وأنت تتجول في مهرجان ارامكو الذي تتواصل أنشطته حاليا لم تكن تتوقع أن تجد من يهتم بالفن العربي وجمالياته، غير أن عينيك سرعان ما تتحولان بزاوية 360 درجة حينما تشاهد مجموعة من الشباب منهمكين في مزاولة فن الخط العربي. وفي المقهى لا تسمع سوى صرير الأقلام على الورق، ولحظتها يتأكد لك أن الخط العربي ما زال له حضوره بين الشباب وأن برامج الخط بواسطة الحاسوب لم تسحب البساط من سن الريشة. «عكاظ» تجولت في المقهي الذي يفتح أبوابه في الامسيات ولمدة شهر، حيث اوضح الخطاط عبدالعزيز السعيد بقوله «أعشق الخط العربي منذ الصغر وأحرص على المشاركة في جميع الدورات التي تنطلق في جدة لتطوير مهاراتي الخطية، وترجمة تطلعاتي في هذا المجال». من جهته أوضح عبدالعزيز الخيال بقوله تتلمذت على يد أستاذ ماهر حببني في هذا الفن الأصيل، وصقل مهارتي فيه، وجعلني اتجه إليه بقوة إلى عالم الخط العربي وفي اعتقادي الشخصي أن هذا الفن لم يجد لدينا الاهتمام الكافي بعد متمنيا أن تكون هناك بوادر ايجابية في احتضان طاقات وعشاق الخط العربي من الشباب، موضحا انه يفضل خط النسخ الذي يتميز بكتابة كل حرف لوحده أو على حده. وفي نفس السياق أوضح سعود خان بقوله «أمارس هوايتي في الخط منذ أكثر من عقدين وقد التحقت بالعديد من الدورات وورش العمل لصقل مهاراتي»، موضحا بأن هناك اقبالا كبيرا من الشباب على ممارسة هذه الهواية، حتى أن الاقبال أصبح يزداد في كل عام بشكل كبير، وعند الإعلان عن أي دورة للخط فإن العدد يكون مكتملا منذ البداية. واستطرد بقوله: في البداية يتعلم الشباب خط الرقعة لكونه أسهل الخطوط ثم نتدرج معه إلى الانواع الأخرى حيث توجد سبعة أنواع من الخط أشهرها الخط الديواني الذي يتميز بكثرة الانحناءات والميول التي تتخلله، والخط الثلث الذي يعد سيد الخطوط، ويتميز برقته وقدرته على التعبير عن المشاعر الانسانية وتصفية أفكار الفنان. ويختم حديثه بالقول «الخط موهبة رائعة، ومن الممكن تعلمها واتقانها ويحتاج إلى الرغبة والاستعداد المناسب، ولن أبالغ إذا قلت بأن فن الخط أصبح يحظى باهتمام الجيل الجديد من الشباب». ويقول عبدالله الشريف في الصف الثالث متوسط اعشق هذه الهواية وأشعر بأنني استطيع ان أجد فيها نفسي، حيث اكتشف معلمي موهبتي، حين رأى جمال خطي وحثني على تنمية مهاراتي في هذا الصدد لذا أطالب بأن تكون هناك حصص كافية للخط في المناهج تنمي مهارات الموهوبين، ومسابقات ودورات تشبع رغباتهم. ويقول عبدالله شودري: الخط فن اصيل أصيل من التراث الإسلامي، ونتمنى أن يجد هذا الفن الاهتمام الكافي الذي يستحقه وأذكر انني صقلت موهبتي، ومهاراتي الخطية في داخل الحرم المكي الشريف حيث تعقد هناك دورات لتعليم الخط العربي كل يوم جمعة مقترحا في نفس الوقت أن يتم إحياء الزخارف والفن الأسلامي الأصيل الذي أعطى للخطاطين ما يستحقونه من التقدير، إذ من الممكن أن يتم الاستفادة من هذه المواهب الخطية، واستخدامهم في إضفاء لمسات إبداعية وجمالية على شوارع مكةالمكرمة والمدينة المنورة، وتزيينها باللوحات والزخارف الجميلة التي تبرز جمال الخط العربي ومجد التراث الإسلامي خاصة أن مكةالمكرمة أجدر مكان يستحق أن يكون نقطة انطلاق لكل ما يحفظ أصالة وعراقة لغتنا العربية وتراثها، والتي يندرج في إطارها الخط العربي. ويقول إبراهيم العراف يجري عقد الدروة لمدة ساعة يوميا لحين انتهاء المهرجان ويتم صقل المواهب كما أننا في الوقت نفسه نوفر رعاية دائمة لمن يمتلكون مواهب عالية في الخط. وأحب أن أنوه بأن الخط العربي فن جدير بالاهتمام وليس كما يتخيل البعض وذلك لكونه يدخل في صلب ثقافتنا العربية وتراثنا الإسلامي بالإضافة إلى أن الإقبال عليه بدأ يزداد بين الشباب، لذا أتمنى أن يتم توفير محترف وأماكن مناسبة لعشاق الخط العربي لصقل مواهبهم، واحتضان طاقاتهم. ونتمنى إيجاد مواد متكاملة لتعليم العربي، وتطوير قدرات المبدعين فيه لأن البرامج التي يقدمها الكمبيوتر للأسف لا تساعد على صقل مهارات الخطاط، بل على العكس تحرمه من الممارسة الصحيحة، التي تعتمد على الأسلوب اليدوي وليس التقني الذي يفسد جمال الفنون كما تفسد بعض الآلات جمال الطبيعة.