في مشهد مؤلم وأجواء يعصف بها الحزن والأسى ولحظات اكتست فيها الوجوه بالدموع، شيعت جموع غفيرة في المدينة المنوة فجر أمس جثامين أفراد العائلة اليمنية الستة الذين قضوا في الحادث المأساوي الذي تعرضوا له مساء السبت الماضي وهم في طريقهم الى المدينةالمنورة، حيث ووريت جثامينهم ثرى بقيع الغرقد، عقب الصلاة عليهم في المسجد النبوي الشريف، وسط ابتهالات المصلين الذي تضرعوا لله تعالى بأن يتغمدهم بواسع رحمته ومغفرته، حيث تمت مواراة جثمان رب الأسرة المنكوبة المقيم هادي عبدالله محمد الجابري 56 عاما وزوجته صباح مبارك سعيد الجابري 50 عاما وأبنائه الثلاثة عبدالله 9 سنوات، فاطمة 28 عاما، منى 26 عاما، هبة الله 24 عاما. وفي السياق ذاته غادر مستشفى الميقات يوم أمس وأمس الأول ثلاثة من أفراد العائلة المصابين بعد تماثلهم للشفاء، فيما لاتزال المصابة الرابعة ترقد في العناية المركزة بمستشفى السعودي الألماني وقد وصفت مصادر طبية حالتها بالحرجة. وكانت العائلة المنكوبة قد تعرضت مساء السبت الماضي لحادث انقلاب نتيجة التجاوز الخاطئ مما أدى الى اصطدام السيارة التي تسير خلفهم بسيارتهم وانقلابهم، ما نتج عن الحادث وفاة خمسة من العائلة في الحال، إضافة الى فتاة أخرى لحقت بهم بعد وصولها الى المستشفى، فيما أصيب أربعة آخرون إحداهما فتاة إصابتها خطيرة نقلت الى مستشفى السعودي الألماني حيث لاتزال ترقد بالعناية المركزة، ذلك في الوقت الذي نقل فيه بقية المصابين الى مستشفى الميقات، حيث قدمت لهم الإسعافات الأولية حتى تماثلوا للشفاء وغادروا المستشفى. من جانبه شدد مدير السلامة المرورية بمرور منطقة المدينةالمنورة والناطق الرسمي باسم مرور المنطقة العقيد عمر حماد النزاوي، على السائقين بالانتباه أثناء القيادة وعدم الغفلة ومراعاة مفاجآت الطريق وذلك بالتقيد بوسائل السلامة المرورية من خلال السرعة المحددة والانتباه أثناء التجاوز أو التوقف كي لا يتعرضوا لخسائر بشرية ومادية، مشيرا إلى أن الطرق خلال الفترة الحالية ومع بدء إجازة الربيع تشهد كثافة عالية من المسافرين، ما قد ينتج عنها حوادث قد تذهب الكثير من الأرواح ما لم يكن السائقون على درجة كبيرة من الانتباه.