حي الفهد، وقال: الأرصفة رديئة وأيضا السفلتة، وبقايا مخلفات البناء متراكمة في كل مكان، والنظافة معدومة. وأضاف «السكان مستاؤون جدا، ويطالبون بصفة مستمرة التفاتة الأمانة لمطالبهم المشروعة، خاصة أن الدولة اعتمدت مئات الملايين من أجل أن يحظى المواطن بالمتطلبات الضرورية». وضم الناجي صوته إلى بقية من تحدثوا ل«عكاظ الأسبوعية» عن مخاطر مبنى مسلخ البلدية الذي تحول إلى مدينة مصغرة تسكنها العمالة الآسيوية، وقال إن وضع المبنى يندى له الجبين، بل هو وصمة عار في وجه العملية التنموية التي تشهدها المنطقة، وأضاف «لا ندري لماذا تبقي الأمانة على هذا المبنى السيئ الذي يشكل خطرا أمنيا وبيئيا وصحيا».