يحدث في ديوان العرب الجديد أي تويتر أن يكتب شخص تغريدة «عبارة» تلقى استهجانا واسعا فيقوم بمسحها ومن كثرة حدوث المسح صار الناس يصورون التغريدات المثيرة للجدل لإثبات أنها صدرت عن صاحبها عند إرادتهم متابعة التعليق عليها واستنكارها وتكوين رأي عام ضدها، فماذا يعني قيام الشخص بمسح تغريدته عند حدوث ردود أفعال واسعة مضادة لها؟ أو بمعنى أدق ما هو الأثر النفسي والفكري لهذا الحدث عليه؟ أي أن يدرك الانسان أن قناعاته هي محل استنكار وإدانة من قبل غالبية الرأي العام «التويتري»؛ أثره إحداث انتباهة وعي لدى الشخص تجبره على إعادة تمحيص قناعاته التي نبهه استنكار الناس لها لحقيقة أنها ليست من المسلمات في صوابها وكما مسحها من حسابه بتويتر غالبا ستمسح من عقليته ونفسيته، وحتى إن كابر ورفض مسحها وخاض معارك «تويترية» في الدفاع عنها، فالمبدأ قد دخل لعقله الباطن وصار يعي أن قناعاته ليست من المسلمات في صوابها وكل التيار الذي تتبعه، وهذا يعني أن تويتر ليس مجرد مجلس غيبة ونميمة وتهريج، إنما في فضاء تويتر تحدث انتباهة وعي شاملة تعيد تشكيل العقلية والنفسية الجماعية والثقافة السائدة التي كان يغيب فيها حس الوعي بالذات بسبب غياب النقد والاطلاع على وجهات النظر المخالفة، وهذا يساعد في تطوير وترقية الوعي والفكر العام. وأهم تطور حالي في فضاء تويتر أنه خلال هذا الشهر بعد افتضاح جرائم القاعدة «داعش» في سوريا ضد الكتائب الإسلامية التي تقاتل جيش الأسد بدأ عدد من المشايخ في محاججة أتباع «داعش» علانية عبر حساباتهم بتويتر ونتج عن ذلك صد كثير من المتطوعين عنها وانشقاق عديد من أتباعها، وهذا التواصل المباشر وأثره المباشر كان غير ممكن بدون تويتر. [email protected]