احتفلت منظمة اليونسكو، مؤخرا، باليوم العالمي للغة العربية، عبر الهيئة الاستشارية الدولية لتنمية الثقافة العربية (أرابيا)، مواصلة الجهود الرامية لإعادة هيبة ومكانة اللغة العربية كلغة تواصل، حسبها أنها لغة القرآن المقدسة عند المسلمين وغير المسلمين، باعتبارها لغة شعائرية رئيسية لدياناتٍ سماويةٍ أخرى. والتحية لمنظمة اليونسكو التي جعلت للغة يوما عالميا يذكرنا بأهمية تنقية لغتنا من الشوائب التي تعيق انطلاقتها، ويمكننا الآن أن نتطرق للعلاقة المعقدة بين اللغة العربية ووسائل التواصل الإعلامي والاجتماعي، فهي علاقة تحتاج إلى ندوات لإلقاء الضوء ومناقشة هموم اللغة، وكما نلاحظ الآن اللغة العربية الإلكترونية (الهجينة) التي أفرزتها وسائل التواصل بلا هوية كمزيج بين العربية والعامية تضاف إليها بعض المفردات من لغاتٍ أجنبيةٍ أخرى، أهمها الإنجليزية التي تغزو العالم، بينما تتراجع العربية في الأوساط التعليمية والإعلامية بصورةٍ أيقظتنا من سباتنا، ولفتت الأنظار إلى حالة التردي والوضع المشين، فالذين يتهمون الفضائيات الأجنبية (المستنسخة) عربيا بمقاصد سياسية مخطئون، وكان من الواجب تبرئتها من أي غاية غير إعلامية، فهي تقدم للمشاهدين العرب خدمة إعلامية تتفوق أحيانا على ما تقدمه بعض القنوات العربية، في الوقت الذي ترفع فيه وسائل الإعلام الجديدة (الفيس بوك وتويتر وغيرها) شعارها المستهجن الذي يقول: «اكتب ما تشاء وكيفما تشاء وحيثما تشاء بلا رقيب ولا حسيب وبلا لغة عربية سليمة»، وهذا ما يجعل مشوار المعالجة صعبا.