استبعد عدد من الخبراء السياسيين الألمان تحقيق اختراق جوهري في السياسة الخارجية الأمريكية حيال الصراع العربي الاسرائيلي سواء أعيد انتخاب الرئيس باراك أوباما أو فاز خصمه ميت رومني في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى غدا (الثلاثاء). وقالوا في تصريحات ل«عكاظ» إنهم يتوقعون تدخلا عسكريا غربيا محدودا في سورية بعيدا عن مظلة مجلس الأمن الدولي في ظل الفيتو الروسي الصيني. ورأوا أن روسيا ستكون الخاسر الأكبر سياسيا في المنطقة بسبب دعمها لنظام بشار الأسد. ورجح البروفيسور أودو شتاينباخ الخبير في شؤون الشرق الأوسط وأستاذ العلوم الإسلامية بجامعة ماربورغ الألمانية إعادة انتخاب أوباما، معتبرا أن ذلك سيعيد ترتيب أوراق السياسة الخارجية الأمريكية التي من المتوقع أن تشهد تحولا إلى حد ما في ثلاثة ملفات رئيسية تتمثل في الصراع العربي الاسرائيلي والبرنامج النووي الايراني وعلاقات أمريكا مع العالم الاسلامي. وقال شتاينباخ إنه في حال فوز أوباما بولاية ثانية ستكثف الإدارة الأمريكية الضغط على اسرائيل بدعم من الاتحاد الأوروبي لمطالبة الدولة اليهودية بوقف الاستيطان في الأراضي المحتلة واستئناف المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين تمهيدا لإعلان الدولة الفلسطينية. ورأى أن ملف الأزمة السورية يدخل في إطار عملية السلام الشاملة في منطقة الشرق الأوسط، متوقعا تدخلا عسكريا غربيا محدودا ليس بالضرورة أن يكون تحت مظلة مجلس الأمن في ظل الفيتو الروسي الصيني. وقال إنه لا بديل لهذا التوجه سيما بعد أن ثبت عدم قدرة المعارضة السورية على توحيد صفوفها. وأشار الى أن روسيا ستكون الخاسر الأكبر سياسيا في المنطقة بسبب مواقفها الداعمة للقمع الدموي الذي يمارسه نظام بشار الأسد ضد الشعب السوري. ومن جانبه، رأى الدكتور فولفجانج فوجل الخبير الاستراتيجي في شؤون الشرق الأوسط أنه في حال فوز رومني بالرئاسة الأمريكية لن يتحقق أي تقدم في ملف الصراع العربي الإسرائيلي وسيكون مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة في خبر كان. كما سيكون احتمال دعم واشنطن لضربة وقائية توجه للبرنامج النووي الايراني واردا. وحذر فولفجانج العرب من الإفراط في التفاؤل إذا فاز أوباما بولاية ثانية. فهو قد يضغط على اسرائيل من أجل استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين لكنها لن تؤدي الى تحقيق سلام شامل. ذلك أن اللوبي الاسرائيلي في الولاياتالمتحدة سيؤثر على مواقف أوباما في ولايته الثانية، خاصة أن فوزه على رومني إذا تحقق سيكون بنسبة ضئيلة. أما ميخائيل فيرس الباحث في المركز الأمريكي في واشنطن فرأى أن السياسة الخارجية لا تعني كثيرا للمواطن الأمريكي. ومن هذا المنطلق فلن يكون هناك فرق جوهري بين سياسات أوباما أو رومني تجاه قضية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، ما يصعب تحويل خيار الدولتين الى واقع على الأرض، خاصة أن الديمقراطيين والجمهوريين يتنافسون على إرضاء اسرائيل وكسب أصوات اليهود الأمريكيين في أي انتخابات تجرى في الولاياتالمتحدة.