شكَّلت مسالة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة، نقطة خلاف بين الوفد السوري الممثل للنظام في المؤتمر الدولي الخاص بشأن سوريا (جنيف2)، والوفد الممثل للمعارضة في المؤتمر ذاته. وأكَّد وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي يمثل النظام السوري في أول يوم من المؤتمر الذي انطلق بمدينة مونترو السويسرية بحضور وفدي المعارضة والنظام السوريين وممثلين ل39 دولة أن أي حديث عن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، يحرّف بيان جنيف عن مساره. وقال في كلمته أنه لا يمكن لأي أحد "إضفاء الشرعية أو منعها عن الرئيس، إلا السوريون أنفسهم" وذلك ردا على وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي أعلن أن الرئيس الأسد لا يمكن أن يشارك في الحكومة الانتقالية. وفقًا ل" الجزيرة نت". وأضاف المعلم: "لا أحد في العالم.. سيد كيري.. له الحق بإضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أي شيء في سورية إلا السوريين أنفسهم"، مشيرًا إلى أن ما سيتم الاتفاق عليه سيعرض للاستفتاء الشعبي ومن يريد أن يستمع لإرادة السوريين لا ينصب نفسه للحديث باسمهم، حسب قوله. وزعم المعلم أن ما يجري في بلاده "إرهاب قادم من الخارج تحت مسمى الثورة"، مشيرًا إلى أن دولاً "وظَّفت أموالها من أجل شراء السلاح وتدمير وقتل السوريين"، وأعرب عن أسفه أن من بين المشاركين في المؤتمر "من تلطَّخت أيديهم بدماء السوريين". وتابع الوزير السوري أن الصراع في سوريا تدعمه أطراف خارجية هدفها إعادة البلد إلى القرون الوسطى، لافتا إلى وجود مسلحين يحملون جنسيات 83 دولة من المشاركين في النزاع، مستغربا عدم استنكار وجودهم إلى جانب مقاتلي المعارضة السورية. وطالب ممثل الوفد الرسمي السوري في أول يوم للمؤتمر المتوقع أن يدوم أسبوعا أو أكثر، بوقف دعم من أسماهم بالإرهابيين وبوقف ضح السلاح، قائلاً: "ارفعوا أيديكم عن سوريا وأوقفوا ضح السلاح ودعم الإرهابيين". ووصف المعارضة السورية بالخونة حين قال إن الشعب السوري طامح لمزيد من التعددية والديمقراطية ودولة مؤسسات قوية، معتبرا أن أن من يريد "التحدث باسم الشعب السوري لا يجب أن يكون خائنا للشعب وعميلا لأعدائه". وأضاف المعلم "من يريد أن يتحدث باسم الشعب فليتفضل إلى سوريا... من يريد أن يتحدث باسم الشعب السوري فليصمد ثلاث سنوات تحت الإرهاب ويقاوم ويقف ثابتا في وجهه.. ثم فليتفضل إلى هنا ليتحدث باسم الشعب". من جانبه اعتبر رئيس الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا، إن أي حديث عن بقاء الأسد في السلطة بأي صورة هو خروج بجنيف2 عن مساره، داعيا الوفد الحكومي السوري إلى توقيع وثيقة جنيف1 من أجل "نقل صلاحيات" الرئيس بشار الأسد إلى حكومة انتقالية. وقال الجربا:"نريد أن نتأكد إذا كان لدينا شريك سوري يريد أن يتحول من وفد الأسد إلى وفد سوريا"، مضيفا "أدعوه إلى التوقيع الفوري على وثيقة جنيف1 لنقل صلاحيات الأسد بما فيها صلاحيات الجيش والأمن إلى حكومة انتقالية". وفنّد الجربا كلام المعلم من خلال التأكيد على أن الثورة السورية "تواجه إرهاب الأسد الذي يدّعي مواجهة الإرهاب"، معتبرا أن سوريا "أصبحت بفعل إرهاب الأسد ومرتزقته مرتعا للإرهابيين". وتطرق رئيس الائتلاف الوطني السوري لآلام ومعاناة الشعب السوري الذي قدم مئتي ألف شهيد وتسعة ملايين مشرد خلال الثورة السورية. بدأ المؤتمر الدولي بشأن سوريا أعماله صباح اليوم الأربعاء بهدف البحث عن حل لنزاع عسكري مدمر مستمر منذ ثلاث سنوات، وهو يجمع للمرة الأولى الطرفين المتنازعين في حضور حوالى أربعين دولة وبرعاية الأممالمتحدة. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمة افتتاح المؤتمر، جميع الأطراف لبذل كل ما في وسعهم لإيجاد حلّ سلمي للأزمة، وقال "يمثل هذا المؤتمر فرصتكم لإظهار الوحدة وراء الحاجة للتوصل إلى حل سياسي، وهو فرصة لتشجيع ودعم الوفود السورية للتفاوض بحسن نية من أجل إنقاذ بلدهم". فيما أعرب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن أمله في أن يقود مؤتمر جنيف 2 نحو تطبيق إعلان جنيف 1 في ما يتعلق بتشكيل حكومة انتقالية في سورية، وحدد في كلمته كيفية تشكيل مثل هذه الحكومة. "و قال كيري "هذا يعني أن الرئيس السوري بشار الأسد لن يكون جزءًا من هذه الحكومة الانتقالية، ولا يمكن بأي طريقة ولا أن نتخيّل أن هذا الرجل الذي قاد ردا وحشيًا ضد شعبه يمكن أن يستعيد الشرعية للحكم". وأضاف أنه لا يمكن لرجل وأولئك الذين يدعمونه، في إشارة إلى الأسد، "أن يبقوا أمة بأكملها والمنطقة رهينة، والحق في قيادة البلاد لا يأتي من خلال التعذيب ولا البراميل المتفجرة وصواريخ السكود، بل يأتي عبر موافقة الشعب". كذلك شدد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف على أهمية ضمان نجاح المؤتمر، لافتا إلى أن الأطراف السورية بحاجة لبحث الخطوات الملموسة لتنفيذ ما ينص عليه بيان جنيف 1، مطالبا بعدم تدخل أطراف خارجية في الأزمة، وقال إنه يجب إشراك المعارضة السورية في الداخل وإيران في مساعي حل الصراع.