التكريم الذي حصدته الشابة رها محرق المتسلقة لقمة إيفيرست، جعلني أحلق معها وأتسلق خيوط الأمل المؤدية إلى تحقيق الهمم العظيمة، حينها شعرت بضآلة الأحاديث المتداولة هنا وهناك، تلك الأحاديث التي أصبحت مثارا للجدل حول قضية قيادة المرأة للسيارة، وشعرت بالعجب من أولئك الذين يحملون لواء المطالبة بكل ما يختص بالمرأة، سواء كانوا خارج المملكة أو داخلها، وشعرت بالعجب أكثر من الأجانب خارج المملكة والذين يحملون لواء مطالبات المرأة السعودية مع أنهم ليسوا موجودين داخل النسيج الاجتماعي السعودي، وهم ليسوا سوى أبواق يردد البعض من الداخل صداها بهدف القفز على السائد والمألوف والمسلمات، وكأنهم يسعون بجواز سفر مزيف إلى نجومية زائفة، إذ أن كل من يرغب في تسلق هذا السلم وأعني سلم النجومية يلتصق بقضايا المرأة وكأنها مصباح علاء الدين الذي سينقلهم للقمة، ولكنها بكل تأكيد ليست قمة إيفيرست التي وصلت قمتها رها محرق. أنا لست مع قيادة المرأة للسيارة ولست ضدها، فتلك قضية أشبعت أحاديث وآراء حد السخرية، وهي ليست مثار حديثي الآن، لأننا ينبغي أن نتجاوز هذه المسائل الجانبية ونركز أكثر على قضايا فعلية وتحيدات تشغلنا أكثر، وليتنا نستبدل مصطلح «قضايا المرأة» بمصطلح آخر أكثر تعمقا هو «قضايا الأسرة والمجتمع»، حتى لا نعمق الطاقة السلبية داخلنا؛ لأن كل ذلك عبارة عن ثقافة مجتمع تلقي بظلالها في صورة سلوك. نحتاج فكرا متوازنا يسهم في عجلة التنمية، وفي التنوير الفكري والسلوكي، حتى نتعاطى مع المستجدات بشكل راق دونما التخلي عن هويتنا الإسلامية التي هي صمام أماننا والذي يضمن عدم الانزلاق إلى طرق الضلال، وليتنا نختزل طاقاتنا لتتحول إلى الإيجابية ومحاورة الشباب والاهتمام بقضاياهم وقضايا الأسرة ورفع المستوى الفكري والثقافي ونعمق التفاؤل باتجاه مستقبلنا وحياتنا، وإذا صدقت النوايا لم تلاحقها الخطايا. فلنعمق في دواخلنا ما يشحذ الهمم حتى في مفرداتنا التي نتداولها يوميا، ونستبدل عبارة أحلام سعيدة، بعبارة أخرى هي «نتمنى لكم واقعا جميلا»، إذ ماذا يمكننا أن نفعل بأحلامنا السعيدة ونحن نعيش واقعا مؤلما؟. شكرا لك رها محرق، وشكرا لكل صاحب طموح يسكب في نفوسنا الأمل، وأتمنى لكم واقعا جميلا يا سادة!. * كاتبة وإعلامية.