عندما دعت وزارة الثقافة والإعلام لتجربة الانتخابات في النوادي الأدبية كانت تدرك أنها أمام فعل ثقافي ووطني كبير، بل هي تجربة ديمقراطية تتيح للمثقف الخيار والحرية في اتخاذ القرار، عبر لوائح وأنظمة وضعها المثقفون بأنفسهم، بما يتلاءم مع حاجتهم، وبما يتوافق مع طبيعة المؤسسة الثقافية وأدوارها الأساسية في خدمة المعطى والخطاب التنويري. وبعد خوض هذه التجربة في أنديتنا الأدبية لامسنا شروخا كبيرة ومؤلمة حدثت بين المثقفين، حيث الانقسامات على أشدها، والشللية والجهوية طغى مفهومها بشكل لافت، ما أدى في بعض الأندية إلى الخروج بهذه التجربة وملفها إلى أروقة المحاكم، طعنا وطلبا للتصحيح، فكان من نتائج ذلك ما يحدث في بعض الأندية الأدبية من استقالات وقطيعة واضحة، ومحاولة إرضاء المشهد ببضعة برامج لا تشبع نهم المتابعين، وكل ذلك سببه تجربة الانتخابات التي لم يكتب لها النجاح حتى الآن، فضاع في غياهب العشوائية والارتجال دون عمل مؤسسي يخدم المستفيدين، فهل ثمة تحرك من وزارة الثقافة والإعلام لحسم هذا الملف؟!.