تبدو مدرجات كرة القدم هي المكان المثالي للانفعال، للصراخ، وربما للكلمات المتجاوزة. هي كرة القدم تقرب وتوحد جميع الأطياف. لكن هل المثقف السعودي يذهب إلى الملاعب ويمتزج صوته بأصوات المشجعين ويسلم نفسه للانفعالات عن فرصة مهدرة أو لعبة رائعة. هل يتعاطى مع السيناريو الذي يحدث في ملاعب كرة القدم كمشهد سردي؟ هل الرؤية الجمالية لدى المثقف عن كرة القدم تتسع عن المشجع العادي؟ إنها أسئلة المسافة بين المثقف وكرة القدم. وموسم دوري عبداللطيف جميل للمحترفين يشهد البدايات كان هذا الاستطلاع مع العديد من المثقفين والمبدعين الذين يحملون وجهات نظر مختلفة عن الكرة السعودية وعن فرقهم المفضلة. المتعة في متابعة مباريات الثمانينيات ومطلع التسعينيات الميلادية على اليوتيوب الروائي عبدالحليم البراك فريقه المفضل النصر ومغرم باللون الأصفر يقول عن الفارق بين المشجع المثقف والمشجع العادي: لا يتساوى المثقف مع المشجع العادي لكن تمت مساواته قسراً، فإن كاتباً للشعر يمكن أن يسطر ملحمة شعرية في ناد ما، وقاصا يمكنه أن يخلد ناديا متواريا عندما يجعله بؤرة مكانية غير مسبوقة لأحداث روايته أو قصته التي ربما تنال حظاً من الشهرة، لكن أن نقول هو النآ متساوٍ مع المشجع العادي نعم، لأنه هكذا – المجتمع البسيط – لا يستفيد من مؤهلات أفراده فيبرز صاحب المال ويتوارى صاحب الكلمة! أما عن توقعاته لدوري جميل والفريق المتوقع لكسب الدرع: متفائل بأن يكون أقوى دوري عربي فعلاً لا بفعل حجم الطلب على الإعلانات بسبب قوتنا الشرائية ولا بسبب قنواتنا الفضائية التي نملكها أو نملك توجهاتها نريد من الجمهور المغربي أن يعرف لاعبا في التعاون والجمهور الإيراني يشجع لاعبا في القادسية، ومن بعض جمهور أوروبا المحترفين يقيم دوري عبداللطيف جميل لأنه رأى فيه ما يعجبه! ورغم أني غير متفائل لكني سأترك الدوري يفاجئني بقوته وجماله وبروز أسماء أسطورية جديدة تعوض تلك الأسماء القابعة بالذاكرة ولا تريد أن تغادرها نحو غيرها! الحقيقة أني لا أخجل من أن أكون نصراوياً متعصباً فاللون الأصفر يجذبني حتى لو كان الفريق الكازاخستاني أو أوكرانيا أو السويد وطبعاً البرازيل ناهيك أن يكون الأصفر النصراوي على البساط الأخضر، نعم نصراوي الميول ماجدي الهوى! سأتوقع وسأتمنى النصر، كلاهما ذابا في توقعاتي وحتى آخر كم أسبوع في الدوري سأفصل بين توقعاتي وآمالي لأنها ستكون الصورة اتضحت! القاص طاهر الزراعي صاحب ميول هلالية يقول منذ أن نشأت على حب كرة القدم وأنا يستهويني لعب فريق الهلال هذا الفريق الذي أصبح فريقي المفضل حيث يمتلك في معظم فتراته قيادة كبيرة وفنا يبهر المتابع له. أما عن توقعه من سيحرز درع الدوري لهذا الموسم فيقول الزراعي: قد يتنافس على إحراز اللقب أكثر من فريق نظرا لقرب مستويات الفرق وخاصة الكبيرة منها. لكنني أتوقع أن يكون اللقب جديدا هذه السنة خلافا لما هو متوقع للسنوات الثلاث الماضية. الروائي فارس الهمزاني بميوله النصرواية ممن اكتفى بمتعة كرة القدم في الزمن الجميل للكرة السعودية يقول: شخصيا لا أتابع الدوري بجدولة ثابتة ولكني أجد نفسي فجأة أمام مباريات لم يكن مرتبا لها.. في نظري أن الكرة السعودية أصبحت بلا طعم ولا لون لأسباب عديدة يأتي على رأسها العبث الإعلامي فالجميع أصبحوا محللين رياضيين والأمر الآخر هو ضعف أداء اللاعبين وعدم الجدية في التمارين وتدخل الإدارات في تشكيلة الفرق خلاف لما يريده المدرب.. باختصار متابعة مباريات الثمانينيات ومطلع التسعينيات الميلادية على اليوتيوب كافية لأن نكتشف الفرق الهائل والمتعة الحقيقية التي كانت تجعلنا متسمرين أمام الشاشات قبل ساعات من المباراة. أستطيع أن أقول انني نصراوي متقاعد.. النصر سحرنا بفنه بوجود العمالقة وعلى رأسهم الأسطورة ماجد، لكن بعد أن رحلوا لم يشدني النصر كثيرا وأصبحت أتابع مبارياته مع الأندية الكبار فقط. إعداد الفريق النصراوي هذا العام جيد والبداية مبشرة بالخير؛ لذا فأني أتوقعها صفراء فاقع لونها. الروائي صلاح القرشي العاشق لفريق الوحدة يرى بأن إثارة الكرة انتقلت من المستطيل الأخضر إلى خارج المستطيل:أتمنى أن يخيب دوري جميل هذا العام ظني وتعود الكرة المحلية إلى الإبداع ففي السنوات القليلة الماضية انحدر الإبداع كثيرا وانتقلت إثارة كرة القدم من الإثارة داخل المستطيل الأخضر إلى إثارة التصريحات والخلافات خارج الملعب دوري العام الماضي أنقذه نادي الفتح من رتابته وهذا العام أرجو أن يكون الإمتاع شاملا. بالنسبة لفريقي المفضل فهو في دوري ركاء أو دوري المظاليم كما يسمى فريقي المفضل هو الوحدة الذي جار عليه الزمن ومعه القرارات المجحفة ووصاية الفاشلين ليهوي بعيدا عن مكانه اللائق. الروائي بدر السماري متفائل بموسم كروي ساخن ويرى أن فريقه المفضل الهلال هو الأقرب لنيل درع دوري جميل: الإنسان المحب للجمال يختلف قليلا عن المشجع العادي، لان انفعاله لفريقه يجب أن لا يعمي بصيرته عن جماليات الخصم، يراها ويستمتع بها ويشعر بالغبطة ليتمناها لفريقه. دوري جميل هذا العام سيكون ساخنا، وأظن أن ذهاب الدوري لفرق اقل جماهيرية سوف يشعل حمى المنافسة خصوصا بين الفرق الجماهيرية الأربعة، سنرى مباريات ساخنة وجمهورا أكثر من المواسم السابقة خصوصا مع الاستعدادات المبكرة وانتداب لاعبين كبار في كل فريق، لن يكون موسما للفرق المتوسطة والصغيرة.. فريقي المفضل هو الهلال، واعتقد أنه سيكون الأكثر حظوظا في الفوز باللقب، وأظن مدرجاته ستمتلئ كثيرا هذا الموسم. القاص جعفر عمران صاحب ميول اتفاقية لكنه يتمنى اللقب لفريق الفتح: لعبة كرة القدم لعبة جماهيرية ومتى ما انخرط المثقف في الجمهور فإن فرادته وشخصيته الواعية كمثقف ستتلاشى وستذوب في شخصية الجمهور وهي الشخصية اللاواعية والتي تتسم بالاندفاعية وسرعة الانفعال والتأثر والتصديق وسيكون المثقف واحدا من الجمهور يحركه الحماس وروح الجماعة وبذلك ينصهر في عشق هذه الكرة المجنونة وسيهتف بأسماء اللاعبين ويعشق الهدافين مثله مثل أي فرد في الجمهور. وبالنسبة لي أنا هواي وعشقي اتفاقي تعلقنا به منذ الصغر وهو عشق طفولي حيث وعينا على انتصاراته وإنجازاته. وليس لي انطباع عن دوري عبداللطيف جميل لعدم متابعتي بشكل مستمر عدا المباريات القوية وأتمنى درع الدوري لنادي الفتح. عبدالله العقيل مؤلف كتاب رقة النائم هجر متابعة الكرة باعتزال اللاعب يوسف الثنيان ويقول: بعد الثنيان لم أعد أهتم ولا أعرف شيئا عن الكرة في السعودية. في غياب يوسف أصبحت الملاعب حالة من الجدب الكروي، فوضى، ومشاجرات بليدة. أما الثنيان، فكان يغازل، ويعزف، ويكتب قصائده لتتحول الرقعة الخضراء إلى ساحة للرقص البهي.. تنتهي بأن نجد يوسف وحبيبته تحت خيوط الشبكة في حالة عناق لذيذ. الإعلامي عبدالله وافية يشجع الهلال لكنه يعشق اللاعب ماجد عبدالله يقول: مازال الدوري في بدايته وأرجو أن يعيد لنا الزمن "الجميل" الذي افتقده الدوري في سنواته الأخيرة الحماس المباريات وروح اللاعبين وامتلاء المدرجات وتعالي الصيحات مع كل هدف ملعوب وهجمة متقنة. أتمنى أن يعيد لنا توهج النجوم وفن إمتاع المشاهدين والحضور. اما عن فريقي المفضل فهو منبع الفن وصانع المتعة هو الهلال وبالمناسبة وكتبتها كثيراً، أشجع الهلال وأحب ماجد عبدالله. وبطل الدوري هو الهلال فملامح حرصه على البطولة تبدت من أولى مباريته بقيادة مدربه سامي الجابر. القاص ضيف فهد يرى بأن ما يحدث في العالم الان لا يحرض على متابعة الكرة بشكل عام: لم أعد أتابع و لم أعد اهتم ولا استطيع تكوين انطباع عن المزاج العام الكروي.. وكل هذه الكراهية في العالم.. تجعل من متابعة هوايتك المفضلة ترفا بعيد المنال.. وعندما شاهدت هزازي بالمصادفة في مباراته الأولى مرتديا القميص الأبيض.. توقعت أن الاتحاد غير شعاره الشهير. الناقدة خلود سفر تطرح تساؤلاتها عن جدوى الخصخصة وعن فلسفة الوله الكروي: دوري عبد اللطيف يعيدني لسؤال الخصخصة، وما جدواها على هذا المستوى ومن المستفيد منها؟ الوله الكروي هذه مسألة أخرى أيضا، ما هو الوله الكروي ومن أين يتوالد؟ هو أيضا نتاج رؤية صاحبه للعبة ودورها في حياته وتناسق هذا الدور مع بقية الأدوار. ومن هنا يرتفع مستواه ويهبط. أما عن لقب الدوري فليس لدي توقع ولكن اتمنى أن يكون درع الدوري للأهلي. الناقد والقاص محمد البشير يقول: الدراسة سلبتني كثيرا من اهتماماتي وهواياتي ومنها متابعة الكرة. أتابع أخبارها ولكن لست كما كنت من قبل. أتمنى للفتح بحكم الانتماء المناطقي ولكن لا أعول عليه كثيرا. يكفيني منه البقاء في الدوري. أتمنى المشاركة في محاور أخري أكون أكثر إلماما بها. أما الروائية شروق الخالد المتفائلة بموسم رياضي رائع تقول: أنا متفائلة نوعاً ما، لإيماني بأن المباراة الخالدة هي تلك التي يخلقها لاعب موهوب. والفرق المشاركة في الدوري استناداً على مستوى تقدمها وامتلاكها لنخبة من اللاعبين الموهوبين أمثال يحيى الشهري، نواف العابد، مصطفى بصاص، ستخلق لنا عرضاً مشوقاً وربما مذهلاً. وعن ميولها فتضيف: قلبي معلق بين اثنين الأهلي والنصر وإن كنت مؤخرا قد بدأت أميل كلياً للنصر. يمكن أن يكون النصر - يارب، لا يمكن أن تكون عقلانيا وميولك تؤثر فيك. القاص خالد الصامطي له وجهة نظر في التباين بين المشجع العادي والمثقف: عندما يتعلق الأمر بكرة القدم، فإن المثقف يتساوى مع المشجع العادي. - المشجع العادي مثقف فيما يقوم به. ينفعل ويطرب وينحاز لفريقه المفضل. – أما عن توقعاتي لهذا الموسم؟ - الهلال أولاً أو الفتح، وانحاز بالتأكيد لفريقي. أنا متحمس جدًا لتجربة المدرب السعودي، نحتاج كمشجعين سعوديين لأن تنجح هذه التجربة كي نحل عقدة الخواجة يعرف أكثر. وأتعاطف مع الفتح، لأنه فريق كسر كل القواعد التي اعتقدنا بصحتها ووقف بأول الصف بدون واسطة. عبدالعحليم البراك ضيف فهد طاهر الزارعي بدر السماري جعفر عمران