تساءل عدد من المثقفين والمواطنين عن الأسباب التي أخرت بروز جدة التاريخية كواحدة من مدن الشرق القديم وطالبوا بتفيعل الاهتمام بإعادة ترميم بيوتها القديمة وتحويلها الى مراكز ثقافية مختلفة حتى تأخذ مكانتها بين المدن المفعمة برائحة التاريخ على مستوى المنطقة العربية والشرق الأوسط. وقال الدكتور يوسف العارف اغلب تجار جدة هم من مواليد المنطقة التاريخية ويملكون فيها عقارات والمفترض أن يبادروا الى ترميمها وفقاً لمبادرات شعبية تعمل في هذا الاتجاه كذلك المجلس البلدي لابد أن يساهم بجزء من وقته لتطويرها والحفاظ عليها. وأضاف العارف «أتمنى أن يتم تحويل جزء من البيوت القديمة في المنطقة التاريخية الى مراكز ثقافية ودور لعرض السينما او الأفلام الشعبية التراثية، وهنا يأتي دور جمعية الثقافة والفنون التي عليها دور كبير في وضع برامج عملية في هذا المجال وعرضهاعلى الجهات المعنية وكل هذا سيعطي جدة دورا بارزا في الخارطة الثقافية والسياحية. أما كاتبة عكاظ رؤى صبري فطالبت بسرعة تحويل المنطقة التاريخية في جدة الى مركز اشعاع ثقافي ومنطقة جذب سياحي، وقالت إن بيوتها ذات الطراز المعماري الفريد يمكن ان تستثمر في اقامة صوالين ومنتديات ثقافية في حالة ترميمها كيفما يجب، ولفتت إلى أن جدة تحتاج فقط الى زيادة اهتمام الجهات المعنية وتعاون أبنائها وبالذات ملاك العقارات فيها لأنهم بإمكانهم اعادة ترميمها بالتنسيق مع هيئة السياحة وأمانة جدة واستثمارها في الأنشطة والثقافية السياحية، بما يعطي للعروس مكانة عالية بين مدن الشرق. من جهته قال عطية الظاهري أحد أبناء جدة حينما أسير في هذه المنطقة أشعر برائحة التاريخ تنبعث من بين أزقتها ليذكرني ذلك بالأيام الخوالي التي كنا فيها صبية صغاراً ثم في مرحلة الشباب نمضي تحت رواشينها تظللنا المحبة والإخاء حيث كنا نشعر بقيم الأخوة اكثر مما نحن عليه اليوم، مطالباً في الوقت ذاته بأهمية الحفاظ على هذه المنطقة ليتعرف الأبناء والأحفاد ممن لم يحظوا بالعيش في المنطقة خلال الفترة الماضية. ونوه بأنه وعائلته يأتون بين الفترة والأخرى لاسترجاع بعض من الذكريات لكي يعيشوا لحظات رائعة بين أروقة الماضي الجميل وكم يتمنى أن ينظر الى هذه المنطقة بيعن الاهتمام الذي تستحقه عبر الترميم واقامة المنشآت الثقافية كصالات الفنون التشكيلية والمتاحف إضافة الى الفعاليات الثقافية كالندوات والمحاضرات. من جهتها طالبت الروائية مها باعشن بالحفاظ على جدة التاريخية بصورة يمكن خلالها الزائر التعرف على تراث الآباء والأجداد، قائلة يأسر الزائر مناظر تلك البيوت، والرواشن الخشبية التي تحكي سيرة الزمن الغابر. ولفتت إلى أن المتأمل إلى تلك البنايات والآثار يلمح مدى مهارة الأيادي الحرفية التي عملت على بنائها، كما يستشعر خلالها تلك النفوس التي عاشت بين أحضانها، ولم يبق شاهدا عليهم سوى تلك الآثار. واستاءت من عدم استشعار بعض السكان المجاورين بأهمية ما حولهم، إذ لابد أن يعتزوا بهذه الآثار، التي لا تقدر بثمن. وأوضحت أن عددا من كبار السن بات يرتاد تلك الأماكن كونها تذكرهم بالماضي فترة شبابهم، فيجلسون في أروقة المقاهي القديمة في تلك الأماكن التي جمعتهم بجيرانهم آنذاك، ويسترجعون الذكريات والحكايات التي عاصروها في فترة ماضية.