جيعااااان ...؟! عندك بدل المطعم ألف.. اتصل على اي واحد ويوصل طلبك لين عندك ....؟!! هكذا رد احد الشبان في ديوانيته على صديقه الذي كان يمازحه بطلب عشاء معد في المنزل، ولعل الحالة السابقة لم تعد مجرد شذوذ عن قاعدة التمتع بالطعام المعد في المنازل، بل انها أصبحت الظاهرة والأساس في حياة الشباب والأطفال اليوم، حيث لا غنى لهم عن أكل المطاعم لاسيما ذات الوجبات السريعة، معللين ذلك باختصار الوقت تارة وبالتنويع تارة أخرى. (الندوة نهاية الاسبوع) استطلعت آراء الشباب في الظاهرة التي استشرت في الأوقات الراهنة.. حيث في بداية الحديث قال المهندس وليد الحازمي انه ليس هناك أجمل من اجتماع العائلة على مائدة الطعام، مشيرا إلى انه مع تقدم وتطور الزمن أصبحت هذه المائدة مكانا لتبادل الأحاديث والتواصل. ويضيف انه يفضل أكل البيت، خصوصا عندما يكون الطعام من «طبخ الوالدة»، مبينا ان الأكل خارج المنزل يكون للمتعة والتسلية، معتبرا الشباب الذين يلجأون للوجبات السريعة غير مبالين بأضرارها الصعبة وأوضح ان هناك العديد من الأضرار التي قد تنتج بسبب الإدمان على هذه الوجبات، مثل السمنة، الضغط، السكري وغيرها، داعيا الشباب الى الأكل منها باعتدال ومن دون إفراط. انسجام الأهل وأضاف احمد هشام إلى أن الأكل في البيت يخلق ألفة وانسجاما مع الأهل، حيث أصبح الأكل في المطاعم له «اتيكيت» افقده البساطة. وعلل سبب انتشار المطاعم بكثرة تردد الشباب عليها، موضحا ان أشياء كثيرة أدت إلى تعلق الشباب بهذه الوجبات السريعة ومنها حبهم للاستطلاع واكتشاف أشياء جديدة غير الوجبات المعتادة التي نتناولها في البيت، فهي مكررة وليس فيها تجديد، وهذا هو سبب ابتعاد الشباب عن الوجبات المنزلية، وتفضيلهم الوجبات السريعة. سموم للبيع وفي نفس السياق قال احمد الناشري ان الطعام في البيت اضمن وأفضل للصحة، بينما الوجبات السريعة من المطاعم أصبحت ضارة، وسمعنا الكثير عن حالات التسمم بسبب الأكل من أحد هذه المطاعم، بينما الشباب يتجاهلون ما يرون ويسمعون عن هذه الحالات، ويواصلون تناول هذه الأطعمة وان هذا كله يؤثر في صحتهم لاحقا ويصيبهم بأمراض السكر والضغط التي تحدث بسبب الدهون الزائدة الموجودة في اغلب الوجبات وطالب الناشري وزارة الصحة بان تتحمل مسؤوليتها في توعية الشباب بمخاطر هذه الوجبات من خلال وسائل الاعلام المختلفة. وترى سارة محمد ان ايقاع الحياة السريعة فرض علينا الوجبات السريعة بشكل او بآخر، فهي ايجابية من حيث عدم اتساع الوقت احيانا لاعداد الوجبة في المنزل، مؤكدة ان الملل يقتضي التنويع بين الحين والآخر كسرا لروتين الأكل المنزلي، ولكن الاكثار منه مضر، موضحة ان الوجبات تحتوي على مواد مضافة، وبعض المواد الغذائية قد تكون مجمدة وغير طازجة، مما يفقدها الكثير من العناصر الغذائية الضرورية وذكرت ان هذه الوجبات تفقد حميمية الاجتماع الأسري، مشيرة إلى انها تأكل منها مرة في الأسبوع لكسر الروتين والتنويع. وقالت تهاني مليباري ان الأكل في البيت أصبح معدوما عند الشباب، فالكثيرون منهم يلجأون إلى المطاعم لتذوق أشهى الوجبات الجديدة. واكملت تهاني بالنسبة لي أفضل أكل المنزل لأنه خفيف على المعدة عكس الوجبات السريعة التي دائما تكون ثقيلة ودسمة لافتة إلى ان هذه الوجبات تعد إسرافا للأموال، حيث أصبحت غالية الثمن وقليلة الفوائد الصحية. وأضافت ان لأكل البيت طعما خاصا وممتعا، خاصة باجتماع الأهل، ولكن للأسف هناك شباب نجدهم يترددون على المطاعم بالوجبات ال 3 اليومية وهم من نسميهم بشباب الهمبرغر والبيتزا. أكل خفيف وقالت أم احمد أنها لا تجد تفسيرا لهجرة الشباب للأكل في المنزل، حيث تشاهد في المطاعم اغلب الزبائن من الشباب الذين أصبحت تلك المطاعم بيوتا لهم ونجدهم يأكلون منها ليلا ونهارا، وللاسف يكون عذرهم أنهم لا يحبون الانتظار في البيت لاعداد الوجبة، فيذهبون سريعا لاقرب مطعم من منزلهم ويطلبون اكبر الوجبات الدسمة التي تشبعهم