انطلقت الفنانة مها منديلي في آخر أعمالها التشكيلية من مخزون ذاكرتها التي نهلت من روح الموروث الشعبي والإرث الحضاري للثقافات الإسلامية بحس معنوي مرتبط بتجاربها الوجودية، ولعل استخدامها لفنون الخط العربي والمزاوجة بينها وبين الأصالة العربية في لوحتها «أصالة» دلل على أن فلسفة فكرية نهجتها الفنانة بنظرة تشبعية عن أهمية الرجوع للتراث ليكون منطلقا لكل فنان أثرت فيه طبيعته الدينية في تشكيل هويته، وتعاملت الفنانة مع عدة خامات في اللوحة لتكسر جمود اللون وتلقائيته على العمل، ما أدخل المتلقي في نظرة شمولية لعدة عناصر كان هدفها الأسمى هو توضيح مكامن جمال الإرث الحضاري الإسلامي في قالب مؤطر بحدود زمانية ومكانية، وكون الأشكال والأحرف التي استخدمتها مها تعد متداوله إلا أن توزيعها في العمل بشكل مختلف دلل على رؤية في الارتقاء بالعنصر واللون لتقديم عمل أكثر إبهارا. مها منديلي ركزت في أعمالها منذ عامين على أن يكون لها هوية وبصمة مختلفة عن الدارج، فانخرطت في عدة ورش تشكيلية وفنية، ما أهلها للدخول للساحة التشكيلية بتمكن فكري وثقافي لتصنع التجديد الشكلي الذي يحمل بعدا ثقافيا قد يؤهلها إلى أن تكون في المستقبل إحدى الفنانات المؤثرات في المشهد التشكيلي السعودي.