لا يكاد يمر يوم بدون أن يفجع القراء بقصص عنف صادم بحق أطفال يؤدي لتشويههم وحتى قتلهم على يد الوالد وزوجته، وبالمثل قصص العنف الاجتماعي ضد النساء كما في قضية الطبيبة المعضولة التي وقف القضاء مع والدها وفوق عضلها ألقى عليها تهمة العقوق لأنها أرادت حقها الأساسي الفطري في الحياة ولازالت بعد عقد مسجونة ومعطلة عن الحياة، وأيضا تفجعنا شيوع قصص الاحتيال ليس فقط من قبل من يسمون بالهوامير مع عموم الناس إنما حتى من قبل من يفترض أنهم أقرب الأحبة كما في قضايا الاحتيال على النساء من قبل أقاربهن كاحتيال الزوج على زوجته وأخذ مالها والزواج عليها به وطردها وإسكان الزوجة الجديدة في بيتها وتركها معلقة مع عبء دين كبير أخذته بأمر زوجها وأخذه منها. وغيرها كثير من الظواهر الاجتماعية الصادمة في قسوتها وعنفها المادي والمعنوي حتى صار الإنسان يشعر بالدهشة والصدمة من تلك القابلية لاقتراف مثل تلك السلوكيات حتى صار الكل يتساءل: ماذا حدث للناس حتى صاروا هكذا؟، والجواب يكمن في أن لكل مجتمع ثقافته العامة التي تشكل قالبه النفسي والعقلي والإدراكي المشترك الذي يولد الأنماط السلوكية والاستعدادات النفسية العامة وعندما تشيع القابلية لمثل تلك الظواهر السلبية على نطاق ملفت فهذا يعني أن هناك خللا في الثقافة الاجتماعية العامة السائدة التي صارت تتسم بالأنانية المفرطة والافتقار للحساسية بالآخر وهذا يسمى بالنمط السيكوباتي الذي يولد قابليات لأنواع السلوك السلبي المفرط الأنانية والمفتقر للضمير الأخلاقي ولمراعاة إحساس واعتبارات الآخرين وتبعات وعواقب سلوك الذات عليهم، ولهذا هناك حاجة لغرس السلوكيات الاجتماعية المتسمة بالوعي الأخلاقي والحساسية النفسية عبر التعليم المدرسي والتوعية الإعلامية بعرض معاناة الضحايا. [email protected]