أكد مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للأمن القومي والشؤون الخارجية سرتاج عزيز، أن بلاده ترفض الفكر الطائفي والتدخل في الشوؤن الداخلية في أي دولة، وتدعم تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الرياض وإسلام آباد، وتطالب بحل القضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية، وإنشاء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. وأفاد سرتاج عزيز في حوار أجرته «عكاظ» بمكتبه أمس، أن الفترة القادمة ستشهد تعاونا سعوديا باكستانيا على جميع المستويات السياسية، خاصة إزاء تعزيز العمل الإسلامي المشترك وإيجاد حلول عادلة لقضايا الأمة الإسلامية، التي تواجه تحديات وأزمات مستفحلة وتتطلب التنسيق العالي بين المملكة وباكستان في المحافل الدولية ومنظمة التعاون الإسلامي، وتوضيح الصورة الحقيقية للسلام الذي ينبذ الإرهاب وينادي بقيم التسامح والاعتدال وفهم ثقافة الآخر. وأوضح سرتاج عزيز، أن زيارة الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية للباكستان تعتبر منعطفا هاما جدا في مستقبل العلاقات الثنائية، خاصة أن الزيارة كانت الأولى لمسؤول سعودي رفيع المستوى يزور الباكستان منذ عدة سنوات. وتابع قائلا: إن الزيارة حققت أهدافها الإيجابية إزاء تفعيل خارطة طريق تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، خاصة في الجوانب الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والسياسية، وتفعيل التشاور والتنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة القضية الفلسطينية والأزمة السورية والوضع في أفغانستان والوضع في منطقة جنوب آسيا بشكل عام. وزاد: أي تحرك سعودي باكستاني في المرحلة القادمة سيكون لمصلحة إيجاد حلول لقضايا الأمة الإسلامية وتعزيز التضامن الإسلامي وإنهاء النزاعات والخلافات المستشرية في جسد الأمة. وحول نتائج اللقاءات التي أجراها سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل مع الرئيس الباكستاني ممنون ورئيس الوزراء نواز شريف، قال: إن مجمل اللقاءات كانت إيجابية للغاية ومثمرة وظهرت نتائجها على الأرض فورا، عندما أعلن سمو وزير الخارجية عن تفعيل نشاط اللجنة السعودية الباكستانية الاقتصادية المشتركة، وإحياء عمل مجلس تنسيق رجال الأعمال السعودي الباكستاني. وأكد عزيز، أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ورئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف حريصان على تعزيز الأمن وإرساء السلام في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي وحل الخلافات التي تواجه الأمة، مؤكدا أن الملك عبدالله قائد سياسي وزعيم للأمة ويحظى بالاحترام في الأوساط الإسلامية وحريص على تعزيز العمل الإسلامي، مبينا أهمية التنسيق المشترك بين البلدين في مختلف القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية. وحول رؤيته لعلاقات بلاده مع الجارة الهند، قال رئيس الوزراء نواز شريف: إنه يحرص على إيجاد علاقة حسن الجوار مع الهند باعتبارها دولة جارة، موضحا أن السلام مع الهند سيساهم في تعزيز الأمن في منطقة جنوب آسيا.