رأى الخبير في الشؤون الاستراتيجية والشرق الأوسط الدكتور فولفجانج فوجل، أن كلمة المعلم وزير خارجية سوريا جاءت كنوع من التشويش على المعلومات التي تم تسريبها عبر وسائل الإعلام، والتي كشفت عن عمليات تعذيب منظمة في السجون السورية من قبل النظام. وقال في تصريح ل«عكاظ»: إن كلمة المعلم لم ترق إلى مستوى الاجتماع الذي ينعقد من أجل التحرك باتجاه حل سياسي للأزمة السورية، مضيفا: إن عدم انصياع المعلم لتعليمات السكرتير العام للأمم المتحدة بالالتزام بفترة ال 10 دقائق لإلقاء الكلمة، يدل على أن النظام جاء إلى مونترو بدون رغبة حقيقية في حل للأزمة، مما يسبب إزعاجا دوليا وخطرا كبيرا على المنطقة. وقال فوجل: إن اتهامات المعلم لبعض الدول المشاركة في مونترو، يدل على ضعف الموقف السوري ومخاوف من فقدان السلطة، وأعرب عن أسفه على هذا الأسلوب، الذي وصفه بأنه لا يليق في مؤتمر بهذا الوزن. وشدد فوجل على أن الدور العربي ولا سيما دور المملكة، هو دور يقدم الدعم الكبير من خلال مجموعة أصدقاء سوريا، لافتا إلى التنسيق الأوروبي السعودي من جانب، ومن الجانب الآخر الأوروبي والعربي من خلال جامعة الدول العربية. ورأى أن المعلم لم يقدم أي تصور لما يمكن القيام به في المرحلة القادمة، بل ضرب بكلمته عرض الحائط، لما يحاول المؤتمر الدولي للسلام التوصل إليه. وفي السياق ذاته، اتفق الدكتور أودو شتاينباخ الخبير في شؤون الخليج، على أن كلمة وزير خارجية سوريا جاءت للتشويه على المؤتمر وذبذبة المواقف، لا سيما بعد سحب الأمين العام للأمم المتحدة لدعوة إيران للمؤتمر. وأوضح في تصريحاته ل«عكاظ»، أن توجيه اتهامات غير مبررة وغير منطقية إلى بعض الدول مثل تركيا ودول أخرى، هو أمر مؤسف ويدل على ضعف الموقف السوري ونظام الأسد، معتبرا أن المجتمع الدولي وجامعة الدول العربية أمامهم الكثير من العمل، لا سيما في إطار محاربة الجماعات الإرهابية. واعتبر شتاينباخ أن كلمة المعلم هي أيضا محاولة لتشتيت جبهة مؤتمر مونترو، مشيرا إلى أن مطالب رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا برحيل الأسد هو مطلب من الحضور في مونترو، لافتا إلى أنه إذا كان النظام يرغب في مصلحة الشعب السوري فعليه أن ينسحب، ويتم تشكيل حكومة انتقالية. وقال: إنه يستغرب أن الكلمة لم تحتو على أي لفتة تفيد بموافقة النظام على بنود جنيف 1، مما يعني أن هناك مواجهة تعرقل مسار مونترو. أما فينزل ميخالسكي مدير مكتب هيومن واتش في ألمانيا، أوضح ل«عكاظ»، أنه ينبغي تقديم المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية للمحاكمة، مشيرا في هذا الصدد إلى الصور التي تم بثها ضمن وسائل إعلام غربية عن عمليات تعذيب منظمة من قبل النظام ضد المعتقلين والمساجين السوريين. وقال: إنه يتوقع تغييرا في الموقف الروسي بعد ظهور هذه الدلائل على ارتكاب النظام لجرائم ضد الإنسانية، مرجحا أن روسيا لن تفضل الإبقاء على دعم نظام يرتكب هذه الجرائم البشعة ضد شعبه.