عندما يسند التلفزيون (القناة الرياضية) اخراج المباريات الكروية لأحد المخرجين المستجدين فإن عوامل الابداع تتلاشى مع فورة الإثارة والندية وبالتالي يبقى المشاهدون في حيرة من أمرهم لمتابعة لقطات هامشية عابرة لا تؤدي إلى نتائج وتروي عطش المتابعين.. فمن تابع إخراج آخر المباريات يلاحظ أن هناك خلطاً في فنون الاحتراف والابداع والتشويق والمتابعة كون (المخرجون) الجدد لا يعرفون كيفية التعامل مع أحداث المباريات المهمة ونقلها إلى أعين المشاهدين برؤية احترافية تحمل بين طياتها وضوح الصورة وصفاء اللقطة وتشويق الذات وبرؤية أخرى حسن اختيار مواقع الكاميرات والتركيز على المجريات وجذب المتابعين إلى مشاهدة المباراة وبزوايا متعددة يستطيع كل من يرمق اللقطات يدرك بأن وراء هذا العمل مخرجاً محترفاً لديه من الخبرات والمعارف الشيء الكثير الذي يتجدد ويجدد في داخله مخزوناً اخراجياً وابداعياً ينشره وينثره طيلة سويعات ودقائق المباراة.. وقد يرى هؤلاء المخرجون في أن أحرف (النقد) ما يمس طبيعة عملهم والتدخل في شؤونهم واجتهاداتهم ولكن النصيحة واسداء القول لابد أن يخرج صراحة إلى القائمين على إدارة الاخراج بهذه القناة الرياضية المحبوبة.. فهناك مخرجون تخرجوا من مدرستها أمثال سعد الوثلان ومحمد العتيبي وغيرهما لا استطيع أن أحددهم بالاسم ولا أحصيهم بالعدد.. ولكن وما دمنا أمام مباراة هامة قوية ومسك ختام للرياضة السعودية ألا وهي نهائي دوري كأس خادم الحرمين الشريفين بودي أن يتدخل المخرج الرائع عبدالعزيز الرويشد ويطل على المشاهدين بلمساته الاخراجية وبفنونه الابداعية وأن يتولى إخراج المباراة الختامية لكي يسعد وتسعد الجماهير الرياضية بالمشاهد واللقطات والصور الميدانية الجميلة. نتمنى ذلك ونتمنى أن نرى اسم الرويشد يتقدم «تتر» المباراة وأن ينطلق بجديده الإبداعي وبروائعه الفنية المحسوسة وينقذ الاخراج من زلات الهبوط كما هبط به وتراجع به المخرج الذي تولى اخراج مباراة الهلال والاتحاد الماضية حيث كان الاخراج معلقاً بلقطات هوائية كشفت للمشاهدين بأن الملعب خال من الجماهير الرياضية رغم امتلائه وامتلاء المدرجات بالجماهير الحاضرة بهتافها وتشجيعها لكلا الفريقين.