الأحلام هي هوايتي! أعلم أنه في نهاية كل عام تزدهر شاشات الفضائيات بالمتنبئين من المنجمين الذين لديهم قوائم من الكوارث المتوقعة ومن المحللين السياسيين والاقتصاديين الذين يتحدثون عن تفاصيل كوارث ماضية، لكن ماذا عن المواطنين الغلبانين الذين يمارسون هواية الأحلام؟ لذلك سأسطر أحلامي وشاركوني في أن تضعوا أحلامكم، فالحلم هو لغة الإنسان البسيط، هو لغتي ولغتكم. قبل أن أبدأ الكتابة كان ذهني مليئاً بأحلام كثيرة لا أعرف لماذا تبخرت وأصبحت أطاردها منذ أن جلست أمام الكومبيوتر؟. يناير: أحلم بأن لا تستبدل الشعوب طاغية بمليون طاغية أشد عنفا وأكثر ظلما. فبراير: أحلم بأن تتحول مناقشاتنا العقيمة عن العنوسة وغلاء المهور وقيادة المرأة بمناقشات فعالة عن تفعيل حقوق المرأة وعن الرقي بدورها في التنمية بدون عوائق ومطبات صناعية. مارس: أحلم بمعرض كتاب يحترم فيه الكتاب ولا يحارب فيه الفكر. أحلم بأن نكون أكثر ثقة بأنفسنا وبمكتسباتنا. أحلم بأن لا أضطر إلى تهريب كتاب. إبريل: أحلم بأن لا تكون تصريحات بعض المسئولين مثل كذبة إبريل. أحلم بأن تحاسب شركات المقاولات علناً ومن يساندها ويسهل لها سرقتنا وغشنا على تأخير المشاريع وتشويه المدن. أحلم بأن تختفي البطالة وتأخذ معها الواسطة والتسيب والسرقة والرشوة ويذهبوا من غير رجعة. أحلم بالقضاء على ظاهرة التفحيط. أحلم بالقضاء على ظاهرة الحفر التي تشوه شوارعنا. مايو: أحلم بأن تكون خطبة الجمعة منبراً يتفاعل مع المجتمع وأن تكون افتتاحية الصحف صوتا للفرد البسيط الذي يبحث عن من يسمعه. يونيو: أحلم بأن تكون الأولوية الأساسية لجامعاتنا هي بناء الإنسان وتنمية الفكر واستثمار الأموال لصناعة بيئة أكاديمية منتجة صحية. وألا يبدأ كل مقال دفاعي عنها بجملة تشير إلى جنسية كاتب تقرير مجلة ساينس. ولهولاء أقول مادمتم ترون أن التقرير محض افتراء فالفاصل بينكم وبينه هو القضاء. يوليو: أحلم بأن نقرأ تقارير عن انتظام وتطور الخطوط السعودية ونظافة المطارات لا عن تأخير الرحلات وسوء الخدمات في مطارات يفترض أنها دولية. أحلم بأن تصبح مطاراتنا مؤهلة للاستخدام الأدمي في نظافتها ورقي خدماتها فالدول المجاورة ليست بأفضل منا. أغسطس: أحلم بأن تستوعب مدننا وشوارعنا الثقافة والفن كما تستوعب نشاطات شباب التفحيط ومشجعي الأندية الذين يكتسحون الشوارع بعد فوز ناديهم. سبتمبر: أحلم بأن لا يصبح الوطن في نظر البعض مجرد شيك في رصيده في بنك أوروبي. أحلم بالوحدة الوطنية وبالبعد عن الطائفية والمناطقية. أحلم بأن ننتج لا نستهلك فقط وبأن نعطي لا نأخذ فقط وأن نبني لا نهدم فقط. أحلم بأن يصبح الفساد رواية من الماضي لا واقعا تزعجنا رائحته. أحلم بأن ننشغل بالبناء والاستثمار في الإنسان بعيدا عن المناوشات والخلافات الجانبية. أحلم بأن يؤمن كل تيار فكري متصارع بأحقية الآخر في التعبير عن رأيه كجزء من هذا الوطن. أحلم بأن لا تصبح الوطنية ممارسة صامتة سلبية بل تصبح ممارسة فعالة تبني وتساعدنا للارتقاء فنحن نستحق أن نرتقي بأنفسنا وبهذا الوطن. أحلم بأن تستبدل عبارة "و أنا مالي" بعبارة "حق الوطن علينا". أحلم بأن ينتهي أي مشروع في وقته. أكتوبر: أحلم بإجراءات سهلة وسلسة في المحاكم وبقوانين واضحة تحمي المطلقة و أطفالها، وتضمن وصول النفقة لهم. أحلم بقوانين تجرم الاعتداء على النساء والأطفال. أحلم بشوارع ومبانٍ تستوعب المعاقين. نوفمبر: أحلم بأن لا يذل مريض من أجل الحصول على موعد في مستشفى أو سرير وأن تستثمر ميزانية وزارة الصحة لخدمة المواطن ورفع مستوى الرعاية الصحية. أحلم بأن تختفي مباني المدارس المستأجرة وأن تكون المدرسة مكاناً لبناء العقول وليس لبرمجتها. ديسمبر: أحلم بأن تتجاوز أحلام السعودي نطاق الحصول بيت وعمل وسيارة إلى اختراع ابتكار تطوير. أحلم بإعادة تأهيل بعض المنتفعين ممن خانوا المسؤولية ليصبحوا مواطنين صالحين. أحلم بأن لا تتكرر أحلامي كل عام كما تتكرر قضايانا ومشاكلنا منذ عشرين عاما. وأحلم بأن لا يصدر قانون يجرم الأحلام! هذه بعض أحلامي؛ هاتوا ما عندكم!