لم يخف الفنان محمد بخش أنه شعر بحالة غربة كبيرة حين غادر المدينةالمنورة إلى جدة تاركا اهله وأصدقاءه، من أجل خوض تجربة التمثيل. وقال «قبل أربعين عاما عشت هذه اللحظات المريرة، والغربة الحقيقية، إذ انني لا أعرف أحدا في هذه المدينة الصغيرة والصاخبة في آن واحد، ليس بها أصدقاء أبوح لهم بما يعتريني من حزن وألم، في كل يوم أتحمل سياط الشمس الحارقة مشيا الى مبنى التلفزيون، الذي وقفت أمام أبوابه شهرا كاملا، كي تمتد لي يد تسحبني إلى الظل، وتبرز موهبة في داخلي». يضيف «سألت نفسي مرارا وتكرارا اسئلة عدة حول وقفتي اليومية تحت لهيب الشمس، بحثا عن دور أمثله في مسلسل، وهل ما أطلبه غال لهذا الحد وعسير لهذه الدرجة، أمام هذا الإصرار والتحدى». يسترسل بخش ويقول «كان هناك من يراقبني وقرر أن يمد لي يده ليدخلني إلى مساحات الظلال، فقد تابعني المخرج عبدالعزيز فارسي، ورأف بحالي وأعطاني دورا صامتا بسيطا في شكله قويا في مضمونه، فكانت الخطوة الأولى التي فتحت لي أبواب التلفزيون وجعلتني أندمج مع زملائي الفنانين محمد حمزة وناجي طنطاوي وحصلت على البطولة». وزاد «أيقنت أن القلق والانتظار لا يعني أنك لن تحقق ما تصبو إليه، فالفرصة ستأتي حتما في الوقت المناسب، وأن التعب والإصرار يمنح الانسان احساسا باقتراب تحقيق الأهداف، وكل ما علينا هو أن نحدد ما نريد ونمضي لتحقيقه مهما كانت العقبات، وان كان الابتعاد عن الأهل والأصدقاء أحد الخيارات التي يجب معايشتها».