في حوار أجراه الزميل محمد الغامدي مع الدكتور محمد باريان مدير القنوات الرياضية السعودية. ونشر في هذه الصحيفة غرة صفر 1435ه، تضمنت الأسئلة السؤال عن: «قصور الكاميرا في نقل الأحداث المصاحبة للمباريات، وكأنها أعادتنا لسنوات ماضية»؟! وجاء الجواب على النحو التالي: «لابد أن يعلم الجميع أن من يقبع داخل سيارات النقل هم مخرجون أجانب وبالأخص من الجنسية الإسبانية وهؤلاء لهم فلسفة معينة ومدارس مختلفة، حيث يرون أن عملهم يفترض أن يتركز داخل المستطيل الأخضر، وشخصيا أحترم رؤيتهم ...»!! وما يعلمه الجميع أن الحضور الجماهيري هو نبض حياة وحيوية أي مباراة، وأن سر حبور وبهاء وروعة وإمتاع أي نقل فضائي مميز ومتميز. يستمد من براعة واحترافية من «يقبع» داخل سيارات النقل من المخرجين، مما يؤهل هذا الفريق من خلال مهارة وحدس وحس مخرج النقل، لتقديم مستوى أخاذ ومبهر من الإخراج، خاصة أن الإخراج بشكل عام وإخراج المباريات بشكل خاص، في ظل «مدارس» الإخراج الرائدة، قد بلغ مستوى رفيعا من الإبداع والإمتاع، هذا المستوى أصبح يتفرد بمحصلته مشاهدو المباريات التي تحظى بهذا النقل والإخراج النوعي. وما يعلمه الجميع أيضا أن هذا المستوى من الإبداع والإمتاع في نقل وإخراج المباريات ليس ضربا من الخيل، بل هو حقيقة ماثلة على مستوى الدوريات «الأجنبية»، ومن بينها الدوري الإسباني، ومن المؤكد أن مخرجي هذا الدوري من الجنسية الإسبانية، «أي نفس الجنسية» التي تقوم بإخراج مباريات الدوري السعودي. إلا أن المخرجين الإسبان «هناك» لا نجد لديهم هذه «الفلسفة المعينة في الإخراج» والتي تقضي باقتصار عملهم وتركيزهم على المستطيل الأخضر «هنا». ولك أن تشاهد أي مباراة في الدوري الإسباني، وستجد أن إخراجها لا يحرم المشاهد من بهاء المدرجات وتفاعل الجماهير ولا من المستطيل الأخضر وما يدور عليه، فلم نشاهد قط أنهم غيبوا المدرجات أو «سمروا» الكامرات على المستطيل الأخضر وحرموا المشاهد من «روح» المباراة وحياتها وحيويتها كما هو الحال في فلسفة النقل والإخراج لمبارياتنا «خاصة» أنهم من الجنسية الإسبانية!!! أختلف مع الزميل محمد حين أشار في سؤاله إلى أن «هذه الفلسفة» قد أعادتنا لسنوات ماضية، لأن ما كان في السنوات القريبة الماضية يحسب له الفضل في تقديم جماهيرنا في أبهى حلة وأجمل حضور وأحلى أهازيج، ولم يكن معلق المباراة آنذاك يستجدي مخرج المباراة أن يمن على المشاهدين ب «لقطة» للمدرج وهو في عز تفاعله ولوحاته الإبداعية التي هي جزء لا يتجزأ من المتعة والإبداع لأي دوري في العالم. فأي فلسفة هذه تغيب وتصادر من مبارياتنا حبورها وحيويتها؟! .. والله من وراء القصد. تأمل: ليس في الدنيا شيء جيد أو رديء، التفكير يجعله كذلك فاكس 6923348