جدد التشكيلون والتشكيليات تراث الفن الاسلامي بنحو 120 لوحة فنية في معرض (الفن الاسلامي المعاصر) في المركز السعودي للفنون التشكيلية في جدة بهدف الحفاظ على التراث الفني الإسلامي وعلى الهوية الثقافية الإسلامية. المعرض الذي اطلقه الناقد الدكتور سعيد السريحي البارحة وحظى بحضور محبي ومتذوقي الفنون البصرية، جاء بتنظيم من وكالة الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة والإعلام في دورته الأولى، وسبق أن أقيم في مركز الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية في معهد العاصمة النموذجي بالرياض. والمتأمل في اللوحات المقدمة في المعرض يجد اختلاف الزمان والتاريخ في جل الاعمال المقدمة فمزجت ألوان المشاركين الماضي بالحاضر في تجانس فني دلل على ارتقاء الذائقة البصرية. لقد سعت الوزارة في معرضها هذا إلى إعادة صياغة التراث الإسلامي والعناصر الفنية التي عرف بها الفن قديما بروح تجديدية وألوان ما بعد الحداثة، فضم المعرض العديد من الأعمال التي جسدت ذلك المفهوم بثراء فني وقواعد تنظيمية لأبعاد اللوحات، ولعل مجموع النتاجات الفنية في العالم الاسلامي تأثر بالثقافة السائدة في المجتمع المسلم بداية القرن السابع الميلادي، متطرقا إلى عدة مجالات كبناء المساجد والقصور والابنية المدنية والعسكرية، بما فيها من زخارف هندسية ونباتية الا ان المصطلح اختلف في وقتنا الحاضر ومع بداية الالفية الثالثة حيث دخلت المجالات الثقافية والاجتماعية السياسية كأحد عوامل تأثر الفنان في أعماله، كما ان نظرة شمولية الفنون وتداخلها وظفت للفنان المسلم المعاصر اساليب فنية كفن التجهيز في الفراغ وفن الميديا والمفاهمية في الاعمال التي يقدمها. ولعل ما قدمه الفنان فيصل الخديدي وحصوله على جائزة تقديرية في المعرض يدلل على تلك المزاوجة بين التراث والمفاهيمية. ونجد في عمل الفنانة أمل فلمبان تلك الرموز الحضارية لتاريخ مكةالمكرمة والمتناثرة على اللوحة بأسلوب تجريدي، جردها من تفاصيلها الدقيقة لتحصل على المركز الثاني في المسابقة. وفي لوحة أمل باقر (إسلاميات 2) اختصرت عناصرها في مساحات مزخرفة مقسمة بشكل هندسي أضفى على العمل جمالا روحيا جعلها تحقق المركز الاول. وفي لوحة محمد الرباط (قروية) اشبع الفنان زخارفه الاسلامية وخطوطه العربية موظفا ومستخدما تقنية الشفافية في العمل لينتقل بين مراحله بألوان اكثر هدوءا وسكينة ليحقق المركز الثاني مناصفة.