تتجه جمهورية مصر العربية بإذن الله وحوله وقوته.. بعد إتمام عملية التصويت على الدستور اليوم وغدا إلى مستقبل واعد بكل المقاييس.. بالرغم من مسحة التشاؤم.. ومن الشعور بالألم الذي يحسون به جراء الأعمال التي تحصل في أرجاء بلادهم وتعكر صفو حياتهم وتنذر بأنهم مقدمون على مرحلة سوداء .. هذا الانطباع وإن كان موجودا حتى الآن.. إلا أنني أعتقد جازما أن عقلانية.. ووطنية.. ودهاء رجل المرحلة الفريق أول عبدالفتاح السيسي قادرة على قيادة بلاده إلى مرحلة الأمان من أي موقع يختاره الشعب المصري له.. سواء كان رئيسا للجمهورية.. أو رئيسا للوزراء ووزيرا للدفاع قائدا عاما للجيش أو عبر أي صيغة ثالثة تفرضها المرحلة وتوجبها مصلحة مصر ولا بد من تفهم ظروفها وأسبابها وضرورة الأخذ بها .. إن السيسي زعيم مرحلة بكل المقاييس لأنه كما توقع سيتعامل مع المصريين كل المصريين بروح وعقل وفكر رب الأسرة الواحدة.. بما سيتخذه من قرارات من شأنها أن تجمع كل المصريين وتوحدهم وتدمجهم في المرحلة المصيرية القادمة بصرف النظر عما حدث أو ما قد يحدث.. وبعيدا عن كل الوقائع والأحداث والأحكام والقرارات التي صدرت.. وربما ساهمت في إيصال البلاد إلى مرحلة الاحتقان والتوتر الشديدين .. وتلك هي روح وعقلية وفكر الزعامة المسؤولة التي تهمها مصلحة البلاد وتحضها على اتخاذ قرارات تاريخية لا بد وأن يقبل بها الجميع حتى وإن وجد فيها البعض قفزا على بعض الأنظمة والقوانين.. لأن هناك مصلحة عليا تقدرها حكمة القائد والزعيم وتختارها في الوقت وبالطريقة المناسبة وتأتي فوق جميع الاعتبارات الأخرى .. مصر إذن أمام مرحلة فارقة وحساسة وتحتاج إلى كلمة «نعم» في كل الأحوال.. كما تحتاج إلى «الرشد» و «الحكمة» والبعد عن ثقافة الإقصاء.. وتصفية الحسابات.. وتصنيف العباد إلى «مع» و «ضد». وإذا أراد المصريون لبلادهم الخير وهم كذلك إن شاء الله تعالى فإن عليهم أن يستبعدوا كما قلت كلمة «لا» من قاموسهم في هذه المرحلة بالذات.. وأن يثقوا في المرحلة القادمة.. ويأملوا فيها الخير.. وإن اعتبر البعض هذا التوجه عودة إلى الدكتاتورية.. والسلطوية.. والخنوع.. بالرغم من معرفتهم بأن الظرف لا يسمح أبدا بوقوع مزيد من الاختلاف والتصدع من جهة.. وإنه في نفس الوقت لن يسمح أيضا بقيام نظام حكم استبدادي في البلاد .. ضمير مستتر: مصالح الأوطان فوق كل الحسابات والأحقاد.