منذ عدة عقود أصبحت الوجبات السريعة سيدة الموائد لدى الكثيرين، غير أن هناك عشقا خاصا من قبل الشباب في جدة لمثل هذه النوعية من الأطعمة لأنها فائقة النكهة، فضلا عن رخص سعرها وسرعة إعدادها. وتشير الحيثيات إلى أن هناك ثمانية شباب من بين عشرة يقيمون علاقة كبيرة مع الوجبات السريعة، وأن الواحد منهم يتناولها ثلاث مرات في الأسبوع. وفي الوقت الذي أكد فيه خبراء تغذية أن الوجبات السريعة تؤدي إلى زيادة الوزن، وأن البدانة المفرطة تتسبب في العجز لدى الرجال، فقد جاء في دراسة حديثة أن الوجبات السريعة تعد أشد الأطعمة خطورة إلا أنها تستقطب الكثير من الشباب إما لطعمها اللذيذ كما يقول عبدالكريم عبدالله أو لكونها سريعة ولا يتطلب إعدادها كثيرا من الوقت، ولأنها أيضا تتناسب مع إيقاع هذا العصر الذي يعتمد على السرعة. يقول عبدالله الحربي: لا أستطيع أن أنكر حبي للوجبات السريعة، وقد باتت هي الوجبة المفضلة للكثير من الشباب لطعمها اللذيذ على الرغم من خطورتها على الصحة. ومن جهته، أوضح شهاب عبدالله بقوله: في اعتقادي الشخصي أن العامل الأكبر في اتجاه الشباب إلى الوجبات السريعة هو انخفاض أسعارها، مقارنة بالمطاعم الأخرى، بل إن بعضها يقدم عروضا كثيرة لجذب الشباب، حيث إنها رخيصة من الناحية المادية، وكذلك الغذائية أيضا. ويقول أحمد الحكمي: بالنسبة لي، أفضل أكل المنزل؛ لأنه مضمون وصحي، خاصة أن كثيرا من المطاعم لا تلتزم بالمعايير الصحية في هذا الجانب. ويستطرد قائلا: أما أكلتي المفضلة فهي «المرسة»، وهي عبارة عن أكلة جيزانية تتكون من الدقيق والموز والعسل والسمن. ويقول محمد الغامدي: أحرص على الابتعاد من الوجبات السريعة قدر الإمكان، وأعتقد بأن هناك وعيا أصبح لدى العديد من الشباب إلى حد أن الكثير منهم توقف عن ارتياد تلك المطاعم. ويتفق كل من ماهر أحمد وأصيل أبي بكر على ضرورة تكثيف حملات التوعية الصحية ويقترحان إطلاق حملة لتثقيف الشباب بخطورة تلك الأطعمة، وأضرارها على الصحة، مبينين بأنها تجد رواجا عند الفئة الأكبر من الشباب لعدة أسباب أهمها انخفاض سعرها، وسرعة إعدادها، وكذلك ارتفاع نسبة إعلاناتها في الشوارع والطرقات. ويقول عبدالله مهدلي: بالنسبة لي أفضل الأكلات الشعبية وخاصة حين يتم إعدادها في البيت، حيث يتم تحضيرها بطريقة صحية وآمنة، وليس المهم هو أن نتوقف عن تناول الأطعمة الجاهزة، بل المهم هو أن نقلل من تناولها، ونحرص على ممارسة الرياضة. ويقول فيصل الجعيد: أفضل أكل البيت وأحرص على تجنب المطاعم وخاصة مطاعم الوجبات السريعة قدر الإمكان. بينما عبدالله الحربي يخالفه الرأي حيث لا يخفي ولعه بالوجبات السريعة ويعتقد بأن سبب رواجها بين الشباب هو سرعة تجهيزها، بالإضافة إلى أن بعضهم لا يمتلك وقتا أحيانا مما يجعلها وجبته المفضلة. ومن جانبه، تحذر أخصائية التغذية طيبة الشمراني، الشباب من الوجبات السريعة لما لها من مخاطر جسيمة على الصحة. حيث أنها تتسبب الكثير من الأمراض كأمراض القلب والسكري والضغط. ومشددة في الوقت نفسه على ضرورة الاهتمام بتحسين ثقافتنا الغذائية. مبينة بأن تلك الوجبات تفتقر إلى الفيتامينات والمعادن اللازمة بالإضافة إلى أنها غنية بالأملاح والدهون الضارة للجسم.